النائب محمد أنور السادات لـ«الأهالى»: أناشد الرئيس السيسى عدم الاستماع للوشايات.. التقارير الأمنية تؤثر على رئيس البرلمان.. وتوحى له بمواقف معينة

52

أجرى الحوار: عماد فؤاد

فى سابقة هى الأولى من نوعها تقدم النائب محمد أنور السادات عضو مجلس النواب، ببلاغ ضد نفسه للنائب العام لفتح تحقيق معه فيما يخص الادعاءات الموجهة ضده والتى تم بسببها إحالته للجنة القيم بمجلس النواب.. طالب النائب باتخاذ ما يلزم لسماع أقواله فى الادعاءات التى وردت أثناء التحقيق الذى تم معه داخل البرلمان فيما يخص تسريب قانون الجمعيات الأهلية لبعض السفارات وأيضا تزويره لتوقيعات بعض النواب على اقتراح بقانون وجمع وإرسال معلومات فى شكل شكوى الاتحاد البرلمانى الدولى. وأضاف “السادات” قائلاً فى بلاغه: “نظرا لأن هذه الإدعاءات تمثل مساسا بكرامتى وسمعتى كممثل للشعب، أرجو من سيادتكم سرعة مخاطبة البرلمان لرفع الحصانة عنى واتخاذ الإجراءات اللازمة طبقا للدستور لإظهار الحقيقة أمام الرأى العام المصرى”.. قال محمد أنور السادات، فى حواره لـ “الأهالى” ، إن بلاغه للنائب العام يأتى ردا على ما وصفه بـ«تربص» الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب به وهو ماأظهره فى عدة تصريحات تحمل اللمز والغمز والتلميح على شخصى إلى حد التهديد.. وأضاف: أنه لا يخشى إسقاط عضويته فى المجلس أو حرمانه من حضور الجلسات حتى نهاية الدورة البرلمانية.. وإلى نص الحوار.

