ملتقى القاهرة الدولى الثانى للنقد الأدبى.. ضرورة الحوار مع «النص» والمجتمع

109

جاء ملتقي القارة الدولي الثاني للنقد الادبي، والذي حمل عنوانا رئيسيا “الحوار مع النص” حافلا بالعديد من الاطروحات والمناقشات حول مستقبل النقد الادبي فى العالم العربي، عبر رؤى متعددة لمجموعة متميزة من النقاد العرب والاجانب من اجيال مختلفة، فى محاولة للخروج من الازمة النقدية التي يعاني منها النقد.

وقد أكد حلمي النمنم- وزير الثقافة- فى افتتاح الملتقي على أن هناك أزمة حقيقية نظرا لأن كثيرا من النقاد غرقوا فى النظرية وابتعدوا عن التحليل النقدي الذي يخدم النص الابداعي.
وأشار د. احمد درويش – رئيس اللجنة المنظمة للملتقي –إلي أن “الحوار مع النص” قضية تتجاوزه إلى دائرة تمس جوهر مشكلة أمتنا، وتطرق الابواب بحثا عن بداية الخيط الذي نسج منه جميعا طرق النجاة والخلاص، وهو خيط “الحوار” الحوار الذي ادركنا جميعا فى غيابه مدي مرارة الألم والأسي الذي يحيط بنا جميعا وتقع آثاره على راغبي العيش والاستقرار، وإذا كان الجزء الكبير من غياب الحوار وتنمية ثقافية يقع على كاهل المبدعين من صناع الكلمة وناقديها ومندوبيها، فإن من واجبهم أن يؤسسوا أولا فى دائرتهم الضيقة مفاهيم راسخة للحوار ذاته وللنص وحدود سلطته وللاطراف التي تدور حول النص ارسالا واستقبالا أو تحليلا أو تذوقا أو تمتعا أو استفادة.
وأضاف د. درويش قائلا: إننا لو تمكنا من اقامة دائرة “الحوار” داخل صفوفنا المحدودة فى مجال النقد والابداع، لاعطانا ذلك مشروعية أن نتوجه للآخرين لكي نمد يد العون فى أن يصلح الحوار والفعل والحجة ما افسده الغضب والتحزب، وأن يقال وقتها إن مثقفى الأمة يمكن أن يكونوا جزءا من ادوات البحث عن بداية طريق الخروج بدلا من أن تتداخل اصواتهم كي تشكل جزءا من الفلسفة المضادة للحوار.
وتحدثت نورا عبدالقادر القط- فى كلمة اسرة الناقد الراحل د. عبد القادر القط والتي حملت الدورة اسمه عن الدور النقدي الثقافى الذي قام به والدها على مدار أكثر من ستين عاما ورئاسته لعدد من المجلات الثقافية مثل “ابداع” ولجنة الشعر؟ بالمجلس الاعلي للثقافة.
وتحدث د. هيبة هيتبوف – من اذربيجان – فى كلمة المشاركين الاجانب- عن دور النقد الادبي فى تثقيف الشعوب وتوعيتها فرسالته الرئيسية لا تتلخص فى تقسيم وتأويل الادب فحسب بل تواكب خلال سطورها سير الاحداث فى مجتمعاتنا ايضا.
واضاف هيبتوف، نحن فى اذربيجان نحب اللغة العربية، فالعربية لسان، فمن تكلم العربية فهو عربي، ومن هذا المنطلق فنحن ابناء الثقافة العربية شركاء لاخواننا العرب فى المحافظة عليها والدفاع عنها واحياء قيمها الحضارية ومازلنا نردد فى اذربيجان قول الشاعر العربي الكبير البحتري وهو يشيد بالمآثر الاخلاقية لاجدادنا مازلنا نذكر قوله :يا أهل حوزة اذربيجان الألي/ شادوا المكارم غيبا وحضورا”.
تطور الخطاب
وتضمن الملتقي عدة جلسات بحثية من خلال عدة دراسات وبحوث مختلفة فقدم د. جهاد عواض دراسة تحت عنوان “الحوارية فى روايات الاسلام السياسي”، وقدم د. حمزة قريرة بحثا عن “السرد التفاعلي” مؤكدا أننا أمام التطور الهائل لوسائل الاتصال والبرمجيات، واندثار الحدود الفاصلة بين الحضارات والأمم، عبر الوسيط الالكتروني، اصبح العالم بأسره فى بوتقة واحدة شماله غير بعيد عن جنوبه وشرقه يكاد ينطبق على غربه، انه عصر العولمة الالكتروية بامتياز، وتعد الالفية الثالثة التجسيد الاكثر واقعية لهذا الانفجار الذي لم يعرف حدودا بعد، وذلك على جميع المستويات والمتعلقات والجوانب الانسانية.
وتناول د. خيري دومة الجوانب السردية فى ابداعات الروائي الراحل ابوالمعاطي ابوالنجا.
وتناول د.سعد ابو الرضا “ملامح شعر الثورة” بداية من ثورة يناير حتي الآن.
بلاغة معاصرة
وقدم الناقد التونسي شكري الطوانسي دراسته تحت عنوان “نحو بلاغة معاصرة.. علم الاسلوب عند الحديث عند شكري عياد”، وأشار د.عادل ضرغام فى بحثه “الرواية التاريخية” إلى أن فى هذه المرحلة يبدو هناك نوع جديد من الرواية التاريخية يغاير ما كتب فى الماضي، ويختلف كذلك عما كتبه نجيب محفوظ فى بداياته السردية.
ومن ذلك رواية “البيت الاندلسي” لواسيني الاعراج و”مجنون الحكم” بنسالم حميش وكذلك روايته “العلامة”، ففى هذه الروايات أراد مؤلفوها أن يقدموا لنا هوية عربية المشرق والمغرب فى أن هوية متلبسة بالثبات، ومحاولة قراءة الماضي انطلاقا من الحاضر،

التعليقات متوقفه