هل تفتح القمة العربية صفحة جديدة فى العلاقات بين الدول ؟!

56

أكد دكتور حلمي الحديدي رئيس اللجنة الافروأسيوية أن المنتظر من هذه القمة كثير والمشكلات والموضوعات التي يجب أن تثار فى هذه القمة متعددة والأرضية التي تعمل عليها أرضية مصابة ومريضة، فهناك دول تنتهي وكيانات مستقلة لا أحد يعلم ستعيش أم لا؟ خطط ومخططات أجنبية تريد الشر لهذه المنطقة، تقسيما وتفتيتا وضياعا،وفى ظل كل هذا تجتمع القمة العربية، ماذا ستفعل، وماذا نريد منها،ما هو الأمل الذي نعقده على هذا اللقاء بين قمم الدول العربية.لهذا نحن نرفع صوتنا وصوت الشعب ليصل إلى آذان القمة ربما ولعل وعسي أن يجد آذانًا صاغية وأن يتحقق من هذه الآمال ما يرضي ضمائرنا ورغباتنا وآمالنا وطموحاتنا.

أضاف أستاذ محمود مراد الكاتب الصحفى قائلا: إذا وضعنا فى الاعتبار الظروف الموجودة دوليا وأقليميا سنجد انها قمة ستؤثر كثيرا فى السياسات المقبلة سواء وطنيا داخل كل دولة عربية أو إقليميا أو دوليا أو فى العلاقات المحورية مثل القضية الفلسطينية،نعرف ان القمة لها جدول أعمال وستبحث قضايا مثل العلاقات العربية البينية وقضية فلسطين المحورية الأزلية والقضية المستجدة أو شبه المستجدة الارهاب،إلي جانب كل هذه القضايا لابد أن تركز فى بداية عملها على المكاشفة والمصارحة بين القادة العرب.
إين الجامعة العربية ؟
وقال دكتور على الغتيت استاذ القانون الدولي لابد أن يعرف الشباب ان الساحة لم تكن دائما مظلمة دون كفاح،الإظلام يفرض علينا من حين لآخر، ونحن فى هذه اللحظة للأسف، وليس هذا تناول للنسق أو السياق السلبي، وإنما هو تحذير من الواقع الذي نعيش فيه.وكلمة تحذير وواقع نعيش فيه بها تناقض واضح، ونحن نعيش هذا التناقض للأسف.
القمة العربية تعاني من أمراض شديدة وقاسية فمنذ عام 2002 عندما كانت المبادرة العربية فى قمة بيروت ونحن نسأل إين نحن وإين الجامعة العربية من مقررات تلك القمة،وكيف تعامل المجتمع الدولي معها،نحن فى سنة 2017 فى موقف أسوأ كثيرا من موقف الدول العربية عام 45 عندما جرت الدعوة لإنشاء الجامعة العربية فى اعقاب الحرب العالمية الثانية.نري دولة عربية مركزية سورية عضويتها معلقة وقرار التعليق من قمة عربية،كيف يمكن لقمة عربية أن تعلق عضوية دولة مؤسسة للجامعة العربية ؟تعاقب بها نظام حكم، تعاقب بها رئيس،هل هذا جهل أم غفلة أم انصياع لمن ؟كان هناك رفض من جانب الدولة سوريا فى أعقاب احتجاجات الشباب فى سنة 2011 و2012 لانها لم تكن مثل يناير ولم تكن كما كانت فى تونس،انما الشباب كان له اعتراض،لانهم كانوا يريدون ان تكون لهم حرية فى المجتمع ويمارسوا حقوقهم السياسية، والمثقفون كان لهم اعتراض، بسبب استمرار حزب البعث وهو الحزب الأم نصا فى الدستور وجري الأمر بتعليمات من الدولة التي.
ولا تحسبن ان مصر بعيدة عن هذا وانما أسلوب تناول تدمير مختلف عما جري فى ليبيا والعراق وفى سوريا،ما يجري الآن واتفقوا عليه ان يكون اسلوب التعامل مع مصر هو تخريبها من الداخل فيصبح الفعل الداخلي هو البارز. وفى سنة 2011 كان التهديد بإحالة الوضع السوري بعد وقف عضويتها.والتفكير كان التوجه بالملف السوري إلى مجلس الأمن.
