خبراء تربية: التعليم أداة مواجهة الإرهاب.. ومطلوب خطاب تعليمى قائم على الفكر والإبداع وليس «الحشو»

90

ونحن فى وداع لعام 2016 واستقبال عام جديد 2017، يوصي خبراء تربويون بضرورة الاهتمام بالتعليم ووضعه على اولويات اجندة الدولة، لما لدوره المؤثر فى مواجهة الارهاب، فلم يخلو عام يأتى علينا ويمضي سوي بحوادث إرهابية تفسد على المصريين فرحة استقبال العام الجديد، فلاشك ان الانسان يمر بمراحل حياته العشر الأولي بالتعليم فيعد النواة إلى تشكل الشخصية المصرية.
ولا يخفى على أحد من المسئولين والحكومات المتعاقبة مشاكل التعليم والتى تأتى فى مقدمتها المناهج العقيمة التى لا تواكب التغيير الذى يحدث فى العالم، بالإضافة الى تكدس الفصول والتى تعيق استقبال الطالب للمعلومة، والمعلم الذي فقد هيبته بفعل الدروس الخصوصية، لذا فالامر يحتاج الى إرادة ساسية وشعبية تدرك أهميه التعليم خلال هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد، ومن هنا نتساءل كيف تحدثنا عن بلد متقدم وآمن ويعاني من فساد وإهمال فى التعليم.
توجيهات تكاملية
وفى سياق متصل تقدم النائب عبد الحميد كمال “عضو مجلس النواب” باقتراح رسمي الى رئيس مجلس النواب بانشاء لجنة عليا لمواجهة الارهاب تضم كلاً من وزارة الثقافة والتعليم والفنانين، تأكيداً على دور القوي الناعمة فى مواجهه الارهاب فكرياً وليس أمنياً فقط.
ويري د.يوسف نوفل “أستاذ الأدب والنقد بجامعة عين شمس” أن المنهج التعليمى ينبغى أن يتضمن توجهات تكاملية لبناء الانسان ليس فقط فى المجال المعرفى والتربوى بحسب وإنما لابد ان تتضافر هذه المعارف لتكوين شخصية متزنه متكاملة.
ويضيف د. نوفل، أن احتواء المناهج على نصوص أدبية وشعرية ترسخ بشأنها معنى الانسانية، وتفعيل الانشطة تغذى الروح الوجدانية والحسية لدي التلاميذ، بما يتطلب رؤية وفلسفة مختلفه تنظر لعملية تطوير التعليم بمفهومها الاشمل والاعمق فى خلق جيل قادر على الفكر والابداع ولا ينصاع لأفكار متطرفه تهدم المجتمع.
لافتاً، إلى أن دول العالم تقوم بتطوير المناهج وفق المرحلة العمرية للطلاب مع مراعاة التقدم والتكنولوجيا الذى تشهده المجالات المختلفة حتى لا تكون عمليات تطوير التعليم إهداراً للوقت والجهد.
عقول فارغة
ويري د. مصطفى الفقى “أستاذ الفلسفة بكلية الاداب جامعة القاهرة” أن مشاكل التعليم والتى تتصدرها الأمية والتسرب من التعليم، تزيد من ذوى العقول الفارغة التى يستغلها الإرهاب فى غذائها بالفكر المتطرف وتصبح عبئًا وخطرًا على المجتمع. وأوضح أن المواجهة الفكرية للإرهاب تكون من خلال منظومة تعليمية مستنيرة، حتى لا نترك مساحة للفكر المتطرف ان يتوغل ويهد ما تم بناؤه، مؤكداً أهمية عدم إغفال الدور التربوى والتعليمى للمساجد والكنائس ودور العبادة وحصص التربية الدينية بالمدارس لنشر القيم وغرس مفاهيم الدين المعتدل فى نفوس وعقول النشىء.
ويري د.صلاح عبد السميع “أستاذ المناهج بجامعة حلوان” أن المشكلة لدينا تكمن فى أن التعليم أصبح يمثل عبئًا على الطالب والأسرة، وفلسفة التعليم انحصرت فى تحصيل الشهادات والدرجات دون إحداث تغيير فى سوك المتعلم، وأضاف أن الأمة لا تنهض إلا بالتعليم الذى يؤسس لجيل قادر على الفكر والابداع والنقد والتحليل، وجعل المجتمع فى حالة من الوحدة والاتحاد من اجل الوطن.. ولفت النظر إلى أن المعالجة الأمنية قد تقضي على الإرهاب على المدي القريب، وإنما الفكر والثقافة يمثلان تحصنًا للمجتمع بكل طوائفه على المدي البعيد.
ثورة تعليمية
ويطالب د.محمد عبد القوى “أستاذ بكلية التربية بجامعة الازهر” بإحداث ثورة فى التعليم لمواكبة الثورة المعلوماتية والتكنولوجية التى يشهدها العالم، والتى جعلت ترتيب مصر فى جودة التعليم متدن بين دول العالم.. مضيفاً، أن تطوير عناصر التعليم لابد أن يكون بشكل متواز بما يحدث طفرة معلوماتية حديثة وينعكس ذلك إيجابياً على المجتمع واستعادة ثقة الافراد فى التعليم.
لافتاً الى أهمية استعادة دور المدرسة التربوي والتعليمي، وعودة النشيد الوطنى فى المدارس والموضوعات التى تتحدث عن الوطن والامجاد التاريخية والانتصارات التى خاضها المجتمع المصري على ايدي ابنائه سواء مسلمين أو مسيحيين ضد الأعداء.

التعليقات متوقفه