مختار نوح لـ”الأهالى”: الأزهر سلفى وضد تجديد الخطاب الدينى.. كنت اشتراكيًا أثناء دراستى فى الجامعة

251

قال مختار نوح المفكر الإسلامي إن حلمي نمنم وزير الثقافة فشل فى مهمة الارتقاء بالمناخ الثقافى المصري، منوها الى أنه من الصعب ان يكون فى مصر شباب مؤمن بحرية الآخر وحرية العقيدة وحرية الفكر والمساواة، فى ظل غياب مشروع ثقافى قومي.
وأضاف نوح فى حواره لــ”الاهالي” أن الوضع الاقتصادي الحالي يمثل خطورة على الاستقرار فى مصر، موضحًا ان المواطن لم يفهم قيمة التعويم ولهذا فقدرته على تحمل ارتفاع الأسعار أمر صعب للغاية. والي نص الحوار:

■ ما موقفك مما نشرته الصحف من تقارير حول مراجعات تجريها جماعة الإخوان؟
**لن اعتبرها مراجعات طالما لم تشمل اعتذار مرتكبي الجرائم الكبيرة وليست الجرائم الصغيرة ولا حتى تفجير برج «كهرباء»، ولكن تشمل اعتذار من ارتكب افعال قتل مثل المتهم بقتل هشام بركات النائب العام، عندما اعترف طواعية وافتخر بعملته، فهنا نستطيع أن نسميها مراجعات بينما الاعتذار عن الاخطاء السياسية والفكرية فهذا لا أستطيع أن اعتبره مراجعات حقيقية بل محاولة لالتقاط الأنفاس فليس من حق الدولة التسامح انما من حق ورثة المجنى عليهم فقط، فكل شهيد مات له حق عند الإخوان، وسأعطيك مثلا عن حرائق الكنائس، فالكنيسة مبنى نستطيع أن نبنيها مرة أخري عندما تهدم لكن الشهداء الذين ماتوا بسبب جرائم الإخوان هل سيعودون مرة أخري، ولهذا فاعترافهم بجرائمهم وعدولهم عنها وعودتهم للدولة مرة اخري امر مهم، وبالمناسبة عليهم ايضا ان يعتذروا لمن خرجوا على الجماعة وقالوا لهم ان تنظيمكم يدمر الدولة وان ما تفعلوه خطر كبير على مصر.
ثورة مكتومة
■ هل تري أن الازمة الاقتصادية الحالية تمثل خطورة على الدولة؟
** للأسف تمثل خطورة على الفكر المصري فمثلا المواطن لا يفهم معني تعويم الجنيه، ولن يهضم اجراءات لا يفهمها، وهناك قاعدة علمية تقول إن الثورات لا تصنع ولكنها تنفجر وحدها، ومن يقول إنه من اشعل شرارة ثورة 25 ينايرأقول له «روح» فثورة يناير «شوية فلوس جات من امريكا والإخوان نزلوا اثاروا البركان وفتحوا الفتحة والدنيا باظت» ولكني هذه الأيام أشتم رائحة الثورة تحت التراب.
■ هل الازمة الاقتصادية تُنذر بثورة؟
** قد تُنذر ورغم انني كنت اعتقد انه لا توجد ثورات قادمة على الإطلاق، لكن يصعد من تحت الأرض رائحة ثورة غضب من أزمات الحياة اليومية.
الشباب يتطور
■ لماذا تحول عدد كبير من الشباب المصري لمجموعة من الدراويش وفكره أصبح اقرب للفكر الوهابي والسلفي؟
** هذه نتيجة غياب المشروع الثقافى لكن دعني اطمأنك أن ثلث شباب مصر على نمط الستينيات، فمثلا اغلب حفلات الاوبرا فى دمنهور والاسكندرية تكون الصالة بها كومبليت، و 40 % من الشباب الحالي على المنهج الناصري ويعشقون الفنون والمسرح، وبالمناسبة ساقية الصاوى بها انفتاح فكري رهيب، وابنى قام بعمل فرقة موسيقية هناك والحضور لها كان كبيرا جدا، وحفلات على الحجار لن تجد بها كرسي فارغا، ولكن للأسف لا يسلط على هؤلاء الاعلام والاضواء.
■ وما تفسيرك لذلك؟
** هناك هجوم شرس من اصحاب المصالح مثل السبكي وشعبان عبدالرحيم وعدد من رجال الأعمال، ويسعون لامتصاص القوي السائلة بطريقة الاستربتيز، وهذا هجوم رأسمالي فهؤلاء ينظرون للنقود فى جيب المواطن، فهم سيأخذونها بالدين مثل الريان أو بالاستربتيز، وكان الامل مثلما قال محمد صبحي فى مؤتمر من قبل لوزارة الداخلية، فى تطوير القنوات التي تمتلكها الدولة، فعلينا ان نسدد ديون ماسبيرو وننتقي المذيعين فمن يخطأ فى اللغة العربية «يروح» والذي نجده جيدًا يبقي، حتى لو أغلق المبنى لن أغضب، وبعد إحداث هذا التطوير يجب ان يسلط اعلام مصر الضوء على الاوبرا، فى القاهرة والاسكندرية ودمنهور وعلى كل نشاط شبابي ايجابي.
