عاجل للأهمية: أصداء المواجهة السورية الإسرائيلية

40

من الغرائب التي يصعب تصديقها أن تشن دولة غارات جوية على دولة أخرى وتقصف مواقع وتدمر منشآت على أرضها، ثم بعد ذلك تصدر تحذيراً إلى الدولة المعتدي عليها من العواقب الوخيمة التي تنتظرها فى حالة مقاومتها لهذه الغارات الهجومية !!.
بل إن وزير دفاع الدولة المعتدية إسرائيل يهدد بتدمير منظومة الدفاع الجوي السورية “ دون أدنى تردد “ إذا اطلقت فى المستقبل قذائف على المقاتلات الإسرائيلية التي تنتهك المجال الجوي السوري وتضرب أي موقع !!
والمفاجأة التي جعلت القيادة الإسرائيلية تفقد توازنها وتصيبها بصدمة وبحالة هستيرية هي أن القوات السورية “ تجاسرت “ وأطلقت عدداً من الصواريخ على المقاتلات الإسرائيلية !.
إذن.. هي “ جريمة “ أن تمارس وسائل الدفاع الجوي السورية الدفاع عن النفس أو تحاول حماية ترابها الوطني ومجالها الجوي !
والمعروف أنه خلال السنوات الست للحرب الإرهابية ضد سوريا..، شنت إسرائيل بإيقاع منتظم غارات متعددة على الأراضي السورية. و” الكارثة “ التي لحقت بإسرائيل هذه المرة هي أن الصواريخ السورية أجبرت المقاتلات الإسرائيلية على مغادرة المجال الجوي السوري.
وهذا هو السبب فى تلك الأصداء المدوية فى إسرائيل حول «أبعاد هذا الحادث» و«مسار الصراع القادم فى المنطقة»… فالخبير الإسرائيلي “ نوعام أمير “ يعتبر أن ثمة “تطورا دراماتيكيا” يحتم على الجيش الإسرائيلي رسم مسار جديد له فى أي حرب جديدة “، وخاصة أن التصدي السوري للغارة أرغم الجيش الإسرائيلي على إصدار بيان غير مسبوق يعترف فيه بأن الدفاعات الجوية السورية قاومت طائراته. وقال الخبير إن السوريين “ كسروا المعادلة.. مما قد يحد من نشاط السلاح الجوي والجيش الإسرائيلي فى المنطقة”ويزعزع قدرة إسرائيل على ضرب مواقع” العدو “
وقال كبير الباحثين الإسرائيليين فى المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي “ عساف أوريون “ أنه بعد أن كان القصف الإسرائيلي للأراضي السورية يمر عادة بلا رد، فإن النظام السوري يحاول، هذه المرة، إبلاغ إسرائيل بأنه لا يمكنه تحمل أي هجوم بعد اليوم وأن الاعتداءات الإسرائيلية لن تكون بلا رد منذ الآن فصاعداً.
أما المحلل العسكري لصحيفة “ معاريف “ الإسرائيلية “ يوسي ميلمان “ فإنه يعتبر أن الرد السوري هو “ الحادث الأخطر منذ بدء الحرب فى سوريا قبل ستة أعوام” والمعروف أن السوريين استخدموا الصواريخ الروسية من طراز 200 s لأول مرة فى التصدى للهجوم الإسرائيلي.
بقى السؤال : لماذا تقع هذه الهجمات الإسرائيلية على سوريا ؟
والإجابة : أن إسرائيل تقدم المساعدة لتنظيم داعش وتحاول منع إلحاق الهزيمة الكاملة بالإرهابيين. ذلك أن إسرائيل تخشى من حدوث هذه الهزيمة.
وكان الجنرال هيرزي هالفي، مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية، قد صرح علناً فى الصيف الماضي بأن إسرائيل لا تريد أن تمني داعش بالهزيمة فى الحرب الدائرة فى سوريا، وأنها أي إسرائيل تفضل داعش على حكومة بشار الأسد !!.

التعليقات متوقفه