الصلابى وبلحاج.. وانضم إليهما شعبان هدية.. أخطر ثلاث شخصيات ليبية تنفذ الأجندة القطرية ضد مصر

145

تقول أحدث التقارير الأمنية إنه توجد ثلاث شخصيات ليبية تعد الأخطر التي تعمل على تنفيذ الأجندة القطرية التخريبية ضد مصر فى الوقت الراهن. اثنان من هذه الشخصيات ورد اسماهما فى لائحة الإرهاب المرتبطة بدولة قطر والتي أصدرتها الدول الأربع، مصر والسعودية والإمارات والبحرين. وهما: على الصلابي، القيادي فى جماعة الإخوان. وعبد الحكيم بلحاج، القيادي فى الجماعة الليبية المقاتلة. أما الشخصية الثالثة فاسمه شعبان هدية.
ولم يرد اسم شعبان هدية، المقيم فى بلدة الزاوية فى غرب طرابلس، فى لائحة الإرهاب الأخيرة. لكن معلومات مستقاة من مصادر أمنية تقول إنه أصبح خلال الأسابيع الأخيرة نقطة ارتكاز مهمة كل من الصلابي وبلحاج، من أجل المساعدة فى تنفيذ خطتين تسيران جنبا إلى جنب. الخطة الأولى تستهدف مصر بشكل مباشر، وقصيرة المدى، والثانية تستهدف مصر أيضا لكن بشكل غير مباشر وطويلة المدى.. وبحسب التقارير الأمنية تشرف على الخطتين شخصيات قطرية. بالنسبة للخطة الأولى يقوم الإرهابي على الصلابي بمتابعتها مع شعبان هدية الذي يرأس غرفة عمليات ثوار ليبيا. وتتلخص الخطة فى التعاون مع هدية من أجل أن يحيي خلاياه الإرهابية النائمة والموجودة فى محافظة الإسكندرية لتنفيذ أعمال تخريبية فى المدن المصرية قبل العيد أو خلال فترة العيد.. ومعروف أن هدية الذي يلقب أيضا باسم شعبان الزوي أو شعبان الزاوي، نسبة إلى مدينة الزاوية، سبق القبض عليه قرب الإسكندرية، أثناء زيارته لمصر، فى بداية 2014، لاتهامات تتعلق بصلته بالإرهاب. وردت الميليشيات التابعة له فى طرابلس حينذاك باختطاف أفراد البعثة الدبلوماسية المصرية فى ليبيا، إلى أن أطلقت مصر سراحه، لإنقاذ حياة أفراد السفارة المصرية فى ذلك الوقت.
أما الخطة الثانية فيتولى متابعتها مع شعبان هدية الإرهابي عبد الحكيم بلحاج، وترمي إلى تحديد الموقع الذي أصبح يقيم فيه سيف الإسلام القذافي، عقب إطلاق سراحه، من أجل اغتياله، وبالتالي خلق فتنة داخل الكتل السياسية والقبلية وداخل الجيش، وصب مزيد من الزيت على النار فى ليبيا للقضاء على المحاولات المصرية لإحلال السلام والاستقرار فى هذا البلد المجاور.
ورصدت الأجهزة الأمنية تحركات “الصلابي – هدية” فيما يتعلق بإيقاظ الخلايا النائمة فى مصر. وطلب الصلابي من هدية، قبل أسبوع، أن يتصل مع معارفه فى الإسكندرية، لكي يوفر له أربع أو خمس شقق لإيواء متطرفين مصريين قادمين من ليبيا إلى مصر، لتنفيذ أعمال تخريبية. وتبدو المهمة عاجلة بسبب ضغوط من قطر على الإرهابي الصلابي لتنفيذ تفجيرات فى مصر بأسرع وقت ممكن للانتقام من التحركات المصرية ضد قطر.
وتبين من المتابعة الأمنية أن هدية يعتمد على بعض أقاربه ومعارفه فى الإسكندرية من أجل توفير الشقق المطلوبة للعناصر الإرهابية التي يرسلها الصلابي من ليبيا إلى الإسكندرية، ومن ثم الانتقال لتنفيذ أعمال تخريبية فى باقي المدن المصرية. ومن بين هؤلاء المعارف صاحب مطعم فى الإسكندرية يجري فى الوقت الحالي البحث عنه لتحديد موقعه بالضبط، ويدعى “الشيخ ياسر”، وينتمي إلى جماعة الإخوان. وبالإضافة إلى مقره فى الإسكندرية، لدى “الشيخ ياسر” شقة وأقارب فى القاهرة.. ومن