أحدهم كتب على «الفيس بوك».. اشتريت ملابس العيد على خير.. أحوال الأئمة وأعضاء تدريس الأزهر لا تسر «عدو ولا حبيب» !

150

اعتبر عدد من أئمة الأوقاف، الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد واحدة من أهم أسباب شكواهم المتكررة من ضعف المقابل المادي عن مواجهة تكاليف الحياة، حيث كتب أحدهم عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام من عيد الفطر يقول:” الحمد لله اتممت ملابس العيد لابنائي على خير”؛ كلمات تعبر عن هم قد ازيح عنه، لطالما بحث آخرون عن تلك الفرحة التي يصفونها بالمهمة الشاقة أو المستحيلة، مؤكدين أن ارتفاع مستوى المعيشة أفقد بهجة الاعياد، والمناسبات، فضلا عن بدل الزي الازهري الذي لم يعد مجديا بعد تعويم الجنيه فكأنه لم يكن خاصة فى المناسبات الكبرى كشهر رمضان والأعياد، مطالبين وزير الاوقاف الدكتور “محمد مختار جمعة” العمل على إعانتهم فى توفير مقابل يليق بمكانة الإمام ويحفظه من العمل بالمهن التي لا تليق به وبعلمه.
أئمة الاوقاف
وقال كبير مفتشين بأوقاف بنها، إن الأئمة يعانون مثل باقية الشعب من تعب وإرهاق نتيجة غلاء الأسعار وتعويم الجنيه، لافتا الى أنه بالرغم أن بدل الائمة ساهم فى تحسن أوضاعهم قليلا إلا أن تعويم الجنيه، أدي إلى انتكاستها من جديد، وعاد وضعهم من حيث بدأوا إلى ما كانوا عليه فى السابق.
وأوضح أن تحسين الزي والمنابر تحول من منحة كاملة إلى أجر نظير عمل مشروط على يد بعض الزبانية فى الوزارة والذي يعملون على إنقاصه لأسباب مختلفة تتبع الأهواء الشخصية فى كثير منها.
وتابع، إذا تقدم أحد بإجازة يخصم منه نظيرها إذا كانت أيام جمعة، لافتا إلى أن نفس التحسين يصرف فى الأزهر دون شروط وكاملا بلا استقطاعات، بالإضافة إلى صرفهم المكافأة السنوية كوعاظ أو مدرسين من 200 إلى 600 يوما، وصرف منح مقطوعة 500 جنيه كل شهرين أو ثلاث، بينما الإمام لا يجد سوي 300 جنيه يخصم منها ضرائب أو استقطاعات كثيرة.
من جهته، أكد الشيخ “محمد ماهر”، إمام وخطيب بالشرقية، أن الإمام والخطيب فى مصر أصبح ظروفه المادية أصعب ما يكون، خاصة أن الراتب والبدﻻت ضعيفة، وتقوم الوزارة بالخصم من الألف جنيه من تحسين الزي وصعود المنبر يصل إلى الربع.
وتابع، الإمام فى احتياج لنظرة من القيادة السياسية لتحسين وضعه حتى يتفرغ للدعوة، مشيرا إلى أن الإمام كي يعيش فى عيشة متوسطة يضطر إلى أن يعمل صباحا فى مهنة أخرى أحيانا تكون مهينة له كفران أو سائق توكتوك أو مبيض محارة.. إلى آخره من المهن.
وناشد إمام الشرقية، الوزير “مختار جمعة” أن ينظر للدعاة نظرة عطف على أبنائه الذين أطاحت بهم هموم الحياة فى ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نرجو من الله أن تمر منها مصر على خير، مشددا أن مبلغ 2800 وأحيانا 3000 جنيه لم تعد كافية لمدة عشرين يوما من الشهر فى ظل احتياجات الأسرة المختلفة من أدوية وملابس، وأطعمة، ومدارس، وأطباء، وغيرها من الأشياء التي ارتفعت أسعارها بشكل رهيب.
