شكشكة: فلنزرع شجرة هدية لأمنا الأرض

50

بعد أيام قليلة يحتفل العالم بيوم الأرض العالمى. بدأ الاحتفال بمشاركة مليون شخص ووصل العدد الآن الى بليون شخص فى 193 دولة ! ومن بين هؤلاء نجوم عالميون مثل ليوناردو دى كابرى وإيما واتسون و مات ديمون. لقد تعهد كل هؤلاء ببذل أقصى ما يستطيعون للحفاظ على الأرض و حمايتها من التلوث، وكما نسارع بتقديم هدايا لأمهاتنا فى عيد الأم، تعالوا نقدم ما نستطيع لأمنا الأرض فى عيدها يوم 22 ابريل. فليزرع من يستطيع شجرة فى حديقته، أو نباتا فى بلكونة بيته. فلنتوقف ليوم واحد عن استخدام سياراتنا الخاصة و نذهب يوم الأرض، الى المدرسة أو مكان العمل سائرين على الأقدام، أو بوسائل النقل العام أو راكبين دراجات. لن تخسر شيئا إذا امتنعت فى هذا اليوم عن استخدام الورق و الأكواب والأطباق الورقية، وحمل شنطة من القماش عند التسوق بدلا من أكياس البلاستيك. ومن المفيد فى ظل ارتفاع الأسعار أن نعود لاستخدام أشيائنا القديمة ونمتنع عن أكل اللحوم و الألبان مرة فى الأسبوع على الأقل ونشترى المنتجات المحلية. أمور قد تبدو بسيطة بل تافهة و لكن إذا قام بها ملايين الأفراد فى وقت واحد ستكون لها نتائج كبيرة. لقد حذرتنا الأرض كثيرا وأرسلت لنا انذارات متتالية على شكل زلازل وأعاصير وفيضانات فى “تسونامي” وحرائق مفاجئة فى غابات أستراليا، فلنتعظ قبل فوات الأوان ولننقذ البشرية من الإبادة.
يوم 22 ابريل مطلوب من كل القنوات الأرضية والفضائية العربية أن تحتفل بيوم الأرض، ببرامج وأفلام وأحاديث لنجوم الفن والكرة لتوعية المواطنين حول حماية الأرض. يمكن مثلا إعادة المسلسل التليفزيونى الرائع “ الراية البيضاء “ الذى أخرجه محمد فاضل وابدعت أداء دور “المعلمة فضة “ الشهيرة الفنانة الراحلة سناء جميل عن سيناريو للراحل أسامة أنور عكاشة. والفيلم العظيم “ الأرض” بطولة الفنان محمود المليجى وسيناريو الفنان حسن فؤاد عن قصة الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوى وغيرهما..
وأتمنى أن يصدر وزير التعليم أمرا بالاحتفال بيوم الأرض وتوعية التلاميذ فى كل مدارس الوزارة بتغيرات المناخ وخطورتها على كوكب الأرض وأن يكون الدرس الأول حول البيئة وتشجيع التلاميذ على ابتكار وسائل و أفكار للحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث، ونشر ثقافة التدوير (recycle) بينهم، وتنظيم مسابقات بين المدارس يفوز فيها من تلاميذ المدرسة التى تزرع أكبر عدد من الأشجار فى أى منطقة تختارها المدرسة.
أما الحكومة فيجب الى جانب توعية المواطنين أن تبدأ باستخدام سيارات الغاز الطبيعي (CNG) بدلا من البنزين وبتنظيف الشواطىء، واصدارقوانين صارمة لحماية الأرض الزراعية وعقوبات فورية لتبويرها أو البناء فوقها. إن التساهل مع واضعى اليد على أراضى الدولة و منحهم مهلة لتقنين أوضاعهم يشجع على المزيد من جرائم التعدى على حقوق الشعب، والاستثناء الوحيد المقبول فى سيناء. ولا يكفى إزالة المخالفة ومصادرة أدوات و آلات البناء وفرض غرامات هزيلة على صاحب الأرض، بل لا بد أن تصادر قطعة الأرض ويقوم بزراعتها لعدد من السنوات الإصلاح الزراعى، ويسحب تصريح عمل المقاول الذى يوافق على البناء بدون الحصول على تراخيص لوقف فوضى البناء العشوائى فى مصر نهائيا..

التعليقات متوقفه