ما وراء المشهد: ترامب يحتاج إلى عملية تعلم للوقائع الحقيقية بالنسبة للشرق الأوسط

59

كثير من الآمال والأمنيات متعلقة بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأمريكا، حيث إن كثيرًا من خيوط اللعبة السياسية فى المنطقة العربية تتحكم فيها أمريكا بشكل أو بآخر وخاصة التنظيمات الأرهابية فى العراق وسوريا وليبيا.
أكد السفير السيد شلبي، أن هذا ثاني لقاء بين الرئيس السيسي وترامب فاللقاء الأول كان لقاء تعارفيًا بينهما، ترامب كان مجرد مرشحًا للرئاسة، الانطباع الأول كان مشجعًا حيث أعرب عن تقديره لدور مصر والرئيس السيسي. وحيث كان ترامب مجرد مرشح قام بتحديد الدول التي سوف يتحالف معها فى المنطقة وذكر دولتين “مصر والأردن” هذا مبدئيًا لكن على أي حال من وجهة النظر المصرية أعتقد ان هذا اللقاء سيكون مفيدًا ليس فقط بالنسبة لمصر ولكن أيضًا للمنطقة. بالنسبة لمصر الرئيس السيسي سيقدم ما يحدث فى مصر، وجهودها الداخلية فى البناء والتنمية والمشروعات الكبري، وحاجتها إلى الاستثمار الأجنبي وطبعا الأمريكي، وفيما يتعلق بالنقطة التي هي موضع جدل والتي تتعرض لها مصر خصوصا من وسائل الأعلام الامريكية ومراكز الابحاث وهي مسائل حقوق الانسان والحريات، اعتقد ان هذا الموضوع سيطرح ووجهة النظر المصرية فيه مثلما يكررالرئيس السيسي، ونرجوه. هو أن مصر تعمل على إحداث توازن بين القانون والأمن وبين حقوق الانسان والحريات، أي أن هذه معادلة ربما تكون صعبة فى ضوء ما تتعرض له مصر من عمليات إرهابية ولكنها ضرورية لعملية الاستقرار الداخلي.
وأضاف شلبي قائلاً: البعد الآخر الذي على مصر أن تقدمه ويحتاج من ترامب ان يستمع إليه ويتعلمه، لأننا من بداية مجيء ترامب كتبنا وقولنا إن ترامب يحتاج إلى عملية تعلم للوقائع الحقيقية بالنسبة لمنطقة مثل الشرق الأوسط. فيجب إن يستمع من الرئيس المصري عن حقائق الوضع فى المنطقة وعن ما تحتاجه، والدور الأمريكي الذي تحتاجه لبث الاستقرار فيها والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات فى المنطقة، التي هي فى نهاية الأمر أحد الأسباب الرئيسية لتصاعد وتيرة الإرهاب فى المنطقة وهذا الجزء خاص بالإرهاب وكيفية التعامل معه وهزيمته.
وأشار شلبي، إلى أن ترامب يعتبر التصدي للإرهاب من أولوياته، وعلي ذلك علينا ان نعرضه لعملية تعلم على كيف نهزم الإرهاب، وهزيمة الإرهاب هي فى تصفية مصادره فى المنطقة ومصادره هي الأزمات و الحروب الأهلية وتفكك الدول من الداخل هذه هي التي أتاحت التربة لتقدم داعش وتمددها فى العراق ثم سوريا، طبعا بالتصدي لها عسكريًا ولكن الاساس هو تجفيف المنابع التي جعلتها تتقدم وتزدهر، من اهمها الاوضاع المتفجرة فى ليبيا وسوريا واليمن. ايضا ما زال العراق بعيدًا عن الاستقرار.
الجزء الأساسي هو القضية الفلسطينية، ترامب محتاج ان يستمع إلى أصوات معروفة بالبحث عن السلام فى المنطقة، وبمشاركة مصر. ولذلك ترامب يحتاج ان يستمع إلى ان الأمر يحتاج إلى دور امريكي متوازن وليس متحيزًا كما هو بادي حتي الآن من ترامب ومن تراجعه عن اساسيات الحل مثل حل الدولتين والمستوطنات هذه أمور اساسية لابد أن يستمع ترامب إليها.
وأضاف السفير مهدي فتح الله قائلاً: العلاقة بيننا وبين أمريكا علاقة قديمة ومتعمقة ومتشابكة، وبالنسبة لمصر التأكيد وانتهاز فرصة ان الادارة الجديدة الامريكية تري دور مصر وهي مقبلة على موضوع محاربة الإرهاب بالتعاون وليس بالحرب. إن لمصر دور كبير فى هذا، والمقصود بالتعاون أنه منذ إدارة بوش الابن وبعد أحداث 11 سبتمبر كان توجهه فى محاربة الارهاب بالحرب وذهب إلى العراق وافغانستان وقام بعمليات عسكرية. واستمر اوباما على هذا التوجه بشكل ما، وحاول ان يواجه الارهاب سياسيا وجاء إلى جامعة القاهرة وألقي خطابه المشهور وخاطب العالم العربي والإسلامي منها، لكن اللعبة داخل أمريكا لم تساعده وبالعكس تمدد داعش وازداد الارهاب فى عهد أوباما بسبب الدعم العسكري والمادي للإسلام السياسي والإرهاب.
