قبل 365 يومًا على إجرائها: كيف تستعد القوى السياسية لانتخابات الرئاسة؟

46

بالرغم من أن مصر يوجد بها 103 أحزاب سياسية من بينهم 20 حزبًا داخل مجلس النواب، ويمثلون نسبة لا تقل عن 30 % من نسبة أعضاء المجلس، فلم يعلن أي حزب عن مرشح رئاسي يعبر عن برنامج الحزب وينافس فى الانتخابات الرئاسية القادمة والمقرر الدعوة لها بعد عام من الآن.
وهو الامر الذي يدفعنا لأن نسأل هل الاحزاب قادرة على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية القادمة بمرشحين منافسين للرئيس عبدالفتاح السيسي المرشح المحتمل؟، أم سيكتفى أغلبها بانتخاب الرئيس فى حال ترشحه، وما الذي يعيق الأحزاب المصرية من أن تنافس بقوة فى هذه الانتخابات؟.
بدوره قال عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر، هذا الحزب الذي لديه 12 نائبًا فى البرلمان وتأسس إبان ثورة 25 يناير ويؤمن باقتصاد السوق والنظام الليبرالي فى برنامجه إنه فى حال ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية سينتخبه الحزب، ليكمل ما بدأه من انجازات على حد قوله، لافتًا إلى ان «السيسي» اتخذ اجراءات اقتصادية جريئة ومنها تعويم الجنيه وترشيد استهلاك الدعم، منوها الى ان مردود هذه الاجراءات سيعود بالخير على المواطن وسيصل دخلة لمستوي الاسعار بعد استقرار التعويم.
وأضاف صميدة لــ»الأهالي»، أن المشروعات القومية التي أطلقها الرئيس ستحقق نهضة انتاجية واقتصادية كبيرة، مطالبا الحكومة بتشجيع الاستثمار والتصالح مع كل رجال الاعمال، واردف قائلاً «عندما تشجع شخص لديه قدرة على العمل والابتكار فسوف، تزيد فرص العمل ويتحسن الاقتصاد وتتقدم الدولة».
مستقبل وطن
واتفق المهندس محمد الضبع أمين العلاقات العامة بحزب مستقبل وطن، مع الاسباب التي قالها عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر التي ستجعل الحزب يدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي فى حال ترشحه فى الانتخابات الرئاسية، قائلاً: «سنقف وراء الرئيس عبدالفتاح السيسي فى حال ترشحه للرئاسة، فعندما كنا حركة ايدناه وعندما تحولنا لحزب ايدناه ونعلم انه الاجدر بمعرفة مشاكل مصر وقادر على حلها». وحذر الضبع، من الحديث عن الانتخابات الرئاسية قبل عام من إجرائها قائلاً: «هناك مشكلات كثيرة يعاني منها المصريون اهمها ارتفاع الاسعار ورفع الدعم بنسبة كبيرة عن الطاقة والكهرباء، واخشي ان يغضب الفقراء من حديثنا عن الانتخابات الرئاسية فى ظل معاناته الحالية».
ويمثل حزب مستقبل وطن 53 نائبًا فى مجلس النواب، ويعتبر صاحب اكبر ثاني كتلة حزبية داخل البرلمان كما أنه حزب ليبرالي التوجه.
الاشتراكي
وحول قدرة الاحزاب المصرية على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية القادمة، بمرشح رئاسي، قال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري إن الأحزاب المصرية بشكل عام لديها مشاكل مالية، لافتا الى ان الحملات الانتخابية لاسيما فى الانتخابات الرئاسية تحتاج، لميزانية ضخمة لن تستطيع الاحزاب تحملها، مضيفا «هذا حال الحملات الانتخابية فى العالم ولكن الدول المتقدمة لديها احزاب تمتلك ميزانية مالية تمكنها من الدفع بمرشح رئاسي».
وحول إمكانية توحد الأحزاب على مرشح رئاسي ينافس «الرئيس» فى حال ترشحه قال شعبان « الاحزاب نفسها منقسمة من الداخل وغير قادرة على الاستقرار، على رئيس لها، فمثلا حزبي الدستور والمصريين الاحرار يتصارع قياداته، فيما بينهم حول من يكون رئيس الحزب والامين العام ووصل الامر إن قيادات الاخير، نقلوا خلافاتهم لساحة القضاء، فاذا كانت قيادات الاحزاب تتصارع من الداخل فهل سيتفقوا على مرشح رئاسي؟».
وأضاف أن الإعلام لا يرحم الأحزاب ويسيء إليها والاخيرة لا تمتلك وسيلة إعلامية تدافع بها عن نفسها مثلما كان فى الماضي، موضحا ان الصحف الحزبية مثل «الاهالي والعربي الناصري والغد والعمل» وغيرها من الصحف كانت تقرأ بشكل جيد جدا لدرجة انها كانت تصادر، فى عهد الرئيس الاسبق مبارك أما الان فالأحزاب لا تمتلك وسائل إعلامية قوية تدافع من خلالها عن نفسها.
وأوضح، أنه لا يمانع من ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسي لمرة ثانية وينجح، ويبقي فى الحكم 8 سنوات لأنه يعلم جيدا مشكلات مصر، ولكن غياب مرشح رئاسي فى الانتخابات الرئاسية القادمة من الاحزاب منافس لــ»السيسي» سيؤثر على شكل مصر فى الخارج، واردف «الرئيس لابد وان يكون له منافسين».