عن المراجعات
■ حتى ولو اعترفوا بالجريمة واعتذروا هل هذا يعني أن من حق جماعة الإخوان العودة للعمل السياسي؟
** لا يوجد شيء اسمه ممارسة عمل سياسي بتنظيم ولا يوجد تنظيمان فى الدولة الواحدة، وقلنا هذا الكلام ونحن اعضاء فى تنظيم الاخوان ولا يوجد دولة اسمها جماعة سلفية نهائي ولا دولة اسمها هيئة كبار العلماء، او دعوة سلفية او تنظيم سلفى او جريمة سلفية لان السلفية الجهادية تأسست داخل السلفية العادية، وقتلت مئات من السياح والابرياء، وحتى تكون هذه الدولة صحيحة لا يجب ان يكون داخلها تنظيم إخواني، ودعني اؤكد لك أنه لا يجب ان نعترف بشيء اسمه مراجعات، هناك ابرياء قتلوا ويجب أن نطبق القانون على من قتلهم، ولو اعترف قيادات التنظيم بكل ما قاموا به من جرائم واعتذروا فهذا ليس معناه العودة للعمل السياسي، وبالمناسبة أي تنظيم قائم على فكرة سياسية مستغلا فيها الدين به خطورة لا توصف والسلفية اخطر من الاخوان.
انتخابات مزورون
■ ادليت بمعلومات عن تزوير الانتخابات ضد شفيق للنائب العام ما هي هذه المعلومات وهل بالفعل تم تزوير الانتخابات لصالح محمد مرسي؟
** طبعا كان هناك تزوير من الاخوان ضد شفيق وكان لهم يد فى المطبعة الاميرية و الفريق احمد شفيق كان ناجح بـ»4%» وعندما تقدم بالتظلمات لكي يثبت نجاحه، تأخرت اللجنة القضائية 5 ايام ثم ردت انها ترفض كل تظلماته، واعلنت النتيجة بفوز محمد مرسي واتساءل كيف توجد لجنة فى مصر يحضر فيها 2مصوتين، وكان للأسف هناك مخالفات كثيرة.
■ انت هنا تتهم اللجنة المشرفة على الانتخابات بالتدخل فى إحداث تزوير ؟
** هناك تزوير حدث فى النتيجة وفى الاعلان و»متقوليش» ان القضاء ليس له دخل حتى تبرئة فهذه لجنة ادارية بها قضاة، ولا استطيع ان اصفها بانها هيئة محكمة، ومن حقي اقول ان هذه اللجنة ظلمت 3 مرات، مرة عندما اغفلت الاوراق المزورة، ومرة ثانية عندما اغفلت اعلان النتيجة الصحيحة، ومرة ثالثة عندما قالت ان محمد مرسي نجح بنسبة 1 %.
■ ماهو السبب الحقيقى وراء الانشقاق داخل صفوف جماعة الإخوان؟
** هو خلاف وليس سياسيا فهناك كثير مستفيد من الإخوان ماليا فهو خلاف مالي، وهناك كثيرين طردوا من الاخوان، وكان خلاف نفسي وهناك جماعة من الاخوان تركوا التنظيم، بسبب خلاف على المصالح، ولكنني منذ سقوط الإخوان وخروجهم من الحكم، لم أر خلافا فكريا وهناك خلاف رابع يسمي بالاختلاف الانتمائي، وهناك مثال على ذلك اعضاء الجماعة الذين التحقوا بصفوف داعش، فهؤلاء رأوا أن داعش مربحة أكثر وسيحققون فائدة أعلي من خلالها، وبالمناسبة طول العمر الخلافات موجودة فى جماعة الإخوان المحظورة وحادة فمثلا عمر التلمساني، كان يرفض تولي محمود عزت وخيرت الشاطر أي موقع قيادي، وعندي دليل انه لم يوليهم أي عمل طوال حياته وعندما مات ظهر محمود عزت.
ازدراء الأديان
■ ما تعليقك على سجن التنويريين باسم قانون ازدراء الاديان؟
** انا ضد أي نص يقول ازدراء ولكني ضد من يتحدث فى الدين بصورة تهين من عقائد الاخرين. فمثلا من يتهكم على صفحات التواصل الاجتماعي ويقول إن الحجاج «بيبوسوا» الحجر الأسود وهذه وثنية فهو عندما يقول ذلك يسيء لعقيدة أخري، وأود أن اسأله «انت هنا بتصلح ايه بالظبط؟»، هذه عادات توارثها الناس فعليك ان تحترم موروثهم، وأريد أن اسأله هل من الممكن ان نذبح بقرة وسط مجموعة تعبد البقر؟.