مواجهة التحديات
وفى نفس السياق أضاف دكتور أحمد يوسف أحمد قائلا الاصل فى القمة العربية كما تطورت فى تقاليد السياسة العربية ان تكون القمة إطارا لمواجهة التحديات الخطيرة وقد كانت القمة كذلك فى كل تحدٍ يصيب الامة العربية والوطن العربي تنعقد قمة
،وقد كانت القمة على مستوي التحدي فى عدد من الحالات ليس عددا كثيرا لكنها بالتأكيد كانت على مستوي التحدي بما يفتح الأمل.من أنجح القمم قمتا 1964 فى القاهرة والإسكندرية، وقمة الخرطوم 1967 التي عقدت فى ظروف بالغة الدقة بسبب الهزيمة.
القمة لن تحدث نقلة نوعية فى الاوضاع العربية،فمعظم الدول مهددة والتي ليست مهددة، ولكنها قابلة للتهديد،فعلي المستوي الاقليمي والدولي يوجد درجة من التدخل غير مسبوقة كل واحد مستفرد بمنطقة يعيث فيها فسادا فالقمة ستصدر قرارات شاملة فى معظم القضايا العربية.ولكن معظم قرارات القمم وخاصة فى العقود الاخيرة، ليست قرارات ولكنها أمنيات أو تعبر عن مواقف إلى آخر هذه الأمور،فالقرار أن تقول 1،2،3 لكي أحل المشكلة فى سوريا،التحديات التي تواجه قمة عمان على كل المستويات،فى العراق وسوريا واليمن وليبيا تواجه تهديدات لكيانها بتقسيم هذه الدول.لكي نواجه هذه التحديات لابد من وقف أطلاق النار. إذا تفتتت سوريا هناك دول كثيرة ستكون فى خطر ولابد من أن نفهم هذه الدول،ونتنياهو يقول الجولان لن تعود أين الفعل « الفعل صعب «.
التحدي الرابع السياسة الامريكية الجديدة هناك رئيس «طايح» فى الدول يريد عمل حلف عربي سني إسرائيلي ضد إيران، رغم إن الخطر هو الكيان الصهيوني فالرؤية شديدة التشويش والارتباك و الدول العربية يجب عليها أن تبلور رؤيتها المشتركة.
اتمني ولكن أشك على المستوي الشخصي ان تصدر قرارات جيدة ولكن الأهم التنفيذ كيف تكون سوريا عضوا فى الامم المتحدة ولا تكون موجودة فى الجامعة العربية والموجود حاليا دي ميستورا،سوريا لابد أن تعود للمنطقة هل يمكن لسوريا أن تعود ؟!
هناك ايضا الحاجة إلى القيادة، النظام العربي بحاجة إلى القيادة، ومصر هي الأقرب لهذا الدور، ولكن الدور المصري غير كافٍ.تاريخ مصر منذ ثورة يوليو وهو تاريخ ناصع البياض.
القضايا المهمة
ويضيف دكتور على الدين هلال قائلا. فأول مؤتمر قمة عربي دعا له الملك فاروق لمواجهة قضية مهمة وهي القضية الفلسطينية، ثم المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس جمال عبد الناصر فى يناير ثم فى اكتوبر من نفس العام فى القاهرة والاسكندرية لمناقشة قضية مهمة متمثلة فى تحويل مياة نهر «الاردن».
الملاحظة الثانية أن مؤتمر القمة القادم فى المملكة الاردنية بعد عامين من آخر مؤتمر قمة حقيقي،فالمؤتمر الماضي كان من المفروض ان ينعقد فى المملكة المغربية وفجأة وقبل اجتماعه بشهر او شهرين اعتذرت المملكة المغربية بدعوي إن الخلافات العربية أكبر من ان توجد البيئة المواتية لمؤتمر قمة،فزيادة الاختلافات ربما كانت مبعثا أكبر لعقد اجتماعات. فكانت القمة التشاورية ولم يكن فى العام الماضي مؤتمر قمة!
