الإرهاب المتأسلم.. حسن البنا وتلاميذه من سيد قطب إلى «داعش»

372

أقام المجلس الأعلي للثقافة، ندوة سياسية لمناقشة كتاب الكاتب والمفكر السياسي دكتور رفعت السعيد “الإرهاب المتأسلم”، الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب وذلكفى حضور الكاتب الصحفى حلمي النمنم وزير الثقافة، ودكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس، وجمع من المثقفين السياسيين. وقام بإدارة الندوة دكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق.
قال حلمي النمنم وزير الثقافة، إن موضوع الكتاب بالغ الأهمية ويقدمه شخص بالغ الأهمية أيضًا، دكتور رفعت هو الذي وضع مصطلح الإسلام السياسي ومصطلح التأسلم والمتأسلمين وحين ظهر هذا المصطلح تعرض الرجل لهجوم شديد من المتأسلمين من الإخوان المتأسلمين ومن يدورفى فلكهم ولكن هو كان صامدًا ومستمرًافى طريقه وأصدرفى ذلك عشرات الكتب. ودارس التاريخ والحالة الثقافية سوف يستفيد بما ورد فيها. والكتاب الذي نناقشه اليوم وهو الإرهاب المتأسلم هو موضوع يشغل كثير من المصريين وكثير من الباحثين.
العنف السياسي
واستعرض دكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، ما جاءفى كتابه قائلاً: “هذا الكتاب يستهدف عدة أشياء فأنا أريد أن أؤكد أن كل العنف السياسي والإرهاب المتأسلم منبعه هم الإخوان المسلمين، وأشار السعيد، إلى أن الإعلام لم ينتبه لتصريح “مشعل” الذي قال فيه “نحن لم ننشق عن الإخوان نحن عشنا ونعيشفى الوسطية المعتدلة التي وضعها الإخوان” علينا أن ندرس من أين يأتي الإرهاب ومن إين يأتي العنف ومن إين يأتي التأسلم السياسي الإخوان؟ حسن البنا وضع لهم أول مادة وهي لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت بمعني أن يتحالف مع الشيطان طالما هناك مصالح مشتركة. وطبقوا هذه المقولة منذ عهد الملك فؤاد حتي المجلس العسكري فهم يتحالفون ثم ينقلبون على حلفائهم، ولقد تحالفوا مع قوي كثيرة.. النقطة الثانية، هي مبدأ “الحكر” حيث قال حسن البنا، إن منهجه الذي ينهجه كله من الإسلام وكل من ينتقص منه ينقص من الإسلام ذاته بمعني كل حرف من برنامجهم من الإسلام وكل نقد للبرنامج أو ادعاء إنه ناقص هو خروج عن الإسلام.
واستطرد السعيد قائلاً: يجب أن نلتفت جيدًا إلى مفردات المقالة التي كتبها عبد الرحمن الساعاتيفى العدد الأول من جريدة “النذير” أول جريدة أصدرتها جماعة الإخوان المسلمين، أولا اسم الجريدة! ومن ثم مفردات الفقرة التالية فهي مفردات جنود وليس أشخاصًا عاديين حيث يقول الساعاتي”استعدوا يا جنود وليأخذ كل منكم أهبته ويعد سلاحه وأمضوا إلى حيث تكرمون خذوا هذه الأمة برفق، فما أحوجها للتدليل وصفوا لها الدواء واصنعوهفى صيدليتكم ولتقم على أعطائه فرقة الانقاذ منكم فإذا الأمة أبت فأوثقوا يديها بالقيود وأثقلوا ظهرها بالحديد وجرعوها الدواء بالقوة وإن وجدتمفى جسمها عضوًا خبيثًا فاقطعوه أو سرطانا خطيرًا فأزيلوه”.هذه أول عبارة تحكم جماعة الإخوان وتلاهها حسن البنافى نفس العدد “ إن المؤمن الحقيقي عليه أن يتقن فن الموت” أي فنافى الموت ؟!.
تساؤلات السعيد