■ لماذا امتثلت للجنة القيم بالبرلمان رغم أنك قلت إنك لا تطمئن لهيئة مكتب المجلس وتفضل إحالة الموضوع للنائب العام؟
– امتثلت لاجتماع لجنة القيم عندما تمت دعوتى، وقلت لهم إننى أفضل أن يكون التحقيق أمام كل اللجنة وليس لجنة مصغرة، حتى يكون هناك تنوع وتوازن، وهو ما أصررت عليه، ضمانا للحيادية، خصوصا أن الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، وأعضاء هيئة المكتب يقفون فى مواجهتى على مدار عام منذ بداية البرلمان.
■ وكيف كانوا يقفون فى مواجهتك؟
– لم يرتاحوا لرئاستى للجنة حقوق الإنسان وحاولوا إسقاطى ولم يفلحوا،وفى الدورة الحالية وقبل بدايتها دفعوا ببعض النواب لعضوية اللجنة لضمان عدم فوزى برئاستها مرة أخرى، ولذلك امتنعت عن الترشح.
■ عدم الترحيب شىء والتهديدات التى تتحدث عنها شىء آخر.
– دائمًا رئيس المجلس فى الجلسات العامة تصدر منه تعليقات وتصريحات فيها اللمز والغمز والتلميحفيما يتعلق بشخصى فى قضايا متعددة، تصل إلى حد التهديد ومثال على ذلك موضوع معاشات القوات المسلحة والشرطة، والوظائف المدنية التى يتقلدونها، وكان هذا واضحا من طريقة رده، والأسلوب الذى تحدث معى به فى الجلسة، وفى مناقشة قانون الجمعيات الأهلية تحدث رئيس المجلس عن الأعضاء الذين لا يوافقون على القانون، بأنهم محل اتهام فى القضية 250 والخاصة بالتمويل الأجنبى، وأنا أسأله: “ما علاقته بالقضية 250؟، وهل له علاقة بقاضى التحقيق أو الأجهزة الأمنية التى تكتب تقاريرها”.
■ رئيس المجلس يقول ما يقتنع به ؟
– ما علاقة رئيس البرلمان بالقضية 250 وهى مازالت قيد التحقيق، ثم دعنى أسأل : ألا يعد ذلك تدخلا من السلطة التشريعية فى أعمال السلطة القضائية.. أنا أرى أن هناك جهة أمنية ترسل إلى رئيس المجلس تقارير معينة أو توحى إليه بمواقف محددة، وواضح انه بيسمع لهم.
■ وهل أنت من المتهمين بالقضية؟
– لا.
■ متأكد؟
– على الأقل ماتم تسريبه حول القضية لم يتضمن اسمى.
■ ولماذا تحرض الأجهزة الأمنية عليك وحدك دون غيرك من النواب؟
– ربما يكون هناك نواب آخرون.
■ ولماذا لا يتكلمون؟
– كثير من النواب لا يرضون عما يحدث داخل المجلس، وهذا أمر واضح، ولكنهم لا يتحدثون لأنهم لا يريدون الدخول فى مواجهات.. حينما توجه وتعطى إيحاءات سواء فى الجلسات أو فى اللجنة العامة بمعان ومفاهيم معينة، يتأثر البعض بهذه الإيحاءات.
■ هل تصنف نفسك معارضًا؟
– معارض وطنى وطنى منذ فترة الرئيس مبارك.
■ تعارض من؟
– معارض لكل الممارسات الخاطئة من الحكومة أو البرلمان نفسه.
■ ما وسيلة الاتصال الأمنى برئيس المجلس؟
– اتصال مباشر مع الدكتور على عبدالعال أو من خلال مستشاريه أو مكاتبات وتقديم تقارير أمنية له.
■ وهل التقارير الأمنية التى تقدم له تحرك المجلس؟
– تؤثر على أداء المجلس وممارسته لعمله.
■ وما تأثير التقارير الأمنية على النواب لدى رئيس المجلس؟
– تعطى معلومات مغلوطة عن النواب، وهو ما حدث مع زملاء آخرين، وتحدث فتنة وتشكيكا بين الأعضاء، وتخلق جوا من عدم الثقة وتردد كلاما عن نواب على غير الحقيقة والواقع الموجود، وأنا دائما أقول إنه إذا كان هناك أى نائب عليه أى مسئولية فهناك قضاء ونيابة، ولا يجب أن نردد أحاديث عن أن النائب فلان يأخذ تمويلا، فهذا عيب أن يصدر من نواب أو رئيس مجلس، دون أن تكون هناك اتهامات واضحة حفاظا على صورة المجلس وهيبته.
■ لماذا تضعك الأجهزة الأمنية فى دماغها؟
– أسالهم انت وعندما يجيبونك عرفنى.
■ إذا لم تكن لديك الإجابة فعلى الأقل تستشعر بعض الأسباب؟
– ربما بسبب رأيى فى بعض الممارسات الأمنية التى رصدتها أثناء رئاستى للجنة حقوق الإنسان.
