قراءة فى نتائج انتخابات نقابة الصحفيين

48

التهنئة واجبة للصحفيين بانتهاء الماراثون الانتخابى الاشرس فى السنوات الاخيرة والتهنئة واجبة اولا للجمعية العمومية للصحفيين والتى تجاوز حضورها نسبة٥٠٪‏ اى تعدوا النصاب الصحيح للانعقاد الاول الذى لم يكتمل قبل أسبوعين.
والتهنئة الثانية الواجبة للنقيب والمجلس الجديد وأعضائه الستة الذين نجحوا. وبعد طريقة محمد لطيف فى شكر الجميع ننتقل الى ماحدث يوم الجمعة الماضي.
لان قراءة ما حدث فى المشهد الانتخابى تبقى قضية مهمة للرأى العام لاينبغى ان يتم تداولها او حصرها بين الصحفيين فقط.
اولا المزاج الانتخابى منذ عام ٢٠١١ هو مع التغيير المستمر ولم يمكث نقيب اكثر من عامين اى لم يكمل نقيب مدته الثانية حدث هذا مع ممدوح الولى ثم مع ضياء رشوان وأخيرا مع يحيى قلاش على عكس العقود السابقة التي شهدت استمرار اسمين هما الأستاذان :ابراهيم نافع و مكرم محمد احمد وهذا يعنى ان اوضاع الصحفيين لاسيما المادية مازالت سيئة ان لم تكن سيئة جدا وفى انهيار وتدنى مستمر وان سياسة المسكنات الانتخابية لم توقف التدهور فى المرتبات ولابد من اعادة نظر شاملة.
ثانيا ان فوز الزميل عبد المحسن سلامة بمنصب النقيب ليس معناه ان الصحفيين اختاروا مرشح الدولة وفقط فهذا غير صحيح على إطلاقه وانما اختيار عبد المحسن سلامة يعنى اختيار الهدنة والتقاط الانفاس والدليل عدم اعطائه فوزا مستريحا جدا لإطلاق يديه
لان لغة الأرقام تقول ان ما يقرب من ٢٢٠٠صحفى لم يصوتوا للنقيب الجديد وذلك بحساب الأصوات التى حصل عليها يحيى قلاش والاصوات الباطلة والاصوات التى ذهبت الى المرشحين الآخرين على منصب النقيب اى بفارق فى حدود ٤٠٠صوت فقط لاغير وبمعنى اخر ان نسبة٤٥٪‏من جملة الأصوات الحاضرة رغم كل مشاهد الحشد التى تمت وسياسة العصا والجزرة التى تم التلويح بها وبالتالي فان هذه النسبة التى لم تصوت له وهى نسبة لايستهان بها ابدا وتقول ان هناك كتلة حرجة كبيرة لن تبتعد عن المشهدالنقابى.
هذا المشهد والارقام انعكس فى اسماء وأرقام الناجحين لعضوية مجلس النقابة فأعلى الأصوات على الاطلاق جاءت من نصيب الزميل جمال عبد الرحيم احد ثلاثة متهمين فى القضية مع النقيب السابق يحيى قلاش والزميل خالد البلشى الذى كان قاب قوسين او أدنى من الفوز واحتل المركز الخامس فى اعلى الأصوات ولكنه خرج لتقسيم نسبة فوق السن وتحت السن فى القانون والتى اتمنى الا تعدل لمصلحة الشباب فى المهنة.
بينما جاء فى اعلى الأصوات بدون منازع فى تحت السن الزميلان محمد سعد عبد الحفيظ وعمرو بدر والأخير هو سبب أزمة اقتحام النقابة وما اعقبها من حضور قوى وكبير يوم ٤مايو الماضى فى اجتماع الجمعية العمومية بما يعنى أن ثلاثة مقاعد من ستة بنسبة ٥٠٪‏من الناجحين والأسماء الناجحة هنا لها دلالة وليس الأرقام فقط.
تسبب التناحر والشخصنة والممارسات الإدارية وازمات المؤسسات القومية لاسيما الكبير منها من مناصرى التيار المدافع عن حرية الرأى والصحافة فى عدم الفوز بمنصب النقيب بل والتصويت العقابى له ولكن لم ينعكس هذا على العضوية بل البعض نشر تصريحات لأقطاب اخوانية فى النقابة تقول انها ايدت انتخاب عبد المحسن سلامة ولكن هؤلاء عددهم قليل من الاجمالي وان كانت الدلالة لها معنى.
اما قضية المرأة المرشحة وخروجها صفر اليدين رغم ارتفاع عدد المرشحات فهذا يحتاج إلى مقال مستقل لاحقا.
كل التحية للمشهد الانتخابى الديمقراطي يوم الجمعة الماضية رغم حالة الاسفاف والتشهير التى سبقتها،وكل التقدير ايضا للنقيب السابق يحيى قلاش على مجهوده فهو نقابى مخضرم والزملاء الذين لم يحالفهم الفوز فى النهاية هذه انتخابات.
وأتمنى ان يمر يوم السبت القادم وهو موعد الحكم على الزملاء والنقيب السابق على خير وان نتعامل مع ذلك بالموقف الصحيح حتى لا تشتعل الامور مرة اخرى.
ولكن يبقى السوءال المهم ان النقابة هى مظلتنا جمعيا مؤيدين ومعارضين وهذا ما تجسد يوم الانتخاب ولكن ماذا لو اختلفنا وهذا من طبائع الامور اين سيذهب المختلفون هذه المرة؟
اتمنى ان نكون كتلة متماسكة تستطيع ان تتفاوض على حقوق الصحفيين وحريتهم لان القادم اخطر من تشريعات وقوانين ومبروك للنقيب والمجلس.

إيمان رسلان

التعليقات متوقفه