ما وراء المشهد: التجمع: العدوان على سوريا يؤكد استمرار السياسة العدوانية الأمريكية

33

فوجئ العالم المتحضر بعمليات القصف بالصواريخ بعيدة المدى التي أمر بها الرئيس الأمريكي ترامب ضد الأراضي السورية بحجة تأديب النظام السوري الذي اتهمه هو وأجهزته باسخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة دولياً. ونحن إذ نؤكد إننا ضد أي استخدام لهذه الأسلحة باعتبارها عملية إبادة جماعية للسكان المسالمين وضد كل من يستخدمها إلا إننا نؤكد على ما يلي :
إن هذه التهمة جاءت من خصوم النظام السوري واستبقت أي تحقيق محايد أو حتى غير محايد وإنما هي اتهامات جزافية.
إن العالم لم يزل يذكر أن العراق قد جرى تدميره واحتلال الأراضي العراقية واستلاب مقدراته والعمل على تقسيمه وتحويله إلى كانتونات. بناء على دعاوي ثبت عدم صحتها فيما بعد. وقد كان حزبنا يعترض على أساليب حكم صدام وعلى احتلاله الكويت وعلى اضطهاد مخالفيه إلا أن العمل العسكري المنفرد قد أدى إلى وضع سابقة خطيرة تحدت القانون الدولي. وكان المستفيد الوحيد منها أصحاب العقلية الامبريالية التوسعية والساعين إلى تدمير العراق كدولة وكان الغارم الأساسي هو الشعب العراقي والذي عانى من نظام صدام والآن يدفع هذا الشعب الثمن مضاعفا فدولته تتفكك وأمنه يستلب وتحول مئات الآلاف من سكانه إلى مهاجرين وآلاف فقدوا أرواحهم وأمنهم وأصبحوا بين فكي كماشة الإرهاب الداعشي والمطامع الإمبريالية الأمريكية.
وأن حزبنا إن قرار ترامب بقصف الأراضي السورية فضلا عن كونه اعتداء على دولة عضو بالأمم المتحدة واعتداء وحشيا على الشعب السوري فإنه أيضا يكشف النقاب عن حقيقة السياسة المقبلة لأمريكا ضد منطقة الشرق الأوسط وضد الدول العربية على وجه الخصوص وتفتح الباب امام اعتداءات أخرى كلما اقتضى تحقيق المطامع الأمريكية كذلك.
إن الشعوب العربية عليها أن تتحرك لتضغط على حكومتها الصامتة صمتا مخجلا كي تتحرك لإدانة هذه السياسة الأمريكية.. وهذا اضعف الإيمان وعلينا جميعاً أن نطالب بوقف هذه الحرب فوراً والسعي نحو حل سلمي للأزمة السورية. على أساس المحافظة على وحدة الدولة والشعب بمختلف طوائفه وإعراقه.

التعليقات متوقفه