وانضم الحزب الاشتراكي المصري لتحالف يساري يضم أحزاب «التجمع والشيوعي المصري والحزب الناصري»، كما انه من الاحزب الاشتراكية المؤمنة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
التجمع
وبدوره قال عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع، إنه كان لحزب التجمع الشرف فى إعلان موقفه المبكر من تاييد الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2014، مؤكدًا ان السيسي كان يحظي بشعبية كبيرة وكان له دور مشرف فى ثورة 30 يونيو وإنقاذ مصر من الإرهاب.
وأضاف مغاوري، أن الحزب سيختار المرشح الذي يحقق الاستقرار الاقتصادي ويخلص مصر من الإرهاب ويحقق العدالة الاجتماعية، منوها الى أن أعلان الحزب موقفه من الآن بشأن الانتخابات الرئاسية به تعجل، مؤكدًا ان الحزب سيعلن موقفه مع قرب فتح باب الترشح.
وأشار، الى ان مصر تمر بظروف اقتصادية صعبة للغاية وتواجه حربًا شرسة من الإرهاب، مؤكدًا انه فى ظل هذه الظروف لا يجب الحديث بشكل مبكر عن الانتخابات الرئاسية القادمة.
ويمثل حزب التجمع بـ2 نواب فى البرلمان وتأسس عام 1976 ويدافع الحزب فى برنامجه عن الفقراء والعمال والفلاحين وابناء الطبقة المتوسطة، ويطالب بتطبيق العدالة الاجتماعية لإنقاذ مصر من الفقر.
الوفد
وبدوره قال حسام الخولي نائب رئيس حزب الوفد صاحب ثالث اكبر كتلة نيابية فى مجلس النواب، إن دول العالم المتقدمة تقدم مرشحين للانتخابات الرئاسية قبل إجرائها بعام ونصف واحيانا عام، لافتا الى ان مدة عام قليلة جدا بالنسبة لأى مرشح يريد، الوصول ببرنامجه للمواطنين فى كافة المحافظات، وتابع «أنا أعلنت عن ترشحي لمنصب رئيس حزب الوفد قبل إجراء الانتخابات بعام، حتى استطيع ان اصل لجميع اعضاء الحزب فى المحافظات فما بالنا بمرشح رئاسي».
وأضاف الخولي، أن حزب الوفد غالبًا لن يكون له مرشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وبنسبة كبيرة سيدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي فى حال ترشحه فى الانتخابات الرئاسية القادمة، منوها الي أن الرئيس بدأ فى إنشاء عدد كبير من المشروعات القومية، وستظهر نتائجها فى الفترة الرئاسية الثانية وليس الأن. وتأسس حزب الوفد الجديد عام 1978، ويعتبر الوفد امتداد لحزب الوفد القديم الذي تاسس عام 1919، إبان ثورة خرج فيها العمال والفلاحون والشباب، ولأول مرة المرأة فى تاريخ مصر الحديث، منددين بنفى سعد باشا زغلول ورفاقة، الذي كان لهم مواقف مشرفة ضد الاستعمار البريطاني انذاك.
التحالف
وفى سياق آخر، قال مدحت الزاهد عضو المجلس الرئاسي لتحالف التيار الديمقراطي، والذي يضم فى عضويته أحزاب « التحالف الشعبي الاشتراكي والتيار الشعبي والدستور ومصر الحرية والعدل والكرامة»، إن التيار أعد برنامجًا سياسيًا تحت اسم «مصر 2018»، موضحًا ان هذا البرنامج يقدم سياسات بديلة للسلطة الحالية، منوها الى ان التيار سينتشر فى المحافظات والقري والنجوع لمناقشة المواطنين حول هذا البرنامج، وسينتهي الامر بطرح مرشح رئاسي باسم التيار، او تأييد مرشح من خارج التيار مؤمن بأفكار هذا البرنامج وينافس، به الرئيس عبدالفتاح السيسي فى حال ترشحه.
وأضاف الزاهد، أن أبرز ما جاء فى برنامجهم «رفض مقايضة الحريات بمحاربة الارهاب، ورفض التبعية والصراعات التي لها طابع مذهبي وعدم الانصياع لسياسات صندوق النقد الدولي وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة». وأشار الى انهم لا يريدوا ان يمثل مرة أخري اليسار 4 مرشحين فى الانتخابات الرئاسية، مؤكدا ان تجمع الاحزاب المدنية المعارضة لسياسات الرئيس الحالية حول مرشح رئاسي واحد سيجعل لديهم قدرة كبيرة على المنافسة.
الحركة الوطنية
كما قال اللواء رؤوف السيد نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، إنه يتوقع ان يترشح الفريق أحمد شفيق رئيس الحزب فى الانتخابات الرئاسية القادمة، مؤكدا انه يعرف الفريق جيدا ولهذا يتوقع هذا الأمر، منوها الى ان مصر تعيش فى مناخ ديمقراطي ومن حقه ان يترشح. وأضاف السيد، أنه فى حال ترشح»شفيق» سيقف حزب الحركة الوطنية بكامله معه، مؤكدا ان هذا الحزب يرأسه الفريق، واعضاؤه مؤمنون بان رئيس الحزب سيطبق برنامج الحزب فى حال فوزه فى الانتخابات.

التعليقات متوقفه