رغم وعود «وزير قطاع الأعمال» بالتطوير وتوفير فحم الكوك: عمال «الحديد والصلب» يستعدون لعقد مؤتمر جماهيرى لمناقشة مشاكل الصناعة

158

تحقيق محمد مختار:

مطالب بالتطوير وتوفير الفحم اللازم للتشغيل نادى بها العمال خلال الزيارة التى قام بها وزير قطاع الأعمال، أشرف الشرقاوى، لشركات الحديد والصلب بحلوان، الاسبوع الماضي،للوقوف على الوضع الراهن، وبعث رسائل تطمينية للعمال بأن هناك خطة واضحة ومحددة للنهوض بهذا القطاع وانتشاله من الخسائر، والعمل على مساندة الاقتصاد القومى، بدلا من أن يكون عبئا عليه، فهى تعد أعظم القلاع الصناعية فى مصر، وتقع على مساحة تبلغ 2500 فدان.

فعلى الرغم من ذلك، فإن مصادر بالشركة أكدت لـ «الأهالى» أن هناك ترتيبات تجرى حاليا داخل شركة الحديد والصلب بين العمال، من أجل الإعداد لمؤتمر جماهيرى خلال الأيام القادمة يحضره عدد كبير من العاملين بشركات الحديد والصلب، وشركة الصلب، وذلك للمطالبة من القيادة السياسية بوضع خطة حقيقية لتطوير قطاع الحديد والصلب وإعادته لسابق عصره.
وأضافت المصادر، أن الأهداف الكاملة للمؤتمر والمطالب التى سيتم رفعها لن تتطرق إلى أية مطالب فئوية للعمال ولكنها ستركز على تطوير الشركات فقط، وستأتى على ضوء تحركات وزير قطاع الأعمال أشرف الشرقاوى، حيث سيتم انتظار عدة أيام عقب زيارة الوزير لشركة الحديد والصلب، وذلك حتى يتسنى لهما معرفة مدى الجدية فى تنفيذ الوعود التى أخذها الوزير على نفسه، موضحين أن تطوير شركات الحديد والصلب ليس بحاجة لضخ أموال من موازنة الدولة، ولكنها يمكن تطوير نفسها ذاتيًا من مواردها.
تطوير
وكان وزير قطاع الأعمال، أشرف الشرقاوى، قد انتقد خلال جولته بمجمع الحديد والصلب، عدم الاستغلال للخردة بمصنع الشركة بحلوان، قائلا: “صعبان عليا منظر الخردة الكثير المرمية بالمصنع، ولابد أن يكون هناك خطة لاستغلالها سواء ببيعها وفقا لإجراءات المناقصات الحكومية لاستغلال عائدها فى توفير السيولة النقدية للشركة، وسداد جزء من مديونياتها أو إعادة تدويرها، خاصة وأن سعر الخردة يصل لنحو 7 آلاف جنيه للطن”.
كما انتقد الوزير، سياسة رؤساء القطاعات والإدارات بالشركة، قائلا: “خلال جولتى، كل قطاع بيرمى المسئولية على الجهة الأخرى”، مضيفًا: “بتلقى اتصالات يومية من مسئولين عن مشاكل فى الشركات التابعة للوزارة، ويكون ردى أنى سأقوم بحلها، وليس التنصل منها”.
وأشار الشرقاوى، إلى أنه يجب إعادة الشركة إلى مكانتها حتى يستطيع ممثل الشركة المشاركة بأية اجتماعات عن الحديد، ويكون له الكلمة العليا بفضل حجم إنتاجه بالسوق، وجودة وتكلفة منتجاته، لافتًا إلى أنه خلال الشهرين القادمين، سيتم مراجعة القوائم المالية للشركة، وحساب التكاليف لتحديد أسعار مناسبة عقب انتهاء عملية التطوير”.
وخلال الجولة حدد العمال مطالبهم فى نقتطين رئيستين وهما توفير فحم الكوك بطاقة كافية لتشغيل الأفران الأربعة، مطالبين أن يصل حجم التوريد اليومى لشركة الحديد والصلب من الفحم إلى 1800 طن، توفير السيولة اللازمة لتطوير وتحديث الشركة.
مسارات
وفى سياق متصل قال نائب رئيس اللجنة النقابية بشركة الحديد والصلب، أحمد فاوى الضبع، إن زيارة الدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال العام لشركة الحديد والصلب، وضعت النقاط على الحروف فى المسار المستقبلي للشركة.