■ ألا ترى أن رئاستك لجمعية أهلية تتلقى تمويلا أجنبيا سببا كافيا لملاحقتك؟
– قبل أن يجيب النائب السادات ناولنى كتيبا عن نشاطات الجمعية ( حج وعمرة علاج كساء مشروعات صغيرة.. وغيرها من الأنشطة ) ثم قال النائب إن الجمعية مشهرة وفقا للقانون كجمعية أهلية وليست حقوقية وتتلقى تمويلا قانونيا، وتحت إشراف مؤسسات الدولة، مثل كثير من الجمعيات، وبالمناسبة أنا تعمدت ألاتتلقى الجمعية تمويلا منذ سنة ونصف تقريبا تحسبا لأى ملاحقات بسببها.
■ ألا ترى أن هناك انحرافا فى استخدام أموال التمويل الأجنبى للجمعيات الأهلية فى أغراض سياسية ؟
– هناك انحراف.. لكن من يخطئ يحاسب بالقانون، وليس بشكل عشوائى مثل الذى نراه الآن والأجهزة الأمنية تتعامل بحساسية مفرطة مع كل أنشطة المجتمع المدنى وهذا الأمر يعيدنا للوراء.
■ هل الوزيرة غادة والى تصدت لتمويل جمعيتك؟
– على العكس هى من أكثر الوزراء تشجيعا للتمويل الأجنبى لأنه يفيد البلد، ولكن القرار ليس بيدها.
■ بيد من؟
– الأمن طرف فى الموافقات على التمويل الأجنبى.
■ غادة والى قدمت بلاغا ضدك بتهمة تسريب مشروع قانون الجمعيات الأهلية لبعض السفراء الأجانب؟
– أعطنى عقلك: من يراقب من؟ أنا صدمت فى لأن هناك وزيرة هى التى تراقب أداء النائب، وليس العكس، وفى جميع الأحوال السفير الذى أشارت إليه لم أقابله فى حياتى وهو أكد عدم تلقيه مشروع القانون الذى كان متاحا أمام الجميع وكان معكم كصحفيين على سبيل المثال،
■ ما حجم التمويل الذى تتلقاه جمعيتك فى السنة؟
– لا يتعدى بأى حال من الأحوال 5 ملايين فى السنة.
■ ألا يمكنك تمويل الجمعية من مالك الخاص و التبرعات الداخلية دون تلقى تمويل؟
– لست الوحيد الذى تتلقى جمعيته تمويلا ولا آخذه لنفسى و ما أستطيع قوله هو أنها جمعية حالها مثل حال 40 ألف جمعية تتلقى تمويلا.
■ هل من الممكن أن تتنازل عن رئاستك للجمعية وتريح نفسك من اتهامات التمويل؟
– فكرت فى هذا الأمر أكثر من مرة،وتراجعت لأن الجمعية تحمل اسم عائلة السادات.
■ هل حاولت الانتقام من رئيس البرلمان بإثارتك قضية السيارات المصفحة ؟
– ولماذا الانتقام.. أنا فقط قمت بدورى الرقابى وأنا لا أشكك فى نزاهة أحد، ولكن أرى أن شراء 3 عربات مصفحة فى هذا التوقيت تصرف لا يليق، وسؤالى على هذا الأمر جاء لأننى بصفتى نائبا أريد أن أفهم، وهذا حقى.
■ كيف كانت علاقتك بالدكتور فتحى سرور ؟
– الدكتور فتحى سرور كان «مدرسة»، مع احترامى وتقديرى للدكتور على عبدالعال.
■ كيف؟
– الدكتور فتحى سرور «شخص فاهم»، وكان يحافظ على الأعضاء ولو كانوا من المعارضة.
■ كيف ترى علاقتك بمؤسسة الرئاسة ؟
– طبيعية جدا.
■ هل تتم دعوتك فى الفعاليات التى يشارك فيها رئيس الجمهورية ؟
– تتم دعوتى كغيرى من النواب أو رؤساء الأحزاب فى المناسبات التى تقتضى حضورنا.
■ بصراحة ماهى حدود علاقتك بالرئيس السيسى؟
– الرئيس يعرف أننى من الداعمين له.. وفى بداية توليه الرئاسة كان يرحب بى بشكل خاص.
وليس عندى شك فى أن الرئيس السيسى إنسان مخلص ووطنى، ويعمل فى ظروف صعبة، ولكن كثيرين ممن حول الرئيس غير أكفاء، وأحيانا ينقلون إليه الأمور بصورة مغلوطة أو غير حقيقية للوشايات. وأناشده دعم البرلمان ليمارس دوره التشريعى والرقابى بقوة وعندها سيكون البرلمان من أقوى دعائم النظام.
■ هل تؤيد ترشح الرئيس لفترة رئاسية جديدة؟
– طبعا.. حتى يأخذ فرصته فى استكمال المشروعات القومية.
■ ختاما،،هل توجه له كلمة من خلال “الأهالى” ؟
– أقول للرئيس: لا تستمع إلى الوشايات.

التعليقات متوقفه