■ لكن البقرة إله وهذا مجرد حجر؟
** الحجر امر من الإله فانت عندما تفعل ذلك تهين أوامر الاله فمثلا لا يجب أن تقول انا اشتراكي فأقول لك إن الاشتراكيين جهلة، فمن حقك أن تناقشني لكن يجب ألا تسخر من افكاري وعقائدي، ودعني اقول لك إن هناك اخرين يسخرون من الأنبياء وما الفائدة العلمية من الاهانة.
تكدير السلم
■ وما العقوبة لمن يهين الأديان وعقائد الآخرين غير ازدراء الاديان؟
** عقوبة السب والقذف او تكدير السلم العام فمثلا لو شخص على النت غاوي يسب فى المسيحية ويتهمهم بعبادة الاصنام فهنا يثير طائفة فى مصر وهذا خطر على المجتمع وهنا نطبق عليه عقوبة تكدير السلم العام اما لو ناقش شخص أي شيء بدون سب او اهانة فهذا حق لكل انسان.
■ لماذا يقيم الأزهر دعاوى قضائية ضد المستنيرين والمفكرين؟
**الازهر ضد التنوير وتجديد الخطاب الديني لان التجديد معناه تقليم سلفية الفكر والسلفية بصفة عامة، والازهر سلفى الفكر ويدرس فى كتبه سلفية الفكر، ولو سألت احد من مشايخ الأزهر ما حكم صلاة، العيد فسيقول لك رأى شيخ فى حديث معين ولكنه لا يعرف الحديث، فلو قلت له إنني ارى ان التكبيرات فى العيد الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، فسوف يرد عليك ان التكبيرة وردت عن النبي، وقال كذا وأن فلان قال عن النبي، كذا فهذه ثقافة النص، ونحن ما زلنا نُقاوم من سلفية الفكر بالحبس والتهديد، وللأسف فهذه الدعاوي القضائية التي تلاحق المفكرين ستعرقل تجديد الخطاب الديني.
الطلاق الشفوى
■ هناك موضوع اثارة الرئيس السيسي وهو الطلاق الشفوي، وسؤالي لماذا ما دام الأزهر معترف بالزواج الرسمي لماذا لا يكون الطلاق الرسمي هو الطلاق الوحيد والصحيح؟
** الطلاق طلاق ولا يوجد ما يسمي بالطلاق الرسمي فالطلاق ابداء رغبة فى انهاء علاقة زوجية، لكن العقاب يقع فقط على الزوج الذي لم يقم بإثبات التطليق، والزوجة لها الحق فى أن تحصل على حقوقها ونفقة المتعة ولا توجد مشكلة، أن تحصل على حقوقها حتى لو كان الطلاق شفويا، وإثبات الطلاق كان لحماية المجتمع والرسول لم يوثق الزواج ولا الطلاق وحدث التدوين لإثبات الحقوق فقط.
■ هل ستصوت لــ»السيسي» فى حال ترشحه لدورة رئاسية ثانية؟
** اتمني أن يترشح دائما ولكن لا اتمني أن ينجح دائما لكنه حتى يكون على قدر المواجهة ولأني أحبه جدا سأنتخبه دائما وسوف اذهب لصندوق الانتخابات وأقول «نعم نعم نعم»، ولكني أتمني أن لا يوجد أي تزوير فى العملية الانتخابية.. فمصر لا تقترب من الديمقراطية وتبتعد عنها وحبي للسيسي شيء وانتقادي للوضع شيء أخر.
الضغط الديمقراطى
■ ما شواهدك ان مصر تبتعد عن الديمقراطية؟
**القوانين التي تنظر فى مجلس النواب مثل قانون السلطة القضائية، كما أن الفوارق الطبقية الكبيرة كلما ازدادت ابتعدنا عن الديمقراطية، فمثلا انا فى دائرة، بها 20 الف صوت ومعي 3 ملايين جنيه فسوف اقوم بدفعهم وهشتري اصوات اهل الدائرة، وللأسف فكلما ازدادت الطبقية ضعفت الديمقراطية والحرية.
■ كيف تقيم اتهامات البعض للأجهزة الامنية بالتدخل فى الحياة السياسية؟
**«اجهزة الامن رقيقة جدا» فهم أرق من رجال الاعمال والحكومة ووزير الصحة الذي يترك الناس تموت ويشتكون له فى دمياط على النت ويرسلون له تسجيلا صوتيا ويقول لا اعترف به لأنه اسلوب غير صحيح طيب اعمل انت بقى الصح.

التعليقات متوقفه