أمريكا تواجه المنافسة الصينية على نطاق العالم

295

دعت الصين فى نهاية الأسبوع الماضي أعضاء منتدي الحزام والطريق للتعاون الدولي لعقد اجتماع كبير فى العاصمة “بكين” حضره عدد كبير من رؤساء الدول ورؤساء وزارات بعض الدول مصحوبين بوفود اقتصادية واستثمارية رفيعة المستوي،ولكن هذا التوقيت أثار العديد من التساؤلات ليس فقط حوله ولكن حول هذا المنتدي او المبادرة كما تسميها دكتورة نادية حلمي أستاذ العلوم السياسية والخبيرة فى الشأن الصيني. التى أجرت معها أمل خليفة الحوار التالى:

– ما شروط العضوية فى منتدي الحزام والطريق للتعاون الدولي؟ وما عدد الدول المشاركة فيه ؟
شروط العضوية مفتوحة فى مبادرة الحزام والطريق، بشرط ان تكون هذه الدول مطلة على طريق الحزام والحرير، اي طريق الحرير البحري والحزام البري، وحتي هذه اللحظة استجابت 60 دولة لدعوة ورغبة الصين لإحياء طريق الحرير القديم وهذا العدد مرشح للزيادة إلى 100 دولة.
– ما الذي سيضيفه طريق الحرير إلى المجتمع الدولي؟
تحقيق التنمية العالمية لكل دول العالم،وبالتالي فمبادرة الحزام والطريق هي اقوي من الاتحاد الاوروبي.حيث تستهدف دعم التجارة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وبالتالي فإنه أقوي فى مضمونه من الاتحاد الاوروبي الذي يقتصر فقط على الدول الاوروبية،كما تصب فى مصلحة اكثر من 4 مليارات نسمة من مواطني العالم،و هناك خطوات تستهدفها الصين من اجل إنجاح هذه المبادرة.
– كيف؟
عن طريق إنشاء صندوق مالي من أجل دعم المبادرة ودعم الدول المشاركة فيها و تأسيس البنك الأسيوي.
– لماذا تم اختيار هذا التوقيت لعقد اجتماع أعضاء منتدي الحزام والطريق فى بكين ؟
هذا الاختيار مقصود فى الوقت الحالي،قبل زيارة ترامب للمملكة السعودية ومنطقة الشرق الأوسط،وذلك رغبة من الجانب الصيني فى تأكيد الشراكة التجارية والاقتصادية مع الدول العربية التي ترتبط مع الصين فى طريق الحرير القديم،وتأتي أهمية عقد اجتماع هذا المنتدي فى بكين أيضا لتوجيه رسالة إلى الولايات المتحدة الامريكية و دول العالم المشاركة فى المنتدي بأهمية الدول العربية،وبإعتبارها شريكا تجاريا رئيسيا وعلي رأسها مصر التي تشارك بفاعلية خلال دورة انعقاد المنتدي الحالي.
– ما الذي تمثله الدول العربية بالنسبة للصين؟
الصين تولي أهمية كبيرة لمشاركة الدول العربية فى هذه المبادرة ففى مارس 2015 أصدرت الحكومة الصينية وثيقة التعاون مع العالم العربي بعنوان التطلع والعمل لدفع البناء المشترك للمبادرة وتقوم هذه المبادرة ايضا على الالتزام بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة رغبة من الجانب الصيني فى ارسال رسالة اطمئنان إلى العالم وللرد على المشككين بإن الصين تستهدف من خلال هذه المبادرة إلى الهيمنة على العالم حيث تسعي الصين إلى التشاور والبناء المشترك لربط مصير البشرية بعضه ببعض.
– ما أهم مميزات المبادرة على المستوي الدولي ؟
اهم مميزات مبادرة الحزام والطريق فمن المنتظر أن تحقق التجارة البينية بين الدول المشاركة فيها أكثر من 10 تريليونات دولار أمريكي وستقوم الصين بمفردها بالمساهمة بما قيمته 500 مليار دولار، من أجل إنجاح مبادرتها والتي تستهدف إنشاء بعض المشاريع فى الدول المشاركة فى المبادرة،ومن المنتظر ايضا فى المرحلة المقبلة دفع العمل معا لبناء شبكة أنترنت رئيسية عابرة للقارات ولحدود الدول المشاركة فى المبادرة مما سيرفع من حجم ومستوي الإتصالات العالمية ومستوي التبادل المعلوماتي وايضا سيساهم فى الحد من العمليات الإرهابية نظرا لسهولة وسلاسة تداول المعلومات بعد انشاء شبكة الإنترنت العالمية الخاصة بالمبادرة.
– ما أهم المشروعات التي سيقيمها المنتدي ؟
الاهتمام بالبنية التحتية للدول الأعضاء وإقامة العديد من المشاريع المهمة مع عمل صيانة شاملة لكل المرافق وطرق المواصلات لرفع مستوي سلامة الطرق والمواصلات فضلا عن التعاون فى مجال الطاقة وتقديم التسهيلات الاستثمارية والتجارية وخلق بيئة محفزة للتجارة الدولية والاقليمية وبناء منطقة تجارة حرة بين الدول المشاركة والترابط المالي بينها، ولذلك فإن هناك مبادرة مطروحة من أجل عمل نظام مستقر للعملات الاسيوية وتسوية الحسابات بين عملات الدول المشاركة فى المبادرة وكل هذا تمثل فى انشاء البنك الاسيوي للاستثمار بمشاركة صينية كبيرة وإنشاء صندوق طريق الحرير وانشاء بنك التنمية لمجموعة دول “البريكس” التي تضم 5 دول وهي:البرازيل روسيا الهند الصين وجنوب افريقيا والهدف من كل هذه المبادرات هو دعم المصير المشترك وانشاء منتدي دولي لبناء الحزام والطريق وهو الذي يجتمع فيه الاعضاء فى بكين فى الوقت الحالي.
– ما تصنيف الدول المشاركة فى هذا المنتدي ؟
معظمها الدول نامية، كما أن الصين تهتم بالدول العربية اهتماما كبيرا ونجد ان هناك العديد من مراكز الفكر الصينية تهتم بدراسة طريق الحرير الجديد ولا سيما أهميته بالنسبة للدول العربية، ايمانا منهم بالارتباط المشترك بين الصين والدول العربية،خاصة أن الصين فى حاجة إلى النفط من أجل تنمية أقتصاداتها، كما تتمتع الدول العربية بموقع فريد نظرا لأنها تربط قارات اسيا وافريقيا واوروبا ببعضها البعض فضلا عن كونها سوقا كبيرا بالنسبة إلى الصين،بسبب زيادة عدد السكان فى هذه الدول العربية لذا تم إنشاء منتدي التعاون العربي الصيني فى عام 2004 من أجل تعزيز التعاون والتكامل المشترك بين الصين والدول العربية، ونجد أن الدول العربية كانت أكثر تحمسا للعمل مع الصين فى هذه المبادرة، وتمثل ذلك فى الزيارات المتبادلة والوفود رفيعة المستوي بين الجانبين.

التعليقات متوقفه