انطلاقًا من مؤتمر الإفتاء العالمى.. تدريب الأئمة وتأهيلهم.. أولى خطوات القضاء على الأفكار المتشددة وحماية المجتمعات

145

لقي مؤتمر الإفتاء العالمي الذي عقد الأسبوع الماضي تحت عنوان” التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة”، بمشاركة 80 دولية إسلامية، علامات استفهام حول كلمة الإمام الأكبر الدكتور “احمد الطيب” شيخ الأزهر الشريف، عن تقصير المؤسسات الدينية المعنية بشئون الفتوى، على تقديم نوازل مستجدة من شأنها التعامل مع الشريعة الإسلامية، وافتقارها للواقعية والجدية فى أعمالها، وأتاحه الفرص لغير المختصين فى مجالات عديدة، وبين قدرة الإفتاء على القيام بتوحيد فكر المؤسسات الدينية فى العالم الإسلامي، وهناك عدة تساؤلات وجهتها الأهالي للمتخصصين عما ينبغي أن تقوم به دار الإفتاء وغيرها من المؤسسات لتلاقي الأخطاء التي وقعت بها، حيث طالب عدد من الباحثين بضرورة وضع خطط استراتيجية واضحة بين جميع المؤسسات الإفتائية فى العالم الإسلامي ودحض عنصر التفرقة بينها.
الأقليات
ومن جانبها أكدت دكتورة “أمنة نصير” النائبة البرلمانية وأستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن نقد شيخ الأزهر للإفتاء بناء لا غبار عليه ولا يقلل من شأنها كمؤسسة إفتائية كبيرة، فضلا عن دورها من خلال العلماء والمنافذ الالكترونية المفتوحة التي تواصل فى القضايا التي تخص الناس فى مجالات عديدة، مشيرة إلى أن مصطلح “الأقليات المسلمة” يؤثر سلبا على أعداد المسلمين فى الوطن، وتقلل من شأن أداء الأقل عددا فى أي دولة، موضحة أن المسلمين فى أوربا ليسوا أقلية بمعنى فاعليتهم فى المجتمعات الأوروبية لأن لهم ادوارا قوية علاوة على الشخصيات المرموقة فى مجتمعاتهم، لافتة إلى إن تفعيل دور الإفتاء يبدأ بإمام المسجد لأنه القادر على توصيل الفتاوى الصحيحة والمتميزة بالتزامها المصادر مع تجديد المستجدات من خلال القرون والعصور، مشددة على ضرورة ألا يقتلع المفتي من تراثه ولا مصادره، ولا يضع نفسه فى الكبيرة والصغيرة لهذه الاجتهادات، وعليه أن يراعي مصالح العصر ومستجداته، فضلا عن عمله بأنه وريث النبوة، وعليه أن يطلع بهذا الورث بما لا يقتلع من جذوره ولا يغترب من مستجداته، فلابد وان يعرف هذه المسئوليات الخطيرة بالقراءة والاجتهاد والاطلاع حتى يستطيع كل إمام أن يؤدى الأمانة التي أؤتمن عليها.
زيادة البعثات
بينما اقترح “نبيل نعيم” الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن دار الإفتاء المصرية لابد وان تبقي على تواصل بينها وبين المؤسسات الإفتائية على مستوى العالم حتى ترصد جميع الفتاوى الصادرة وتعرض آلية الرد عليها بالنصوص والشريعة الإسلامية بجميع اللغات، بحيث يتم توحيد فكر العالم الإسلامي أولا، خاصة فى الأماكن التي تعاني من الإرهاب، ثانيا قيامها بإخراج أفلام تعليمية ووثائقية قصيرة من شأنها عرض نتائج الفتاوى التكفيرية وأضرارها وما يصاحبها من تصحيح بالنوازل الشرعية، حتى ترى المجتمعات الفرق بين الخطأ والصواب، ثالثا زيادة عدد بعثات الأزهر المتأهلين علميا للتوصيل مع المجتمعات الإسلامية لعرض إجراءات من شأنها رفض أية فتوى مخالفة للمؤسسات الدينية فى بلادهم، موضحا أن المؤسسات الدينية فى مصر تملك من العلم ما لم تملكه أية مؤسسة أخري بالعالم أجمع، ولكنها لا تمتلك إمكانات مادية من شأنها زيادة عدد بعثات الأزهر، عمليات تزويج الشباب، مشروعات، خدمات اجتماعية، حتى لا تترك المجال واسعا تجاه أعدائها، علاوة عن غلق جميع المنافذ أمام من يريد أن يبث أفكاره فى المجتمعات الإسلامية، والالتفاف نحو الأزهر الشريف فقط كمنارة للعالم.
فاعليات ميدانية
وفى سياق متصل أوضح دكتور “محمد الشحات الجندي” الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن التوصيات الجيدة التي خرج بها مؤتمر الإفتاء، تقتضى بتفعيلات ميدانية من شأنها تصحيح مسار الفتوى، وضبط إيقاعها، علاوة على الخطاب الديني الذي تسعى المؤسسات الدينية لتجديده، مؤكدا أن هذا التوقيت جيد وغير تقليدي، حتى لا يصبح بإطلاق الدعوات أو مؤتمرات كما يظن البعض، مشددا على ضرورة البحث أولا فى الفتاوى ومصدرها ومعرفة إذا كانت سببها وانتشارها وتصديقها الأمية التعليمية أم الدينية، ثانيا البحث عن البطالة فى المجتمعات التي من شأنها تملأ فراغا لدي البعض وتحريكهم فى طرق الانتحار أو ما يسمونه بالجهاد، ثالثا إصدار مراجعات بحصر جميع الفتاوى التي تصدر على مستوى العالم الإسلامي وغير الإسلامي، ومراجعة جميع المؤسسات الإفتائية فى العالم لدار الإفتاء المصرية كأمانة عامة لدور الهيئات فى العالم، مشدد على ضرورة وضع دورات تدريبية للائمة بالخارج والتحاور معهم.
الوحدات المجمعة
بينما أشار دكتور”أحمد بان” الباحث فى الشئون الإسلامية، أن الأزهر الشريف يسعى بأقصى جهده نحو الوسطية والاعتدال، ولا يطلب منه أكثر من ذلك، مؤكدا أن واقعه يكثر به أن يقدم حقائق الدين بشكل ناصع فضلا عن جذب شرائح واسعة من الناس، علاوة على النظر الفني لخريجي الأزهر ودعاة الأوقاف بشكل عام بالاحترام والتقديم، موضحا انه يوجد انفصال بين الفتاوى والواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الذي تعيشه الأمة وبين قضاياها، لافتا إلى أن الإمام والخطيب لا يستطيع أن يتحدث عن أخطاء الحكام ولكنه يشير إليها من اتجاه خفي، بذلك فقد يكون اختفى دوره فى إصلاح مجتمعه، وتابع أن هناك عدة انعكاسات من الحاكم تؤثر على الدعوة، أولها عدم وجود نمط رشيد منه، ثانيا تعقد الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد، مشددا على ضرورة وجود وحدات مجمعة التي كانت موجودة فى الفترات السابقة، وهي عبارة عن مكان ينشأ ليشتبك مع جميع القيادات بالمجتمع، للوعي والإرشاد التي يمكن من خلالها التغلب على ضعف الإمكانات الموجودة حاليا.

التعليقات متوقفه