فى مارثون رمضان وبعد تعثر الإنتاج السينمائى.. السبكى من السينما للدراما التليفزيونية

83

“نيوسنشرى” و”السبكى” من أحدث شركات إلانتاج السينمائي وقد قررتا خوض تجربة الإنتاج الدرامى والمنافسة على موسم رمضان القادم، هكذا تطالعنا الأخبار، فهل خوض هذين الكيانين الإنتاجيين التجربة الدرامية إعترافا صريحا منهما بتعثر الإنتاج السينمائى، ومن ثم قررا إقتحام المجال الأضمن والأكثر رواجا جماهيريا؟
أم أنها محاولات للسيطرة على أسواق جديدة إسوة بالسينما التى رفعا راياتهما على أرضها؟
“رمضان كريم”
“الحالة ج” هو اسم المسلسل الذى تخوض “نيوسنشرى” من خلاله تجربتها الدرامية الأولى وهو من بطولة الفنانة حورية فرغلى والنجم أحمد زاهر، ومن تأليف فايز رشوان وإخراج حسين شوكت، الذى ستخوض من خلاله حورية المارثون الرمضانى لأول مرة هذا العام.
المسلسل هو الإنتاج التليفزيونى الأول لشركة “نيو سينشرى” بعد عدد كبير من الأفلام السينمائية قدمتها خلال السنوات الماضية ومن بينها “جحيم فى الهند” و”كلب بلدى”و”كابتن مصر” و”أسماء” و”ديكور”.
فيما يقدم المنتج “أحمد السبكى” تجربته التليفزيونية الأولى وهى مسلسل “رمضان كريم” بطولة روبى وشريف سلامه وسيد رجب وريهام عبد الغفور وسلوى محمد على وأنعام سالوسة، والمسلسل من تأليف أحمد عبدالله، ومن إخراج سامح عبدالعزيز.
سرقة الأفلام
من جانبها ترى الناقدة خيرية البشلاوى أن اتجاه صناع السينما للدراما التلفزيونية مؤشر للعثرات التى تعانيها الصناعة مقابل الانفتاح الذى يعيشه سوق الدراما التلفزيونية خصوصا مع زيادة عدد الفضائيات الجديدة والتى تضخ أموالا طائلة من أجل الإنتاج، يضاف لذلك “كعكة” الإعلانات والتى تغرى العديد من المنتجين لاقتناص نصيب الأسد منها، بعكس السينما التى تعانى الكثير من المشاكل، فى مقدمتها مافيا سرقة الافلام وطرحها على شبكة الانترنت، وهو ما يضرب الصناعة فى مقتل و يكبد منتجيها خسائر طائلة، يضاف لذلك أن الدراما الآن لديها جمهور عريض وخصوصا فى شهر رمضان، بدليل إقبال العديد من النجوم للتواجد من خلالها مقارنة بالسينما التى انخفض إنتاجها جدا، و لم تعد تحمس النجوم للإطلال من خلالها.
أعربت البشلاوى عن عدم تفاؤلها بدخول هؤلاء المنتجين إلى الصناعة لأنهم يتعاملون مع المنتج الفنى باعتباره تجارة وليس منتجاً ثقافيا.
تحقيق المكاسب
على الجانب الآخر يرى الناقد هاشم النحاس أن المنتج يمكنه خوض أى تجربة طالما لديه الرغبة فيها، لكن السؤال يكمن فى نوعية “المنتج” نفسه، وهل يناسب بالفعل جمهور التلفزيون، خصوصا وأن منتج مثل السبكى معروف مسبقا النوعية التى يقدمها والتى تلقى دوما الكثير من الإنتقادات، فهل يعى جيدا شروط العمل فى الدراما التلفزيونية؟، أم أن الرغبة فى تحقيق المكاسب هو الهدف الذى يسعى خلفه البعض بغض النظر عن السلبيات التى ستخلفها التجربة.
الأكثر ربحا
المخرج السينمائى طارق أبو العلا بدوره يتساءل عن سبب حماس هؤلاء المنتجين لرفع راياتهما على جبهة الدراما، وهل هى مجرد محاولة منهم لتعويض خسائرهم فى السينما خصوصا بعدما خطفت الدراما الأضواء والبساط من تحت أقدامهم سواء ما يتعلق بالجمهور أو بالنجوم الذين فيما يبدو أدركوا أن الدراما التلفزيونية أهم بوصفها الأكثر ربحا، كذلك تحقق جماهيرية فى حال نجاحها.
ويواصل أبو العلا أن المسلسلات التليفزيونية خطفت جزءا كبيرا من صناع السينما ومن جمهور موسم الصيف السينمائى لأن هذا الموسم يتزامن مع شهر رمضان الموسم الدرامي الرئيسى فى مصر، كما أثبتت الدراما التليفزيونية فى السنوات الأخيرة أنها على المستوى الاقتصادى والأرباح مضمونة بطريقة كبيرة أكثر من السينما متقلبة المزاج والإيرادات.
وخلال السنوات الأخيرة ورغم كل ظروف الإنتاج السيئة فى مصر كان المسلسل يتم إنتاجه وتوزيعه وبيعه بشكل أسهل وأسرع من الفيلم، فالمسلسل يباع للقناة والمعلن لا ينتظر الإيرادات من خلال كل تذكرة، والمنتج فى العمل الدرامى التليفزيونى ليس مضطرا لأن ينظر إلى الإيرادات ومتابعتها وهل ستنجح فى موسم وموسم آخر لا ينجح أو أن الموزع يرفع فيلمه من قاعات السينما، لكن المهم فى هذه الحالة تقديم أعمال فنية جيدة.
منتجو السينما
هل يعنى ذلك أن صراع الفضائيات على الدراما هو السبب وراء حماس منتجى السينما لخوض التجربه؟
المخرج السينمائى الدكتور على الغزولى يرى أن الفضائيات بالفعل تتصارع على الانتاج الدرامى سواء فى موسم رمضان أو فى غيره لتغطية ساعات الإرسال الطويلة، بدليل ظهور مواسم عرض أخرى بديلة نجحت فى تثبيت أقدامها خلال السنوات السابقة، الأمر الذى حمس جهات إنتاج أخرى على خوض التجربة، لأن جمهور هذه الأعمال موجود طوال العام بعكس السينما التى لها مواسم محددة، يضاف لذلك الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التى يعيش فيها المواطن والتى تركت أثارها السلبية على صناعة السينما حيث انخفضت الايرادات جدا فيما عدا جمهور مواسم الأعياد، إذ أن السينما باتت متعتها عبئا على كاهل المواطن مقارنة بالتلفزيون الذى لا يكلف جمهوره أية أعباء مالية و متوافر لهم طوال اليوم، ما يشجع المعلنين على الإعلان من خلال الفضائيات، ومن ثم الجميع يخرج رابحا من هذه القضية، بعكس السينما التى تعانى من الضرائب والمواد الخام والمعامل وغيرها الكثير من العوامل التى تعرقل الصناعة، الأمر الذى ساهم فى توجه أشهر منتجى السينما للدراما بحثا عن أرض جديدة يتواجدون من خلالها ويحققون أرباحا مضاعفة.

التعليقات متوقفه