جماعة مسرح الشارع على خشبة «التجمع»

84

ظهرت “جماعة مسرح الشارع” فى الفترة ما بين 1976 و1980 على يد مجموعة من عشاق المسرح الذين بدأوا الفكرة بارهاصات فنية على مسرح جامعة القاهرة عامي 1975 و1976 وكان منهم ناصر عبد المنعم واحمد كمال ومنحة البطراوي وعبد العزيز مخيون وناجي جورج ومها عفت واحمد فؤاد وخالد وضاحي ومحمد صفى الدين ومحمد العراوي وهشام العطا وهاني الحسيني ومصطفى زكي وحسين اشرف ومني سعد الدين ومحمد عصمت سيف الدولة ومني صادق سعد وعبلة قاسم، وسميحة قاسم ومحمد الفروماي، وفاطمة الصياد وليلي سعد، وانضم إليهم بعد ذلك عبلة كامل واحمد مختار وصلاح عبد الله.
وقد جاء ظهور الجماعة فى ظل فترة السبعينيات التي عاني فيها المسرح المصري من تحول فني نتيجة عوامل سياسية واجتماعية، فقد انتهج النظام الساداتي منهج الانفتاح الاقتصادي والردة على منجزات المشروع القومي فى الحقبة الناصرية، مما جعل كثيرا من المسرحيين المحترفين يلجأون إلى الهجرة كبديل موضوعي عن غياب الهوية داخل الوطن، اما البعض الاخر فآثر الصمت مهاجرا إلى داخله- وهي هجرة اصعب بالتأكيد، أما البعض الثالث فقدم مسرحا ميتا على حد تعبير “بيتر بروك”.. فأصبحت الساحة خالية إلا من تجربة وحيدة هي تجربة سمير العصفوري داخل مسرح الطليعة فقد حول المكان إلى بؤرة ثقافية جعلت منه حائطا للصد والدفاع عن الهوية المسرحية فى ذلك الوقت من خلال تقديمه لبعض العروض المتميزة منها “عنتر يا عنتر” و”ابو زيد الهلالي” “مولد السيد معروف” بالتعاون مع شوقي عبد الحكيم ويسري الجندي.. اذا كانت الفكرة ثورية المنحي فى محاولة لخلق حالة مسرحية جادة تتوازي مع ما انجزه المسرح الستيني الذي شهد التفافا جماهيريا كبيرا.
ومن ناحية اخري الخروج من دائرة المصادرة التي فرضت على اعضاء المسرح الجامعي- فى ذلك الوقت- الذي شهد عمليات كثيرة لقمع الحريات منها الغاء عرضين بجامعة القاهرة هما “المهرج” تأليف حمد الماغوط واخراج ناصر عبد المنعم، والثاني “البوتقة” أو “ساحرات ساليم” لارثر ميلر واخراج د. حسن عبد الحميد، هذا الجو المأساوي جعل مجموعة من شباب المسرحيين داخل الجامعة يلتقون ويفكرون فى كيفية تجاوز هذه الازمة.
روافد فنية
وقد اعتمدت الجماعة على رافدين اساسيين الاول: عالمي ويتمثل فى تجارب مسرح الشارع فى امركيا وفرنسا أو ما يسمي بـ “مسرح اليسار الجديد” وتجارب “اجبستوبوال”.
ثانيا: الرافد المحلي ويتمثل فى تجربة مسرح القرية لكل من تجارب د. هناء عبد الفتاح فى “دنشواي” بالمنوفية 1969، وعبد العزيز مخيون فى قرية “زكي افندي” بأبو حمص بمحافظة البحيرة فى بداية السبعينيات.. وفى هذا الاطار تم العمل مع اتحاد الشباب التقدمي فى الجيزة وكان المسئول فى ذلك الوقت هاني الحسيني وامين الحزب فى المحافظة محمد خليل، وتم ترتيب جولة للجماعة داخل قري محافظة الجيزة وكان اول العروض “الكاتب” وقدم بقري مركز الصف ومنها “صول” و”البرمبل” و”بيجام” بشبرا الخيمة وكذلك تم تقديمه فى “مولد السيدة زينب” عام1976 داخل سرادق.
وقد فرضت هذه التجربة على “جماعة مسرح الشارع” كما يؤكد ناصر عبد المنعم- أن نفكر- جيدا- فى تجديد النواحي التقنية ومنها:
1- ضرورة تقديم العروض فى مكان مفتوح.
2- ان يكون هذا المكان واسعا.
3- امتلاك تقنيات مختلفة فى الصوت والحركة والاداء.
4- تقديم عروض تنتمي إلى “الاسكتشات المسرحية” المتقعطة التي يربطها رابط درامي احد.
مصداقية الرؤية
وقد واجهت الفرقة خلال هذه العروض خصوصا سياسية من “حزب الوسط” الذي كان اعضاؤه بالقري يقذفون اعضاء الفرقة بالحجارة، الاضافة إلى اندماج الجمهور مع العرض الذي كاد يتسبب فى كارثة، ففى اثناء العرض خاصة فى مشهد غلاء الاسعار، يذهب البطل إلى الجزار ويدور بينهما حوار حول الغلاء فيصف البطل الجزار بأنه جشع.
وفى تلك الاثناء اذا بجزار القرية الحقيقي يقتحم المسرح ويتشاجر مع الممثل الذي يقوم بدور المواطن المطحون، مما جعل هناك حالة من المزج بين الفن والواقع، وقد قام ببطولته فى فترات عرضه المختلفة كل من عبلة كامل وصلاح عبد الله واحمد كمال وعزة الحسيني ومحمد جمال ومجدي الجلاد وبعد ذلك تم تقديم عرض “الفيل يا ملك الزمان” تأليف سعدالله ونوس واخراج ناصر عبد المنعم وبطولة هشام العطار ومهام عفت والطفل جاسر حسين عبد الرازق ومني ابراهيم سعد الدين ومصطفى الحسيني.

التعليقات متوقفه