مواطنون فى استطلاع رأى لـ«الأهالى»: الأسعار نار.. والحياة صعبة والضحكة غابت عن وجوهنا
تحقيق: احمد مجدى
مع تسارع وتيرة الحياة، والأزمات الاقتصادية، وبعد أحداث ثورتين، حدث تغير فى سلوك المواطنين وأصبح الاهتمام بالشأن العام أوسع، ولكل مواطن رأى فى الأحداث، وهو الأمر الذي جعل «الأهالي» تتنقل بين الناس لتسمع منهم عن رأيهم فى الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر..
فى البداية تقول أم محمود، بائعة مناديل بمنطقة وسط البلد، ان الحياة اصبحت صعبة، على الجميع، وحتى ان الضحكة غابت من وجوه المصريين فى كثير من الأحيان نظرًا لضيق الأحوال، وترجع مثل تلك الأمور إلى تدهور الظروف الاقتصادية بشكل كبير.
وأضافت «أم محمود» لـ «الأهالي»، انها ليس لديها أى دخل سوى من بيع المناديل، والسجائر للمارة، كما تعيش معظم يومها فى الشارع بينما تنام فى فى النهاية فى غرفة أشبه بالقبر وليس بها أي شيء للحياة، ولا يشغلها فى الحياة سوى المأكل والمشرب حيث تتمحور حياتها على فكرة كيف ستحصل على قوت يومها، مشيرة الى انها لا تتابع اي اخبار من اي نوع ولا تعرف شيئا عن السياسة والحياة العامة وحالها لم يتغير منذ وقت طويل.
انتماء
أما محمد رشاد، بائع لمشروب العرقسوس متجول، قال : انه احيانًا لا يشعر بانتمائه للبلد، ويتمنى أن يسافر للخارج، وأن الشعور بعدم الانتماء لا يراوده وحده بل ينتشر بشكل كبير بين الشباب فالجميع أصبح يحلم بالسفر للخارج نظرًا لضيق الأحوال الاقتصادية حيث أصبح أقصى أحلام الشباب إيجاد عمل ثم الزواج، متهمًا السلطات المتعاقبة للحكم فى مصر بالتسبب فى مثل تلك المشاعر لدى قطاعات كبيرة فى أوساط الشباب.
وأكد «رشاد» أن مصر ليست فقيرة كما يقولون دائمًا ولكنها منهوبة منذ الأزل كما تعاني من سوء الإدارة والفساد والمحسوبية وانعدام تكافؤ الفرص، قائلاً : ابن الدكتور بيطلع دكتور، وابن المهندس بيطلع مهندس، وحتى ابن الرئيس كان عايز يطلع رئيس، وكأنها عزبة ليست دولة.
واختتم رشاد كلامه قائلًا: «إحنا مش عايزين حاجة غير اننا نشوف بلدنا حلوة ومتقدمة زي باقي العالم، وعايزين الشباب يلاقوا شغل ويتجوزوا، ويعرفوا يعلموا ولادهم احسن ماهم اتعلموا، مش عايزين نتظلم اكتر من كده دي بلدنا ولينا حقوق فيها».
فى مزرعة الجبل الأصفر بمنطقة الخانكة قال عم جلال الصعيدي، إنه أمضى 40 عاما من عمره فى خدمة الوطن كعامل فى المزرعة، وظل يسكن فى بيت صغير بسقف خشبي، وعندما خرج على المعاش، واصابه مرض الشلل لم يجد من يسأل عنه، مضيفاً، أن بسبب أمور إجرائية لا دخل له تريد الحكومة طرده من بيته الذي عاش فيه عمره كله بسبب عدم التمليك، وهذا ليس حاله وحده بل حال 47 أسرة لم يشملها قرارات التمليك من الدولة لأسباب لا يعلمونها.
وأضاف عم جلال، ان قرارات الإخلاء مكتوب بها أن منزله الذي لا سقف له، عبارة عن «فيلا»، وان الشرطة كلما أتت لتنفيذ الاخلاء يرفض هو والآخرون الأمر، لكنهم يريدون حلا جذريا بتمليك بيوتهم مثلما تملك باقي أهل المزرعة.