وأضاف دكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، قائلاً: أنا لا أزال أذكر ما كتبه السعيد عن الفكر الإشتراكي المصري، وأدين لهذه الكتابات، لأنها جعلتني تلميذًا له بشكل غير مباشر، ولكن الحقيقة بقدر ما آثار هذا الكتابفى أحساس المتعة بجدة المعلومات وظازجتها واندهاشي جدًا بهذه المعلومات كان هذا الكتاب يثير عندي أسئلة منها مثلا بعض الأسئلة التي أشار إليها السعيد نفسه، مثل هل هذا الذي حدث ويحدث أمر مقصود؟ وفيما يتعلق باغتيال السادات هل كان مقصودًا أن يترك الرجل ليتم اغتياله؟ ومجموعة من الأشياء التي تطرح ولا إجابة عنها حتي الآن! مثلاً من الذي أرسل سيد قطب إلى الولايات المتحدة ؟ الذي كان يبلغ من العمر 43 عامًا عندما ذهب إلى الولايات المتحدة. وهذه ليست سن شخص يرسل إلى بعثةفى الولايات المتحدة لكي يدرس مناهج دراسية “نظم مناهج دراسية حديثة “لماذا أرسل ومن الذي أرسله هل هو عبد الناصر؟ ولماذا ؟ ومن أجل ماذا ؟ وهو يعلم أن سيد قطب رجل منحرف الفكر. ما هي المؤثرات الثقافية التي وقعت على سيد قطبفى هذه السنوات الثلاثة ؟ السعيد يضع لنافى هذا الكتاب مجموعة من الأسئلة كأننا ننتقل من أسئلة إلى أسئلة ومنها التساؤل حول سبب عقدة الاستعلاء عند الإخواني الذي يري أنه أعلي من الآخرين وأن النصر آت لهم بالتأكيد، ما سبب هذه التركيبة النفسية التي تجعل المتأسلم يري نفسه هو الأعلي؟ وهو الذي سوف ينتصرفى النهاية؟
أوهام الخلافة
وأضاف دكتور أحمد زكريا الشلق أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر قائلاً: بهذا الكتاب يتوج دكتور رفعت السعيد سلسلة من الكتب ربما هذا الكتاب انضجها، ولم يسبق السعيد أحد”وفق قراءاتي”فى استخدام مفهوم التأسلم ولقد اثبت السعيدفى معظم كتبه أن الإخوان مجرد سياسيين يسعون إلى المكاسب الدنيوية وليس أكثر من هذا والذي جعلني أقول إن السعيد هو صاحب مصطلح التأسلم السياسي وجود فصلفى الكتاب “أوهام الخلافة “ تحت عنوان “الإخوان تائهون يقول فيها “سجل تاريخ الجهاز السري وقدم وثائق وتحريات عن تحركات جماعة الإخوان وسجل لفظ “التأسلم”.
وفى نفس السياق أضاف دكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية ومقرر لجنة البرامج السياسية بالمجلس، استخدام كلمة التأسلم هو استخدام موفق لأنه إذا قولنا “إرهاب اسلامي” فنحن بهذا سنضفى صفة الإرهاب على الدين، فلا يوجد دين سماوي إرهابي لافى الديانة الإسلامية ولا المسيحية ولا اليهودية لأنه لا يمكن للإرهابين أن ينتموا لأي دين من هذه الديانات كأشخاص كذلك التنظيمات المتأسلمة التي لجأت إلى العنف والإرهاب ليست تنظيمات دينية بالمعني الصحيح بل هي تنظيمات سياسية مثل الإخوان وغيرهم فهي ذات هدف سياسيفى المقام الأول ولكنها تتسترفى الدين لكسب مؤيدين لها، وللتأثير على الشباب الخ.
وأضاف بدر الدين قائلاً: إن المواجهة الناجحة للإرهاب ليست مواجهة عسكرية وأمنية فقط رغم اهمية المواجهة الأمنية والعسكرية نحن نريد ان نواجه الارهاب ونواجه التنظيمات الارهابية فلابد ان نواجهها على مستوي اقتصادي ومستوي فكري على مستوي ديني يتعلق بصحيح الدين. واستغلال التتنظيمات الإرهابية للفقر لهذا لابد من انجاز تنمية اقتصادية وتوفير فرص عمل ومكافحة العشوئيات وإنشاء أحياء حديثة.
الثقافة الزراعية
وأضاف دكتور كمال مغيث الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية متسائلاً ما هو شكل المجتمع الذي أعطي الفرصة للجماعات الإسلامية، أن تكون بهذه الضراوة وتنتشر هذا الانتشار. وما شكل الإسلامفى العصر الوسيط الذي دخلفى مقدمته الإسلام مصر؟ وفى العصر الحديث ماذا حدث الآن ؟ وأنا أظن أن لا الإسلام جديد على مصر له أكثر من 1400 سنة وليست الأفكار المتطرفة جديدة على الفقهاء المتطرفين من الإسلاميين.. الذي حدث ببساطة شديدة أن الدولةفى مصرفى هذه العصور الوسيطة كان المصريون يعيشون بين رومانتي الميزان إذا جاز لي التعبير، الرومانة الأولي تعتقد إن السلام الاجتماعي هو ضرورة بقائها وضرورة استمرار الضرائب والخراج التي عايش على أساسها وليس لديها مشروع ثقافى تحاول فرضه وهيمنته على الناس.

التعليقات متوقفه