الهدف إجهاض الحل السياسى

54

علي طريقة الكاوبوي الأمريكي؛ وفى انتهاك جديد يضاف إلى الانتهاكات الأمريكية لسيادة الدول والقوانين الدولية، قامت بارجتان أمريكيتان موجودتان فى عرض البحر المتوسط باطلاق 59 صاروخا توما هوك على مطار الشعيرات السوري، وصل منها 23 وفقد 36،وذلك فى مخالفة للاتفاقية مع روسيا الخاصة بسوريا مما جعلها لاغية من الجانب الروسي.
ادعت الإدارة الأمريكية أنها توجهت بالضربة لمطار الشعيرات لوجود غاز سارين به والذي استخدمه الجيش السوري فى الهجوم على بلدة خان شيخون بريف أدلب وأنها – كما قال تر امب- تدافع عن أمنها القومي،وهو ادعاء كاذب فليس لديها دليل على ذلك – فهي تعلم أن سوريا ليس بها سلاح كيماوي- فقد تم التخلص منه تماما، وهذا ليس جديدا عليها فقد سبق واتهمت العراق بذلك.
يرى بعض المحللين السياسيين أن ترامب أقدم على ذلك الهجوم لأسباب داخلية وهى: لدفع الاتهام عن نفسه بأنه عميل روسي،وذلك لاتهام أنصار هيلاري كلينتون روسيا بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية،وأنه توجد منظمات تمارس ضغوطا على الإدارة الأمريكية لاستمرار الحرب فى سوريا وراءها اللوبي الإسرائيلي،أما عن الأسباب الخارجية فهى لصرف الأنظار عن المجزرة التي ارتكبتها أمريكا بقصف طيرانها لمدنيين فى الموصل بالعراق وفى محاولة أيضًا لإظهار القوة.
تباينت ردود فعل الدول على الغارة الأمريكية،فما حدث لاقى ترحيبًا من جانب إسرائيل، وهنأ رئيس وزرائها ترامب ووصف الغارة بأنها رسالة قوية لـ»إيران وكوريا الشمالية وسوريا»، أما أردوغان تركيا فرحب وطالب بالمزيد وقال:»ضربة واحدة لا تكفي»، كما رحبت السعودية.ورحبت عدة دول غربية ومنها ألمانيا وأنجلترا وفرنسا،… ووصفها الرئيس السوري بأنها عمل أرعن، ولكن جاء رد الخارجية المصرية والذي يضع أمامه مصلحة سوريا شعبا وجيشا وأرضا «بضرورة الحل السياسي وعدم التصعيد وبأن يتفق الطرفان الأمريكي والروسي على الحل السياسي فى سوريا.
أمريكا تريد التصعيد، هكذا جاء رد الفعل الروسي بأن العملية العسكرية الأمريكية هدفها إجهاض العملية السياسية، وردًا على ذلك تم إلغاء العمل بالاتفاقية المبرمة بينها وبين أمريكا بشأن سوريا،ووقف الخط الساخن بين العسكريين الروس ونظرائهم الأمريكيين وهو ما قد يؤدي إلى حدوث أخطاء وإصابة طيران إحدى الدولتين للأخرى ونشوب حرب،بالإضافة إلى أن بوتين بحث مع مجلس الأمن القومي الروسي مواصلة العمليات الروسية لدعم دمشق وإمدادها بالأسلحة المتطورة لتدافع عن قواعدها العسكرية، وتباعًا إمداد إيران حليف سوريا،والتي أصبح من المتوقع استهداف منشآتها العسكرية أو مفاعلاتها النووية- وهى لأغراض سلمية – من جانب إسرائيل أو أمريكا،ومن المتوقع أن تكون البوارج الأمريكية هدفا فى الأيام المقبلة.
ولأن نوايا الإدارة الأمريكية لسوريا مبيتة – حسب محللين سياسيين- فهذه الضربة قد تم الإعداد لها منذ فترة لجمع معلومات استخباراتية عن أهمية المطار و أنه يمثل 25% من قوة السلاح الجوي السوري.
وعلى عكس ما كان متوقعًا خلال الانتخابات الأمريكية من معارضة ترامب لسياسة أوباما وبوش وتصريحاته بأن مصير بشار لا يعني الولايات المتحدة والذي يقرره الشعب السوري،ولكن الضربة الصاروخية اثبتت أن تلك التصريحات كانت للخداع والتمويه.
وأخيرًا..بهذه الضربة الصاروخية كشفت أمريكا للجميع – وبما لا يدع مجالا للشك – أنها تريد القضاء على الحلول السلمية، وما يحدث فى جنيف من مباحثات سلام ليكون التصعيد العسكري هو الحل الذي تريده أمريكا، وأنها تقدم دعمًا للإرهابيين والمرتزقة والقوات المناوئة للجيش الوطني السوري،واثبتت أنها لا تريد الحرب على الإرهاب- كما تدعي- وأنها تريد استمرار حمامات الدم بلا توقف.
أبو السعود على

التعليقات متوقفه