شكشكة: لا لمكبرات الصوت فى التراويح

66

أعرف أن كلامى سيكون ثقيلا على الكثيرين، ولكننا فى شهر النقاء والصدق والمصارحة ينبغى أن نفتح قلوبنا بلا خشية من أحد.
اذا كانت وزارة الأوقاف كما يؤكد دائما الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف تعمل وفق رؤية ورسالة واضحة ووفق الشرع وتسعى لترسيخ الدين، وإذا كانو يحرصون حقا على التوازن بين العبادة والعمل وفقا لقاعدة أن الشرع يدعو لأهمية قضاء حوائج الناس الضرورية…الخ.
فما معنى ما نشر فى الصحف أن سيادة الوزير “شدد” على عدم منع الوزارة استخدام مكبرات الصوت فى أداء صلاة التراويح أو التهجد، ولماذا تشغل الوزارة نفسها بتنظيم استخدامها؟!
المؤكد أن صلاة التراويح ليست من الشعائر الأساسية التى لا يكتمل الصيام إلا بها، وأن العديد من المسلمين لا يحرصون عليها رغم حرصهم على الصوم والصلاة، وإذا عدت للمراجع الفقهية ستجدهم يجمعون على أن الرسول عليه الصلاة والسلام صلاها فى جماعة ليلتين ثم ترك الاجتماع عليها؛ مخافة أن تُفرض على أمته، كما ذكرت ذلك عنه أم المؤمنين عائشة، وامتنع عن الخروج فى الليلة الثالثة فلما أصبح قال:”قد رأيت صنيعكم، فما يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم.”
ولذلك لم يثبت فى حديثه عدد ركعات صلاة التراويح، وإن كانت السيدة عائشة- رضى الله عنها- قد ذكرت أنه -عليه الصلاة والسلام – صلاها إحدى عشرة ركعة، ولكن هناك من ابتدع زيادة عدد الركعات الى عشرين ركعة وست وثلاثين ركعة !..
ولن ندخل فى نقاش ما إذا كانت صلاة التراويح سنة مؤكدة بدأها الرسول عليه الصلاة والسلام،أم بدعة استحسنها عمر بن الخطاب- رضى الله عنه – ولا نود الدخول فى متاهات الخلاف حول صلاة التراويح بين أئمة السنة الذين يستحسنونها والشيعة الذين ينكرونها،ويرون أنها كانت بدعة وسنة استحسنها الخليفة عمر ولم يشرعها النبي ولم يسنها. وما إذا كان من الأفضل تأديتها فى البيوت كما روى عن الرسول عليه السلام ” فصلوا أيها الناس فى بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة ” وأن نوافل شهر رمضان تقام فرادى.
سنترك كل هذه الأمور لشيوخنا الأفاضل وعلمائنا المتخصصين لعلهم يتفقون عليها.ولكننا نتساءل كيف يضمن الوزير أن تلبى مئات الآلاف من المساجد والزوايا رغبة الوزارة وتعليماتها بالاعتماد أساسًا على السماعات الداخلية مع جواز استخدام الخارجية حال زيادة عدد المصلين ووجودهم خارج المساجد، على أن تلبى السماعات الخارجية احتياجاتهم لسماع القرآن وأداء الصلاة، بلا تفريط فى عدد السماعات أو توزيعها بلا حاجة أو التشويش على المصلين بمساجد أخرى، وحفاظا على ظروف المجتمع وليس منعا للصلاة أو سماع القرآن كما ادعى البعض خطأ».
لقد بحت أصوات المواطنين من الشكوى من المساجد والزوايا التى يصر أئمتها على تجاهل تعليمات الوزارة و إذاعة الصلوات الخمس كاملة بالميكروفون فى الأيام العادية،فما بالك بما سيحدث فى رمضان وبعد أن “شدد” سيادة الوزير على عدم منع الميكروفونات ؟!!!
إن مراعاة ظروف المجتمع مراعاة ظروف المواطنين وذوى الاحتياجات الخاصة من مرضى أو طلاب، تقتضى إلغاء مكبرات الصوت تماما إذا كنا نريد عدم التشويش على المصلين، مع كثرة أعداد الزوايا والمساجد والمصلين بها كما يعترف سيادة الوزير.

التعليقات متوقفه