وأكد الضبع، أن هذا المسار تحدد فى أربع نقاط رئيسية، الأولى منها هو الانتهاء سريعًا من العمرة الجسيمة للفرن الثالث آخر مايو القادم، ليعمل الفرنان معًا، مشيرًا إلى أن هذا سيحتاج مزيدًا من فحم الكوك، وهو الشيء الذى سيكون فى الحسبان لدى الوزير، حيث ستزيد الطاقة الإنتاجية، وتحدث طفرة فى الإنتاج، مما يؤدي لحالة من الاستقرار.
وأشار الضبع، إلى المسار الثانى والذى قوبل بارتياح عمالى كبير، يتطرق إلى طرح المناقصة العالمية بعد 6 أسابيع، بعد انتهاء المستشار الفني من كراسة الشروط وهو المشوار الإداري الأخير، ليبدأ العمل على أرض الواقع وذلك بداية بتطوير الفرنين بطاقة 700 ألف طن سنويًا، مؤكدًا أن العمال أظهروا ارتياحهم لهذا الأمر، الذي يعد المسار الثاني لمستقبل الحديد والصلب.
وأوضح الضبع، أن المسار الثالث وهو جمع الخردة والعربات القديمة من كل أنحاء الشركة؛ لبيعها والاستفادة من الأموال التي سوف تجلبها والحد من خسائر الشركة، وأن هناك حاجة لمعدات ضخمة للانتهاء من هذا البند سريعًا، لافتًا إلى أن المسار الرابع وهو عمل مكتب خاص للوزير داخل الشركة؛ لمتابعة التطوير أولًا بأول وهو الشيء الذي كان معدًا قديمًا لوزراء الصناعة فى المنشأت الضخمة مثل الحديد والصلب وغزل المحلة.
وأكد نائب رئيس اللجنة النقابية بشركة الحديد والصلب، أن زيارة الوزير الشرقاوي الأخيرة للمصنع العتيق، أوقفت إشاعات التشكيك فى نية الحكومة لتطوير المصنع، حيث يهتم بملف المصنع القيادة السياسية شخصيًا.
خسائر
وخلال العام المالى (2015 / 2016)، كانت خسائر شركة الحديد والصلب تقدر بـ 761 مليون جنيه، وبالمقارنة بالعام السابق والذى كانت خسائره 591 مليون جنيه، الانتاج خلال العام المالى الحالى نحو 328 ألف طن، بينما كانت الانتاجية فى العام الماضى حوالى 302 ألف طن، وبالتطرق للعمالة فقد انخفض عدد العاملين بالشركة إلى أن وصل هذا العام إلى 6466 عاملا داخل الشركة، وكانت 1054 فى العام الماضى، بينما كانت أجور العاملين تسير إلى طريق الانخفاض حيث بلغت أجورهم فى العام المالى (2015 / 2016) 738 مليون جنيه، بيما كانت فى العام المالى الماضى 774 مليون جنيه، وذلك على الرغم من ارتفاع عدد الساعة الانتاجية للعامل.
وبلغت نسبة تشغيل شركة الحديد والصلب تصل إلى 30 % فقط من طاقة تشغيل الشركة، حيث يوجد بالشركة 4 أفران لانتاج خام الصلب لا يعمل منها إلا فرن واحد فقط ولا يعمل بكامل طاقته بسبب عدم توافر مستلزمات الانتاج بالصورة المطلوبة.
ويطالب الخبراء بضرورة توفير 600 طن يوميا لتشغيل الأفران، وكذلك ضخ استثمارات وبصورة عاجلة لتحديث المعدات المتهالكة، ووضع خطة متكاملة لتسويق المنتج النهائى للشركة، واستقدام عمالة للشركة وتدريبها لتطوير الانتاج بالشركة.
تصدير
وبالتطرق لشركة النصر لصناعة الكوك، قال صبحى بدير، عضو اللجنة النقابية لشركة الكوك، إن الوضع الحالى للشركة تحسن نسبيًا عن السنوات الماضية، وتم اتخاذ عدد من الإجراءات الإصلاحية والتى ستساعد على تقليل خسائر الشركة ورفع انتاجيتها، مشيرًا أن طاقة الانتاج والتى كانت لا تتعدى 25 %،ارتفعت إلى 40 %، واصبح العمل منتظمًا، حيث يعمل بالشركة نحو 1850 عاملا.
وطالب بضرورة توفير المواد الخام من فحم الكوك للازمة لتشغيل بطاريات الشركة، موضحًا أنه بسبب أزمة عدم توافر النقد الأجنبى اللازم والاعتمادات المالية لذلك فإنه يتم فتح باب التصدير جزئيًا للحصول على العملة الصعبة وذلك جنبًا إلى جنب مع توفير احتياجات شركة الحديد والصلب، حيث أكد أن الشركة كان موجود بها 4 بطاريات ولكن إثنين فقط هم اللذين على قيد التشغيل الان والبطارية الثالثة لم تعد موجودة الآن وتمت إزالتها.

التعليقات متوقفه