التدخل التركي بالعراق بلطجة سياسية .. أوهام الخلافة تداعب أردوغان

68

لقد كان الغزو الإمريكى للعراق، الذي جعل من الدولة العراقية فريسة سهلة على مائدة اللئام، وسببا مباشرًا للترنح بين ضربات الإرهاب والفتن الطائفية والمخططات الدولية، التي ساهمت بشكل كبير فى تمزيق العديد من الدول تحت مسمي الديمقراطية والشرق الأوسط الجديد.
ولعل رفض تركيا برئاسة اردوغان سحب قواتها من الأراضي العراقية يمثل انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية، وتعديا كبيرا على سيادة العراق واستقلاله، ويجسد حجم حقيقية الأطماع الاستعمارية للسيطرة على ثروات ومقدرات هذا الشعب، ويخلق واقعًا مريرًا يضاف إلى واقع أمتنا العربية، وينذر بانجراف المنطقة لحرب إقليمية، فهل يتدخل المجتمع الدولي لحماية الشرعية فى العراق؟ أم ستظل سياسة بلطجة القوة وازدواج المعايير هي السياسة الحاكمة فى عالم لا يعترف إلا بالقوة ولا مكان فيه للضعفاء؟.
(دولة كردية)
أكد السفير محمد المنيسي “مساعد وزير الخارجية الأسبق”، أن حرص تركيا على بقاء قواتها فى العراق يجسد خوفها من نشأة دولة كردية مناوئة لها على أطراف العراق وسوريا، لأن فى حالة نجاح الأكراد فى ذلك سيحرم تركيا من حوالي 75% من إنتاجها الغذائي المتمثل فى سهل الأناضول الذي يسيطر عليه الأكراد ويعد من أخصب المناطق الزراعية فى تركيا. وتعتقد تركيا أنها بالمشاركة فى تحرير الموصل ستقضي نهائيًا عن حلم الأكراد فى إقامة دولتهم. وأن التهديد باندلاع حرب إقليمية فيه نوع من المبالغة، خاصة وأن الدولة العراقية دولة مستنزفة وأنهكتها الحروب والفتن الطائفية والصراعات الإقليمية وتخوض حربا شرسة لتحرير مدنها من قبضة الجماعات الإرهابية ولا يمكن أن تنجرف لحرب جديدة وهي غير مهيئة لذلك.
(الخلافة العثمانية)
وأشار الكاتب والمؤرخ صلاح عيسى، إلى أننا نعيش فى إطار البالونات التفاوضية والتي يسعى كل طرف من خلالها للضغط على الطرف الآخر للحصول على مصالح شخصيه مقابل ثمن محدد وأن يكون له موضع قدم بالمنطقة، وتهدف تركيا من خلال وجود قوات لها فى العراق وسوريا لاستعادة الامبراطورية العثمانية، كما تعتبر نفسها ممثلة للعرب وأنها تدافع عن أهل السنة، وتقف فى مواجهة المد الشيعي، وأن ذلك يعطيها الحق فى التدخل فى الشئون الداخلية للعراق والمشاركة فى تحرير الموصل وتري أنه لا ينبغي أن تقتصر عملية تحريرها على الحشد الشعبي وقوات البشمارجة. لكن موقفها من المشاركة فى تحرير الموصل غير مفهوم !هل هذه المشاركة من أجل تطهير المدنية من أنصار داعش؟ أم أنها تتدخل لحمايتهم بعدما تم الكشف عن دعمها لهذا التنظيم أمام حلفائها الغربيين فى حلف الناتو وفضح سياستها الانتهازية ونهبها لبترول كل من سوريا والعراق، وأن التمدد فى سوريا والعراق مبني على أسس طائفية متعلقة بالصراع بين السنة والشيعة ويمثل جزءًا من البلطجة العالمية.
(بلطجة سياسية)
ووصف اللواء طلعت مسلم” الخبير العسكري”، تدخل تركيا فى الشأن الداخلي للعراق رغم رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ذلك بانه نوع من البلطجة السياسية والعسكرية وهي تستند فى ذلك لتحالفها القوي مع أمريكا وروسيا وتعتقد أنها بهذا التحالف ستكون بمنأى عن العقاب والإدانة، وتهدف تركيا من خلال التمدد على حساب جيرانها لتنفيذ مخطط الخلافة الإسلامية الذي يخدم جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف قائلاً: إن العراق لن يتراجع عن قراره الرافض لبقاء القوات التركية لأن فى ذلك هدم لمصداقية الحكومة وفى حالة إصرار تركيا على مشاركة قواتها فى عملية تحرير الموصل لن يكون هناك تعاون معها من الجانب العراقي وستدفع الأمور لتعرض قوات الجانبين للخطر ولضربات الآخر،وأن تدهور النظام العربي وتراجع دور الجامعة العربية وفشل الدول العربية فى إنشاء قوة عربية مشتركة ساهم فى تردي الأوضاع وزيادة التدخلات الخارجية والإقليمية فى شئون الدول العربية.

التعليقات متوقفه