هيئة كبار العلماء تعلن الحرب على مشروع قانون تنظيم الأزهر.. العناصرالسلفية تفتح النيران على مشروع تعديل قانون الأزهر

215

سادت حالة من الجدل والسخط فى الأوساط الأزهرية فى أعقاب اقتراح النائب “محمد أبو حامد”، عضو لجنة التضامن بالبرلمان، لمشروع قانون خاص بتعديل قانون تنظيم الأزهر رقم ١٠٣ لسنة ١٩٦١، بهدف وضع مجموعة من القواعد والضوابط تحكم تشكيل هيئات الأزهر، لحوكمة اختيار أعضائها، وتنظيم عملها، وتشمل: اختيار شيخ الأزهر عند خلو منصبه، وكذلك اختيار المفتى، وتنظيم العلاقة بين المشيخة وكل من جامعة الأزهر، والمعاهد الأزهرية، المشروع أثار غضب علماء الأزهر وخاصة هيئة كبار العلماء واعتبر البعض المشروع محاولة لهدم الأزهر والتدخل فى اختيار شيخ الأزهر عن طريق تغيير هيئة كبار العلماء وعددها.
ويشمل تعديل القانون ضرورة أن تدخل المؤسسات الدينية المختلفة لترشيح أعضاء هيئة كبار العلماء، وأن كان هناك تعيين لأعضائها يكون من خلال رئيس الجمهورية وليس شيخ الأزهر، وتوسيع دائرة أعضاء هيئة كبار العلماء، لتشمل عددا أكبر من الأعضاء، وتضم إليها علماء ومتخصصين فى أمور أخرى وليس الدين فقط، حتى يتم رسم صورة كاملة عن الأمور الحياتية لعلماء الدين قبل إصدار أي فتوى، علاوة على أن أعمار أعضاء الهيئة لا يتجاوز الــ 80 عاماً؛ نظراً لتدهور الحالة الصحية التي يصل إليها الإنسان فى هذه المرحلة.
ومن جهته قال الدكتور”نصر فريد واصل” مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن العلمانيين يروجون لفكرة اسقاط الأزهر، لأنهم يرونه حجر الأساس والزاوية فى ربط الدين بالدولة، وأضاف انه لا يمكن الفصل بينهما فى ظل وسطيته التي تجمع العالم معاً بغض النظر عن عقائدهم ودياناتهم، أو حتى الديانات المدنية، أنه يجعلهم جميعاً عباد الله وخلقه، يتعايشون فيما بينهم ويتبادلون المنابع ويتحقق السلام بينهم، مشيراً إلى أن أصحاب المصالح المادية والغربية، والمعاونين لهم، عجزوا عن اختراق مصر، فلجأوا للأزهر لأنه المرجعية الأولي فى مصر والعالم العربي والإسلامي.
وأضاف “عضو هيئة كبار العلماء” لا علاقة للطلاق الشفوي بالتعديلات التي يروج لها بعض النواب، لكنها مجرد حجة أو ذريعة لمحاولة الوقيعة بين الأزهر والدولة كمؤسسة دينية وبين الحكومة والرئاسة، والجانب المدني الذي لا يعرف التخصصات الحقيقية باعتبار أن الدستور الذى يجعل من الكل مؤسسة وهي صاحبة الاختصاص الكامل فيما يتعلق بشئونها، والأزهر مسئول مسئولية كاملة من الناحية الدينية فى كل ما يتعلق به فى الداخل والخارج وأنه مؤسسة عالمية. وتابع “فريد واصل” أن المشكلة ليست فى الأزهر، وإنما المشكلة تكمن فى التعليم العام الذي أبعد الناس عن الدين وتعاليمه فى المراحل المختلفة، حتى أصبح لا ترابط بين الدعوة الصحيحة والأزهر.
وقال “علاء السعيد” الأمين العام لائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت، إن هناك حربا شرسة معلنة وغير معلنة على الأزهر بهدف إحلال دولة علمانية محل الدولة الإسلامية التي تنص فى دستورها فى المادة الثانية على أنها دولة إسلامية، مؤكداً أن مصر الدولة الأولى المنوط بها لأحكام الشريعة الإسلامية وتتمثل في”الأزهر الشريف”. وأشار إلى انه إذا سقط الأزهر يسقط مفهوم الدولة طبقاً لنص الدستور، واهتزاز صورته تعني اهتزاز صورة الدين، وتابع “علاء السعيد” ان الأزهر لديه شعبية قوية من قبل الشعب المصري والعالم الإسلامي أجمع، ولذلك فإن الشارع يرفض هذا التعديل لأنه غير مقبول، لافتا إلى أن من أخطر القوانين التي يصعب التلاعب بها هي القوانين التي تتعلق بالدين، وأوضح أن الأزهر له تاريخه وحضارته منذ آلاف السنين وقد تعرض لهجمات كثيرة على مر العثور، وبالتالي فالبرلمان ونوابه لن يقدروا على إسقاط الأزهر، مشيراً إلى أن هناك قرارا أصدره مجلس الدولة عام 2008 يؤكد فيه “أن من حق الأزهر مراجعة جميع الأعمال الفنية والكتابية ومراجعة المصاحف على مستوى العالم، وأضاف أن محاولة تمرير هذا القانون سوف يُقابل بصدام مع الشعب، وأكد “أمين عام الائتلاف” فى تصريحات خاصة لـــ”الأهالي” أن هناك مجموعة من مجلس النواب الحالي يتم دعمهم من قبل رجال أعمال، وتم شراء بعض التجمعات داخل المجلس على أساس القيام بمصالح مشتركة من بينها تشويه وتحجيم دور الأزهر.
وفى سياق متصل أشار الدكتور “محمد الشحات الجندي” عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أنها دعوة خبيثة والغرض منها هو إنشاء دولة علمانية، فضلاً على أن التعديل لا يسمح لهيئة كبار العلماء القيام بدورها المنوط بها، مشيراً إلى أن البعض يتأثر بالفكر الغربي الذي لا يتناسب من ثقافتنا ودور الأزهر يقف حاجزاً بينهم وبين هذا الفكر.
ولفت “الجندي” أن الهدف من إنشاء هيئة كبار العلماء أنها تجمع أعلى قيمة علمية ودينية موجودة بالمؤسسة والراسخين فى العلوم الشرعية المختلفة، مؤكداً أن هناك مجموعة من الأساتذة فى شتى المجالات “القانونية، والاقتصادية، وغيرها أعضاء فى مجمع البحوث الإسلامية لمن لا يعرف.

التعليقات متوقفه