ضد التيار: أوهام محمود حسين السلمية

53

فى حوار امتد لساعتين، أطل علينا الدكتور المهندس محمود حسين ( 60 عاما ) الأمين العام لجماعة الإخوان،من قناة « وطن « التي يجرى بثها من تركيا، ويشرف بنفسه على إدارتها وتمويلها، لنكتشف بعدهما، أن الجماعة لم تخطئ فى أي شيء منذ نشأتها وحتى سقوط حكمها، وأنها جماعة سلمية من المهد إلى اللحد، وأن الله يرعاها، والدليل هدية السماء لها، بحكم المحكمة الإدارية العليا بشأن تيران وصنافير، الذي هز أركان حكم الانقلاب فى مصر، ورده على أعقابه، ووصمه بما كان قد اتهم به الرئيس الشرعي « محمد مرسي « بالتفريط فى سيناء !.

وفى حواره اعترف محمود حسين بوجود انشقاقات فى الجماعة تصل إلى 10% من أعضائها، وهم فى رأيه قلة لا يمتثلون لمؤسسات الجماعة ومبادئها، لكن صوتهم مرتفع إعلامياً، أرجع هذه الانشقاقات إلى ظروف التقييد الأمني على الجماعة والظرف الاستثنائي الذي تعيش فيه، وقال إن أحدا لم يفصل من الجماعة، بل تم تجميد 18 من أعضاء مجلس الشورى العام بينهم عمرو دراج لمصلحة الجماعة، وعودة هؤلاء إليها، مشروطة باعترافهم بالخطأ فى حق الجماعة، ومنعهم من العودة لمواقع قيادية.

ورفض د. حسين القول بأن الجماعة أخطأت بخوض الانتخابات الرئاسية ووصف خوضها بأنها خطوة موفقة للجماعة تم اتخاذها بعد أن تبين لمكتب الإرشاد أن المجلس العسكري قرر حل مجلس الشعب ويتجه لحل مجلس الشورى، ويصر على الاحتفاظ بالوزارات السيادية تحت إشرافه.

واعترف ( حسين ) بأن الجماعة وضعت خطة لثلاث سنوات لإنهاك وإرباك النظام فى مصر قد فشلت وقد شملت هذه الخطة كما لم يذكر اغتيال النائب العام والقيادات القضائية وأفراد القوات المسلحة والشرطة وهدم مديريات الأمن ونسف أبراج الكهرباء وتحطيم الكباري وغيرها من الأعمال الإرهابية وأرجع هذا الفشل إلى أن المجتمع لم يصل بعد إلى تبني الفكرة الإسلامية، مشيرا إلى أن الجماعة لا تزال فى مرحلة إعداد الأسرة والفرد والمجتمع المسلم.

وكشف عن سبب توقيت ظهوره الآن قائلا :إن خطة كسر الانقلاب ليست مسئولية الجماعة وحدها بل هي مسئولية الاصطفاف الوطني، الذي يقود العمل لإعادة ما يسميه وعي الشارع المصري للتحرك تحت دعوة « يناير يجمعنا « من أجل إعادة شرعية الرئيس محمد مرسي إلى الحكم التي لن تفرط الجماعة فيها تحت أي شروط.

نفى محمود حسين وجود أي محاولة للمصالحة مع النظام المصري، وأكد أنه لم يطلب فى أي وقت من الدكتور سعد الدين إبراهيم التوسط لإحداث تلك المصالحة، ووصف ماورد على لسان القيادي إبراهيم منير عن حديث المصالحة، بأنه اختراع من قبل النظام المصري يلجأ إليه قبيل كل موجة ثورية لإفشالها، واتهم النظام بأنه وراء أحداث القتل والإرهاب فى سيناء وخارجها، وأنه هو من دبر حادث الكنيسة البطرسية!.

لم يدهشني شيء فى حديث الأمين العام لجماعة الإخوان فكل ما قاله كلام مكرر للهجوم على العسكر والرئيس السيسي وقادة الحركة السلفية وكل من أيد ثورة الثلاثين من يونيو، لكنه أضحكني من أعماق قلبي حين أكد أن الجماعة تعتنق منذ نشأتها مبدأ السلمية فى عملها، وطبعا الأدلة على سلميتها أكثر من أن تحصى !

يظن الدكتور حسين أنه قادر على إخفاء الحقائق وتغيير مسار التاريخ، حين يتحفنا بأكاذيبه التي تتعامى عن إحصاء دماء ضحايا الجماعة منذ أسس مرشدها حسن البنا الجهاز السري لتصفية خصومها والمعادين لها فى السلطة ومن الشخصيات العامة.

ولإنعاش ذاكراته، فقد اعترف قادة جماعة الإخوان أنفسهم فى كتبهم المنشورة، وأثناء محاكمتهم بممارسة القتل والعنف والإرهاب والإعداد عام 65 لمحاولة انقلاب على نظام عبدالناصر وبينهم قادة الجهاز السري أحمد عادل كمال، ومحمود الصباغ، ويوسف طلعت، ومحمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة الآن والهارب من الملاحقة الأمنية حتى الآن.

لم تتعلم جماعة الإخوان من أخطائها، وفى حقيقة الأمر ولا تريد أن تتعلم والدليل حديث محمود حسين الذي يؤكد أن الجماعة لا تبارح مكان أوهامها وأكاذيبها وغرورها وثقتها الزائفة بالنفس المتمثلة فى دعوته لعصيان مدنى عام فى 25 يناير فضلاً عن إرهابها الذي يسميه أمينها العام سلميتها !.

التعليقات متوقفه