واستطرد هلال قائلا: تراجع معظم الدول التي أدارت المسار العربي «مصر –سوريا –العراق»بما لها وعليها.. منها دولتان فيهما ما فيهما ودولة ثالثة ما زالت متماسكة.
فقرارات القمم تناقش أولا فى دول مجلس التعاون الخليجي،فى ظل تحدي الحروب الاهلية والدعوات الانفصالية والميليشيات المسلحة،وتحدي انتشار أنشطة ارهابية فى كل من « المغرب،تونس،مصر،السعودية، الامارات، الكويت « والدول الفاشلة مثل « الصومال،جيبوتي» خصخصت سيادتها وتقدم على أراضيها قواعد عسكرية، لأمريكا و اسرائيل و الصين.
كما توجد انقسامات واختلافات سياسية وضغوط إقتصادية فى كل من تونس مصر السودان السعودية.والتي تتراوح فى نسبها.
الانكشاف الخارجي، أمام كل دول العالم النظام السوري يُحارب بقوات مرتزقة على الجانب الآخر وجود مرتزقة ومعني مرتزقة إنهم يحاربون بالأجر « داعش النصرة القاعدة،الحشد الشعبي و المستقبل تحكمه قرارات تصدره الدول غير العربية،لم نعد نملك ناصية القرار،هل استشعرت الحكومات العربية الخطر؟
الاعتراف بالاختلافات أولا
لكي تحل الصراع او الخلاف عليك أولا ان تعترف بوجود المشكلة، فهناك العديد من المشكلات «المصرية السعودية،الخلاف بين فتح وحماس،واتحدي ان يذكر السبب الحقيقي للصراعات، فالصراع على السلطة من يفرض الضرائب ومن يستفيد من فرض الضرائب وليس حول القضية الفلسطينية.الرئيس ابو مازن صرح بكلام كثير ضد مصر، وانها تقوم بدعم «دحلان «ضده ودعم حماس «اين الصوت الفلسطيني؟ «ولدينا خلافات فى البيت الخليجي وقطر لها اتجاهاتها الخاصة بها سواء تجاه مصر او الدول العربية الأخري.
وكذلك افتعال مشكلات من قبل الشقيقة السودان وطلب اخراج المصريين من حلايب وشلاتين وتصريحات مستفزة « السودان أم الدنيا «وان اهرامات السودان اقدم من اهرامات الجيزة « مواقف يختلط فيها الهزل بالجد»نماذج من العلاقات العربية.نحن لم نعتبر أنفسنا أصحاب قضية.
وفى نهاية الندوة جاءت التوصية فى صورة تلخيص الأمنيات وهي:
وحدة الصف الفلسطيني،حد الكفاية من الوفاق العربي،عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وفورا،دراسة مشاكل الدول العربية التي أضيرت مثل العراق،سوريا،ليبيا،اليمن وتلك التي جري عليها ما يسمي بالإرهاب سواء هذه الدول أو نضيف عليها مصر وتونس،بحيث يمنع تمويل وتسليح هذه الجماعات الإرهابية ونحن نعرف إنها تمول من الغرب.. عودة العرب بكل قوة عن طريق الجامعة أو عن طريق غير الجامعة.العمل بجد ودون مواربة على عمل وحدة اقتصادية شاملة ومتكاملة،بحيث يمكن لأي عربي ان ينتقل بالبطاقة الشخصية،تقوية الجبهات الداخلية فلا يمكن لأي طرف او حاكم او زعيم أن ينجح بدون جبهات داخلية.
ان تحل القضية الفلسطنية وهذا لن يكون أبدا إلا بوحدة الصف الفلسطيني أولا والعمل الدءوب على كسب الرأي العام العالمي ومواجهة الجشع الاستيطاني. هموم شعوبهم فى قلوبهم.
وفى تعقيب سريع اضاف دكتور الغتيت قائلا الشعوب هي صاحبة السيادة وليس الحكام،الحاكم مفوض لمهمة محددة فى وقت محدد.

التعليقات متوقفه