الأمور التي أثارت دهشة الأجهزة الأمنية التي تتابع تحركات “الصلابي- هدية”، أن شعبان هدية هذا مكلف من المجلس الرئاسي الذي يرأسه فايز السراج، والمدعوم من المجتمع الدولي، بحماية وتأمين مجمع مليتة للغاز الطبيعي. ويقع المجمع فى البحر المتوسط قرب بلدة الزاوية. ويعد مصدر الغاز الطبيعي الرئيسي الذي يتم تصديره من ليبيا إلى إيطاليا. ولاحظت الأجهزة الأمنية أن تعيين هدية على مجمع الغاز جاء بتوصية وموافقة من الجانب الإيطالي وبعثة الأمم المتحدة فى ليبيا.. وارتبط هدية بالتنظيمات المتطرفة منذ وقت مبكر. حيث كان ضمن المجموعات المتشددة التي ظهرت فى ليبيا فى مطلع تسعينيات القرن الماضي. وهرب فى ذلك الوقت إلى اليمن. ومكث فيها حوالي عشر سنوات. وكان الإخواني، الصلابي، يتردد على اليمن أيضا خلال تلك الفترة. لكن لم يعرف عن هدية ارتباطه تنظيميا بجماعة الإخوان.
الخطة الثانية التي ظهر فيها اسم هدية خلال الأسبوعين الماضيين، ارتبط بالإفراج عن سيف الإسلام نجل القذافي. وحسب التقارير الأمنية، تريد شخصيات قطرية التخلص من سيف الإسلام. وهذه الشخصيات القطرية تمكنت خلال الشهور الماضية من التوفيق بين الصلابي وبلحاج للتعاون معا، ضمن تيار عام من المتطرفين فى ليبيا تقوم قطر برعايتهم وتمويلهم.. ويبدو من الاتفاق الذي تم بين بلحاج وهدية أن الهدف هو تحديد موقع سيف الإسلام وقتله. وجرى تخصيص أربعة ملايين دينار ليبي (حولي مليون دولار) لهذا الغرض. وحصلت الأجهزة الأمنية على معلومات تقول إنه جرى تحويل مليون دينار كدفعة أولى، وتخصيص أجهزة مراقبة متقدمة، من أجل أن يجند هدية رجاله فى ليبيا لمعرفة المقر الجديد الذي يقيم فيه سيف الإسلام.
ومن المعروف أن الإفراج عن سيف الإسلام بدأ يسهم فى تهدئة الأجواء المحتقنة فى ليبيا، قبليا وعسكريا، منذ مقتل القذافى فى عام 2011. ويعول على أن يكون خروجه وخروج عشرات من قيادات النظام السابق خطوة فى طريق بناء الثقة والاستقرار فى بلد يعج بالفوضى والمتطرفين وأصبح طوال السنوات الست الماضية يمثل خطرا على الأمن القومي المصري.
ويمكن أن يؤدي قتل المتطرفين لسيف الإسلام، إلى قلب كل شيء رأسا على عقب، وإفشال الجهود المصرية لاستعادة الدولة الليبية لنفسها. وتركز الخطة القطرية التي ينفذها تحالف “بلحاج- هدية” على سرعة التخلص من سيف الإسلام، داخل ليبيا، وهي تخشى من أن يتمكن من السفر والاستقرار فى مصر أو روسيا وإدارة المصالحة الليبية من الخارج، وبالتالي فضح نجل القذافى للدور القطري فى تدمير ليبيا فى 2011، وفضح الدور القطري فى الاستمرار فى إثارة القلاقل فى ليبيا منذ مقتل القذافى حتى الآن.
وتضمنت خطة “بلحاج- هدية” البحث تحت كل حجر فى ليبيا عن سيف الإسلام. ومنها أن تتم مراقبة أحد المقربين من سيف الإسلام فى بلدة بني وليد، ويدعى “الفقهي”. ومعروف أن بلدة بني وليد هي معقل قبيلة وروفلة التي رفضت تدخل حلف الناتو لتدمير ليبيا.. كما تضمنت الخطة مراقبة التحركات فى مدينة البيضاء التي يوجد فيها أخوال سيف الإسلام، من قبيلة البراعصة. وجرى تحديد اسم صديق قديم لوالد سيف، من أجل مراقبته للتوصل إلى نجل القذافي، ويلقب هذا الصديق بـ”الصافي” ويقيم فى شرق ليبيا. كما تشمل خطة البحث مدن ومعاقل قبلية فى الجنوب والوسط.

عبد الستار حتيتة

التعليقات متوقفه