انتفاضة أتليتكو فى مواجهة التفوق الملكى

103

لاشك أن مواجهة الليلة فى أياب نصف نهائى دورى أبطال أوروبا، تتسم بالقوة والمتعة والأثارة لما يضمه الفريقان من كوكبة كبيرة فى وجود لاعبين أصحاب المهارة والموهبة العالية وكذلك الفكر التدريبى المتميز لكلا المديرين الفنيين الأرجنتينى سيمونى والفرنسى زيدان.. كما أن الدربى المدريدى بالنكهة الأوروبية يختلف عن باقى الدربيات السابقة، واليوم له حسابات خاصة وقد تكون معقدة الى حد بعيد بالنسبة لأصحاب الأرض والجمهور، حيث يتحتم على أتلتيكو مدريد، بعد الخسارة بثلاثية بيضاء فى ذهاب نصف نهائى دورى الأبطال الأوروبى فى سنتياجو برنابيه، أن يحقق انتفاضة “شبه مستحيلة” بالفوز بنفس النتيجة على الأقل الليلة بملعبه فيسنتى كالديرون، الملعب الذى خاض عليه 65 ديربى أمام ريال مدريد ويأمل فى تكرار أحد ثلاثة نتائج ضخمة عليه، عندما فاز فى السابق مرتين 4-0 ومرة واحدة 3-0.
وصرح مدرب الأتلتى دييجو سيميوني، فى المؤتمر الصحفى عقب مباراة الذهاب قائلا: “كرة القدم رائعة لأنه أحيانا تحدث أمور غير متوقعة وما زلت أؤمن بفريقى لأن لدينا حظوظ” وذلك فى خطاب مليء بكلمات مثل “الأمر شبه مستحيل، صعب للغاية، معقد، ولكنها كرة القدم”.
وأوضح المدرب الأرجنتيني، أنه ربما نكون قادرين على تحقيق المستحيل لأن اسمنا هو أتلتيكو مدريد”، وهو نفس الأمر الذى أكده لاعبا الروخيبلانكوس، ستيفان سافيتش وكوكى ريسوركسيون، اللذان تحدثا عن انتفاضة وعن التضحية بكل شيء، وعن تبقى 90 دقيقة، وعن خسارة ريال مدريد قبل عامين 0-4 على الكالديرون، فى وجود صاحب الهاتريك، البرتغالى كريستيانو رونالدو.
فهذا الانتصار كان واحدا من ثلاثة انتصارات عريضة لأتلتيكو فى الديربى على ملعبه، الذى افتتحه عام 1966، والتى ستحفزه بالتأكيد للتفكير فى إمكانية تكرار “شبه المستحيل” ذلك خلال لقاء العودة يوم الأربعاء القادم. وكانت آخر هذه المآثر البطولية فى 7 فبراير2015 بالليجا، عندما سحق الأتلتيكو بقيادة “التشولو” غريمه الريال برباعية نظيفة على كالديرون، فى لقاء شهد مشاركة الكثير من لاعبى الفريقين حاليًا وسجل له وقتها تياجو مينديز وساؤول نييجيز وأنطوان جريزمان، وثلاثتهم يلعبون بالفريق الحالي، إضافة لماريو ماندزوكيتش، المحترف حاليا بصفوف يوفنتوس الإيطالي. بينما يعود الانتصار الثانى للروخيبلانكوس برباعية نظيفة إلى الثانى من يناير1977، بقيادة لويس أراجونيس كمدير فني، عندما سجل روبن كانو ثنائية وباناديرو دياز وبيرميخو هدف لكل لاعب فى مباراة بالليجا.
فى حين يعود الانتصار الوحيد بثلاثية نظيفة، وهى النتيجة التى حال تحققت الأربعاء ستجبر الفريقين على لعب وقت إضافي، لنتذكر يوم 15 مارس 1970 بقيادة المدرب مارسيل دومينجو، والتى سجل وقتها أراجونيس هدفين وخوسيه جاراتى هدفا وذلك بالدورى المحلى أيضًا.
أما باقى النتائج فى الـ62 مباراة الأخرى على ملعبه فلن تفيد أتلتيكو، حيث حقق الفوز فى 13 مباراة أخرى لكن بنتائج أقل، وتعادل فى 22 مباراة وخسر فى 27.
كما سجل ريال مدريد فى 45 زيارة له إلى ملعب أتلتيكو، وحال تكرر الأمر سيضطر أتلتيكو للفوز بخماسية وقتها إذا ما أراد التأهل لنهائى التشامبيونز ليج.
وفى نصف نهائى دورى الأبطال، لم ينجح أى فريق منذ عقد فى التأهل للنهائى بانتفاضة فى الإياب على ملعبه بعد خسارة لقاء الذهاب، منذ انتفاضتى ميلان وليفربول على حساب مانشستر يونايتد وتشيلسي.
فيما لم يودع ريال مدريد المنافسة من نصف النهائى بعد تقدمه فى الذهاب على سانتياجو برنابيو سوى مرتين فقط من أصل 27 مشاركة له فى هذا الدور.

التعليقات متوقفه