..وسوريا تقطع يد إسرائيل

75

طالعتنا الصحف صباح 177 مارس الجاري بنبأ إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة إسرائيلية وإصابة أخرى، ونفت إسرائيل سقوط طائرة لها أو إصابة الأخري وإن كانت لم تنكر رد المضادات الأرضية على طائراتها بصواريخ مضادة ، أطلقت عقبها إسرائيل صافرات الإنذار .
وقالت إسرائيل إن غاراتها داخل الأراضي السورية استهدفت تدمير أسلحة متطورة لحزب الله قبل أن تصل إلى لبنان.. انتهى الخبر .
رغم أن الغارة الإسرائيلية على الأراضي السورية تعد انتهاكًا من قِبل إسرائيل ولكن ليس الانتهاك الأول من نوعه ، فقد سبقته العديد من الانتهاكات والاستفزازات دون رد من الجيش السوري وإن كانت القيادة السياسية تعلن عقب كل انتهاك بالاحتفاظ بحق الرد ، ولكن هذه المرة هي الأولى من نوعها التي يرد فيها الجيش السوري على انتهاكات إسرائيل .
مغزى الرد السوري على الغارة الاسرائيلية :إن قواعد اللعبة تغيرت، وإن سماء سوريا لن تكون مستباحة للطيران الإسرائيلي ، وإن أي انتهاكات إسرائيلية لم تعد مقبولة من قبل سوريا وسترد عليها ، وإن الغطرسة الإسرائيلية إلى زوال مثلما انكسرت نظرية الأمن الوهمي التي كان يتشدق بها قادة إسرائيل بوصول صواريخ من العراق ، ومن داخل فلسطين ، ولبنان إلى العمق الإسرائيلي ومثلما زالت أسطورة الجيش الذي لا يقهر بانتصار اكتوبر العظيم.
مغزى الرد السوري أيضا ـ أن ما قبل 177 مارس- ليس كما بعده، فهذا التاريخ سيكون محفوراً في رؤوس القادة الإسرائيليين ، وأن الهجوم على سوريا نوع من المغامرة غير الآمنة وأنهم لا يستطيعون أن يغامروا بطياريهم ، وهم يدركون معنى أن يفقدوا طيارًا تم تدريبه وإعداده ، وأن ما يصدر من تهديدات بضرب الدفاعات الجوية السورية لا يزيد على كونه تهديدًا غير قابل للتنفيذ لإدراكهم خطورة تنفيذه لأن سوريا لديها منظومة دفاع جوي روسية قوية خاصة أن روسيا بما لديها من أسلحة متطورة تقف بجانبها في حربها ضد الجماعات المتطرفة وتنظيم داعش الإرهابي .
ومغزى الرد السوري ..أن سوريا استطاعت أن تقطع يد إسرائيل وتتخرج سلاحها الجوي من أي مواجهة قادمة و تحمي سماءها كما حدث مع مصر بعد بنائها حائط الصواريخ على الضفة الغربية لقناة السويس.
عاشت سوريا موحدة ، والنصر للجيش السوري فارضًا سيطرته على كامل التراب السوري ، ومسقطًا الخطة الغربية ـ الصهيو أمريكية بتقسيم سوريا .
أبو السعود علي

التعليقات متوقفه