المعونات
وعن رأيه واهتمامه بالشأن العام، قال: انه لا يمتلك تليفزيونا ولا يتابع اي اخبار، ويعيش على المعونات التى يتلقاها من الجيران، كما يحصل على 700 جنيه كمعاش بعد 35 سنة عمل، وطالب المسئولين بالاهتمام بالفقراء، أو حتى تركهم فى حالهم بدلاً من محاولات طردهم من بيوتهم أو تزويد الاسعار كما يحدث دائما.
يعمل سيد مصطفى كعامل نظافة فى حي السيدة زينب، وعن رأيه فى الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر قال إن أكبر الأزمات الحالية هي زيادة الأسعار بشكل كبير جداً، وهو ما يجعل الحياة صعبة جداً على الجميع وبالأخص الفقراء، مؤكداً أنها ليست المرة الاولى التي تزيد فيها الأسعار، ولكنها المرة الأكبر التي تتضاعف فيها الأسعار بهذا الشكل فى حياته.
وأَضاف سيد أن الأحوال الاقتصادية فى مصر تدهورت بشكل كبير جدًا بعد 2011، فجميع الأشياء تضاعفت أسعارها حتى المواصلات، وكنا نأمل أن تتحسن الأوضاع ولكن حدث العكس، مشدداً على أن له 3 أولاد فى مراحل التعليم المختلفة، ويضطرون إلى العمل للمساعدة فى المصاريف، وأنه يعمل ليلاً فى مقهى حتى يستطيع أن يوفر لأسرته قوت يومهم.
وأكد سيد، أنه ايام الرئيس مبارك كانت الحياة صعبة ايضًا ولكنها كانت محتملة عن الأمور الحالية، مطالباً الرئيس السيسي بالشعور بالمواطن الفقير الذي وصفه بالذي لم يجد من يحنو عليه من قبل، وان يحاول ان يرسى العدل بين الأغنياء والفقراء، واصفًا مصر بأنها بلدان متداخلان أحدهما للأغنياء فى الكمباوندات والآخر للفقراء فى العشوائيات.
ويقول عم صلاح الحلواني، إنه مشاركته فى ثورة يناير جاءت عن طريق التعاطف مع الشباب فقط، ولكنه بعد ذلك بدأ الاهتمام بالشأن العام ومتابعة البرامج التلفزيونية لمحاولة فهم ما يجرى فى مصر، وهو الامر الذي يرى انه مفيد له على الاقل، مضيفاً: كنت فيما قبل لا اهتم سوى بعملي فى المحل الذي ورثته عن والدي لبيع الحلويات، واحوال اسرتي.
وعن تحليله لما يحدث فى مصر، قال إنه يرى ان مصر تحتاج الى ثورة فى العمل والانتاج والتحديث وليست فقط ثورة فى الشوارع، وان التقدم لا يأتي سوى بخطط واضحة ومحل توافق من الشعب كله، الذي يجب ان يكون شريكا اساسيا مع حكومته فى الامر، وهو الامر الذي لا يحدث، فنحن فى السنوات الماضية رأينا وزراء اكثر من قدرتنا على الاحصاء، ولكن قليلين جداً من استمروا فى اماكنهم وحققوا نجاحات اما الاخرين فيأتون ويذهبون ولا نشعر بهم.
طموحات
وأضاف «الحلواني» الدولة يجب ان يكون لها خطط ثابتة يتم تنفيذها بغض النظر عن اسم الرئيس او الوزراء، ويجب ان يعرف الناس ان تلك الخطط ستعود عليهم بمكاسب متوقعة، وانهم شركاء فى البناء، مشدداً على انه ليس علينا ان نخترع فمن الممكن ان نستفاد من تجارب الدول التي كانت ظروفها مثل ظروفنا وتقدمت.
التعليقات متوقفه