وأضاف فتح الله قائلاً، بما ان الادارة الجديدة إدارة ترامب تري أن الموضوع مهم جدًا بالنسبة لها لابد ان يتناولوه بشكل مختلف عن اوباما وبوش الابن ومنذ بدء حملة ترامب وهو يتكلم عن ان مصر تلعب دورا مهما جدا فى هذا الموضوع، ولابد من دعم مصر فى هذا. مهم جدا ان نخرج بإطار مؤسسي مع الامريكان ليس مجرد كلام مرسل للتعاون فى هذا المجال. طبعا ارتباطنا بأمريكا فى هذا الموضوع يعني ان يدعمونا اقتصاديا لانه لابد من مساعدة مصر لكي تقف على رجلها إقتصاديا حتي يمكنها ان تتصدي وتستكمل مشوارها فى موضوع محاربة الارهاب.
من الاشياء المهمة جدًا أن دور مصر المحوري فى الشرق الأوسط يفرض عليها ان تكون شريك فى جميع الاجتماعات على المستوي الدولي وعلي المستوي الاقليمي وتكون شريك فى جميع قضايا المنطقة ولا تكون فى معزل عنها.
علي سبيل المثال مصر يجب ان تكون موجودة فى موضوع سوريا “الذي يلعبون فيه بعيدا عن اي دولة عربية “وهذا ما يحدث ايضا فى موضوع العراق،هناك اربع قضايا ساخنة فى المنطقة “اليمن وليبيا والعراق وسوريا “مصر تعمل فقط فى الموضوع الليبي فى حين انها لابد ان تكون موجودة ولها دور فى الثلاث قضايا الآخري بإعتبار إنها الأقوي عسكريا و تاريخيا لان هذا بيدعم الوجود أو الدور المصري فى الشرق الاوسط، فى المنافسة مع ايران ومع تركيا والسعودية، حيث ان كل الاجتماعات التي تمت فى الفترة الاخيرة سواء على المستوي الدولي او الإقليمي بشأن سوريا مصر ليست موجودة بها.
وأضاف فتح الله، على جانب آخر لابد ان يكون هناك دعم اقتصادي حتي تستطيع مصر ان تقوم بهذا الدور، فلابد أن تكون مستقرة داخليا واقتصاديا. لهذا لابد ان يساعدنا الامريكان من خلال تشجيع المشروعات والاستثمارات المشتركة الكبري.
واشار فتح الله، إلى أن ولي العهد السعودي وقع اتفاقًا اقتصاديًا مشتركًا مع أمريكا بمبلغ 60 مليار دولار “هذا رقم ضخم” استثمارات أمريكية فى السعودية والعكس.
ولهذا ننشد أن يكون هناك إطار مؤسسي أكبر من الموجود حاليا. وفيما يتعلق بالإرهاب لابد ان يكون هناك إعلان أمريكي واضح بأهمية مصر ودورها فى هذا الموضوع، وتعلن امريكا إنها ستساعدها وتدعمها اقتصاديًا. مصر لابد ان تكون موجودة فى كل الاطر الدولية والاقليمية التي تعمل على حل قضايا اليمن وسوريا ولعراق وليبيا.
واستطرد فتح الله قائلاً، لابد فى زيارة الرئيس لأمريكا أن يخرج بيان واضح عن الدور الامريكي فى القضية الفلسطينية التي تتراجع بشكل كبير جدا وهناك خلط فى الأوراق ومن الملاحظ إن فى زيارة ولي العهد لم يأت بذكر المسألة الفلسطينية فى الزيارة ولا فى أي بيان صادر عن الزيارة، ولابد ان تخرج مصر ببيان وورقة محددة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينة من منطلق دورها التاريخي فى هذه القضية وتحديد آليه للتنفيذ وللعمل وليس مجرد كلام مكرر، والتأكيد مرة أخري على الذي اعلنه بوش الابن فى آخر ايام إدارته بحل الدولتين.وتناول مسألة المستوطنات ومسألة القدس.هذه نقاط اساسية لابد ان امريكا تعلن موقف واضح فيها فى وجود مصر.. واشار فتح الله لزيارة الزعيمين العربيين لأمريكا فى الفترة الاخيرة وهما ملك الاردن وولي العهد السعودي حيث لم تصدر فى زيارتهما بيانات واضحة من الادارة الامريكية بشأن فلسطين. رغم ان مسألة فلسطين بالنسبة للأردن مهمة جدا.لانها دولة لها حدود معها. ولكن الزعيم الاول هو مصر ودورها التاريخي فى قضية فلسطين.

التعليقات متوقفه