السفيرة هاجر الإسلامبولى: الضربة رسالة من ترامب لأطراف الصراع تقول: «نحن هنا»

56

الضربة التي وجهتها امريكا لسوريا لم تخترق قواعد الشرعية الدولية فقط،بل لقد انتهك بها ترامب اللوائح والقوانين الأمريكية حيث كان يجب عليه أن يعرض الأمر اولا على الكونجرس لتتم الموافقة والتصديق عليه،الامر الثاني إنه تجاهل الرأي العام الامريكي،وهذا يحيلنا لتساؤلات كثيرة أهمها هل هذه الضربة سيناريو تم اعداده مسبقا على غرار السيناريو العراقي للتدخل الامريكي،وكان ينتظر ان تسنح له الفرصة؟ للاجابة عن هذا السؤال وغيره من الاسئلة كان لنا هذا الحوار مع السفيرة هاجر الإسلامبولي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الامريكية فإلي نص الحوار.

* ما رأيك فى رد فعل امريكا تجاه ما تزعم من وجود سلاح كيمائي فى سوريا ؟
– ليس هناك ما يؤكد وجود سلاح كيماوي،لكن هناك الاشخاص الذين اصيبوا به لكن من السبب فى هذا ما تدور حوله الشكوك،هل هي الغارة الجوية السورية ام ان هناك كلاما آخر،ام ان هذا مستودع كان موجودا فى هذه المنطقة وعندما حدث القصف تسربت المواد الكيميائية.صعب التأكد من هذه الامور انما طبعا هناك حملة كبيرة جدا من قبل الامريكان تؤكد ان القصف الكيميائي حدث من الطيران السوري هذا هو الموقف الموجود لوجود روايات مختلفة ! لكن بالطبع هذا أمر مؤسف للغاية.
* ألم يكن من باب أولي ان تقدم الولايات المتحدة ما لديها من دلائل وبراهين للكونجرس او إلى الرأي العام الأمريكي ؟
– لقد تصرف ترامب على هذا النحو لانه سبق واتهم أوباما بإنه فى 2013 اعطي انذارا شديدا اذا حدث استخدام للاسلحة النووية سيقوم بضرب بشار الأسد وما دفعه إلى هذا انه يريد ان يقول أنا رئيس جديد بسياسة جديدة مختلفة عن من كان قبلي،كان أسيرا لتصريحاته التي أدلي بها خلال الحملة الانتخابية وبالتالي كان المطلوب منه أن يتحرك،ونلاحظ انه بعدما قام بهذه الضربة حدث تغير كبير فى الولايات المتحدة فى اتجاه تأييده ودعمه كرئيس للولايات المتحدة رغم الحملات التي كانت ضده من الإعلام ومن المؤسسات الأمريكية المختلفة اليوم هو كسب الرأي العام الداخلي فى أمريكا بالكامل إلى صفه وكسب أيضا الاعلام الامريكي الذي كان يواجه مشاكل كبيره معه.علي المستوي الداخلي هي خدمته على المستوي الخارجي هو يقول للعالم او بمعني ادق يقول للروس انا طرف أصيل موجود فى الساحة السورية وبالتالي اليوم تتضاءل الاوزان الاخري مثل إيران وتركيا ويبقي الحوار بين الأمريكان والروس وانه آن أوان التسوية السياسية فى الازمة السورية.
* هل هناك مؤشرات لقرب حدوث هذه التسوية ؟
– سنري نتيجة فى خلال اسبوع تقريبا عندما يقوم وزير خارجية أمريكا بزيارته إلى روسيا إذا ذهب لانه كان من المقررأن يقوم بزيارة كانت محددة من قبل وسيظهر كل شيء لكن المؤكد ان الورقة السورية أصبحت فى يد أمريكا وروسيا،وبالتالي تضاءلت أدوار الأطراف الأخري.
* هل تعليق الاتفاق الروسي مع القوات الامريكية المتعلق بتلافى الحوادث الجوية فى السماء الروسية كاف كرد فعل روسي على الضربة الامريكية ؟
– اتفاق الملاحة الجوية حتي لا يصطدم الطيران الامريكي بالطيران الروسي وبالتالي بينسقوا مع بعض فكان لابد للجانب الروسي أن يأخذ اجراءات لحفظ ماء وجهه فأوقف العمل بالاتفاق لكن هل هذا يعني إن الطائرات الروسية ستضرب فى الطائرات الامريكية ؟ هذا كلام مستبعد،انما المسألة هي إنه لايوجد انفراد روسي بالموضوع فى سوريا و لابد من التوافق بين الطرفين الامريكي والروسي،كلاهما أعقل من ان يحولوا المسألة إلى مواجهة بينهما اما هذا الاتفاق فهو خاص بالملاحة الجوية،اليوم يعلقونه وغدا يستأنفونه على ضوء أي إتفاق يتم التوصل إليه بين الطرفين.انما المؤسف فى الموضوع ان الجانب العربي غير موجود فى الموقف نهائيا.
* هناك من يري إن هذا السيناريو يشبه سيناريو العراق الكيمائي ؟
– من حق الناس أن تتشكك لأن هناك تجربة أليمة فى العراق ولا يوجد ما يؤكد أن بشار قد استخدم السلاح الكيماوي، لان وضعه كان قويا جدا والدفة كلها تحولت تجاهه والكل اصبح متقبلا استمراره فى المرحلة الانتقالية،ولكن الدنيا انقلبت ومعني ذلك انهم سيخرجونه نهائيا من المعادلة فى الحل السلمي وهذا يمكن يكون بسبب تعطيل من جانب الوفد السوري فى المفاوضات المقبلة.
* كيف ؟
– بسمع حاليا كل جهات المعارضة السورية تقول “ نحن جميعا متفقين” وليس هناك انفصال فى مواقف المجموعات المختلفة فى المعارضة السورية مثل “منصة الرياض ومنصة القاهرة…الخ، كلهم حصل اتفاق بينهم وتبقي المشكلة على الناحية الأخري الموقف الرسمي للحكومة السورية،ويمكن تكون هذه الضربة بمثابة قرصة أذن،لانهاء الامر ،لان قرار الامم المتحدة حول اتفاق اساس التسوية فى سوريا له بضعة اعوام وجنيف واحد وجنيف اثنين…الخ
* مارأيك فى الدول العربية التي صرحت علانية بمباركة هذه الضربة ؟
هذه مواقف الدول التي كانت تطالب بالإطاحة ببشار الأسد وتأييدها هو استمرار لموقفها وليس هناك جديد.هم كانوا يطالبون بالاطاحة بنظام بشار ثم بدأ صوتهم ينخفض قليلا عندما بدأ الامريكان يرددون وجود بشار فى المرحلة القادمة ووجوده لن يشكل مشكلة.اليوم اصبح مشكلة بعد هذه الضربة،فعادوا لموقف المطالبة بضرورة الاطاحة به.
ولا اعلم من يمكن ان يتحمل المسئولية بدلا منه ولكن سنري فى الفترة المقبلة مدي الاتفاق بين الامريكان والروس ونحن “العرب “جميعا خارج المشهد نشاهد فقط للاسف.

التعليقات متوقفه