إدارة أوباما تصدر قرارًا برفع بعض العقوبات عن السودان قبل رحيلها

55

ترجمة: أمل خليفة

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن مسئول امريكي رفيع المستوي بعد فشل سياسات عزله “ان الولايات المتحدة أصدرت قرارا لتخفيف بعض العقوبات المالية عن السودان. لنصيحة إدارة أوباما التي تؤكد “ أن هذه الخطوات الصغيرة سيكون لها أثر كبير فى عملية مكافحة الإرهاب، وستخدم أهدافا أخري للولايات المتحدة”
ووفقا لحديث المسئول وغيره ممن اطلعوا على القرار،تأتي هذه الخطوات،التي كان من المقرر الإعلان عنها يوم الجمعة،لترفع الحظر التجاري الأمريكي المفروض على السودان منذ فترة إدارة بيل كلينتون.
فإدارة أوباما “المنتهية الولاية “ اتخذت خطوات محدودة لإظهار حسن النوايا تجاه حكومة الرئيس السوداني “ عمر البشير” منذ فترة طويلة الأمد، وأضاف المسئول الذي رفض نشر اسمه قائلا “نحن نتخذ هذه الإجراءات تجاه الخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السودانية “ ويذكر أن وكالة “ الأشوسيتد برس” هي أول من أصدر تقارير حول التحول فى السياسة تجاه السودان”.
“استمرار بعض العقوبات”
وأكد المسئول الأمريكي إن هذا الإجراء لن يغير من وضع الولايات المتحدة للسودان على رأس قائمة الدول الراعية للإرهاب، فضلا عن مجموعة العقوبات الاقتصادية والسياسية، التي تم تطبيق بعض منها احتجاجا على قتل وتشريد الأقليات العرقية فى إقليم دارفور،كما إنها لن تؤثر على مزاعم الولايات المتحدة بأن البشير ارتكب جرائم حرب.
وقد استندت إدارة أوباما فى اتخاذ قرارها على بعض المعطيات، مثل إيقاف الجيش السوداني للقصف الجوي فى منطقة دارفور وغيرها من مناطق الصراع وتقديمه مساعدات للقضاء على تنظيم داعش.بما فى ذلك الحد من تحركات المقاتلين،ويستند القرار أيضا إلى تأكيد الولايات المتحدة ان السودان تسمح بزيادة فرص الحصول على الإغاثة الإنسانية فى مناطق الصراع بما فى ذلك دارفور،ورفضت توفير المساعدات للمقاتلين المتمردين من جنوب السودان، ومنعت تدفق الأسلحة لهم كلما احتدم الصراع العرقي هناك.
وقال المسئول إنه يمكن التراجع عن بعض العقوبات المحدودة إذا تعاون البشير إعلاميا. وهذا الأمر يعود إلى إدارة “ ترامب “ القادمة لاتخاذ القرار المناسب.حيث لم يضع الرئيس المنتخب دونالد ترامب أي آراء تفصيلية حول السودان، التي سبق وصفها كأول دولة راعية للإرهاب فى عام 1993.
دول ترعي الارهاب
السودان وإيران وسوريا هي الدول الثلاث الوحيدة التي وصفت بالدول الراعية للإرهاب. وتم تقييدها من قبل الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمساعدات الخارجية وحظر صادرات الدفاع والمبيعات، وفرض العديد من القيود المالية وغيرها.
وفى عام 1998 شنت الولايات المتحدة هجمات جوية على السودان “ الدولة الشمال إفريقية التي تجاور غالبية السكان العرب “ بدعوي إيواء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
لقد قامت الولايات المتحدة الامريكية بتقليص الاتصالات الدبلوماسية مع السودان إلى أضيق الحدود، على الرغم من زيارة “كونداليزا رايس” وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2005 “السودان” والتقت مع الرئيس عمر البشير فى العاصمة الخرطوم.كما قامت بزيارة مخيم اللاجئين فى دارفور.
وقال أشخاص مطلعون على القرار الذي ينم عن التحول فى التوجهات السياسية للإدارة الامريكية،إن هذا القرار اتخذ قبل أسبوع واحد فقط على انقضاء مهمة إدارة أوباما،انما يعكس بشكل جزئي الرأي القائل بإن عزل “البشير” لم يساعد الأهداف السياسية للولايات المتحدة.
وأضاف “زاك فرتين” مسئول سابق فى إدارة أوباما، وأحد الذين عملوا فى هذه القضية، وهو الآن زميل فى مركز” وودرو ويلسون” الدولي للباحثين. إن القرار جاء تتويجا للمبادرة الدبلوماسية التي بدأت منذ ما يقرب من عامين. والجمع بين اجتماعات الضغط والاجتماعات المنتظمة بين مسئولين من الولايات المتحدة والسودان،وقال فرتين “ لأكثر من عقدين من الزمن كان هناك سياسة تهيمن عليها الضغوط والعقوبات وعلي مدي عقدين فشلت هذه السياسة إلى حد كبير” وأضاف “ إن القرار يعد افتتاحا حذرا وإنه مرهون بقدرة السودان على الخروج من عزلتها السياسية”

التعليقات متوقفه