فيما أكد إمام بأوقاف الجيزة، فضل عدم ذكر اسمه، أن الإمام ليس له قيمة عند الوزارة حيث إنه لو قام أحد بشكواه فتتم معاقبته سريعا بخصم بدل الزي وصعود المنبر منه، بينما لو تم الاعتداء عليه، فلا شيء تقوم به الوزارة من قريب أو بعيد له، لافتا إلى أن المرتب لا يتجاوز 2100 جنيه، بالبدلات فى حال عدم توقيع خصم عليه.
وتابع، أئمة إسكندرية يفرقون عن جميع المحافظات بما يزيد على 200 جنيه، لتطبيق الحد الأدنى عليهم، مشيرا إلى أن بدل الزي وصعود المنبر لا يتجاوز 815 جنيها، ما يجعل الإجمالي لا يكفى للغلاء المعيشي؛ ويضطر الإمام إلى العمل بمهن أخري كالعمل فى “المقاهي، صالونات الحلاقة، أفراد أمن، دروس خصوصية”.
وأضاف، لدي 3 أولاد سيحتاجون ما لا يقل عن 1500 جنيه، أقل شيء لملابس العيد، فيما نحن لا نجد زيا أو جبه حيث تحصل الإدارة على 12 جبه ولديها 100 إمام، وتقوم الوزارة بصرف مكافأة 300 جنيه نحصل منها على 250 جنيها، لا ندري أين نصرفها، وسط هذا الكم من المصاريف والمعاناة.
بينما أكد أحد أئمة شمال سيناء أن الأئمة ظروفهم قاسية للغاية، وأن رواتبهم لا تتجاوز 930 جنيها، فى ظل تأخر صرف تحسين شهر إبريل إلى الآن، لافتا إلى أن الوزارة لا تراعي حال الأئمة التاركين لبلادهم والمقيمين فى نطاقها.
وأوضح أن الأمر بحاجة إلى إعادة نظر خاصة أن الأمور لا ترتبط بأعياد فقط بل بمعيشة كاملة وأسر تجد أنفسها أمام ضآلة ما يحصلون عليه من أموال إلى العمل فى وظائف متنوعة، مشددا أن الإمام قد يضطر إلى قيادة “التوك توك”، أو الوقوف بمحلات البيع وغيرها من المهن المكملة، خاصة أنه مطالب بالاطلاع والقراءة وتطوير الأداء وأن يكون مثله مثل الجندي فى اليقظة والدفاع عن مسجده، وإلا سيكون عرضة للحرمان من البدل، لكن حينما يخطف أو يعتدي عليه فلا حياة لمن تنادي.
خطباء المكافأة
وفى السياق ذاته أكد “رضا موسي” المتحدث باسم خطباء المكافأة، أن وزارة الاوقاف استغنت عن4500 من خطباء المكافأة على مستوى الجمهورية، خاصة انهم يدركون ان ليس لدينا مصدر رزق سوى هذه الوظيفة، مشيرا إلى انهم يصنعون الأزمات مع رجال الدعوة التي تحارب الإرهاب، وذلك بقبول 10 أئمة فقط من ثلاثة آلاف، فى المسابقة التي اعلنت عنها وخاضتها الاوقاف للتعيين، بهدف تحسين صورتها، فكيف تحارب الإرهاب بــ 10 دعاة فقط للزوايات والمصليات، مؤكدا انهم قاموا بعدة وقفات احتجاجية فى أكثر من مكان، للمطالبة بتعيينهم خاصة انهم يتقاضون 140 جنيها، متسائلا.. ماذا يفعل هذا المبلغ الضئيل فى ظروف ارتفاع مستوى المعيشة من سلع غذائية واستهلاكية.
بينما أشار “أحمد عارف” أحد ممثلي خطباء المكافأة، أن وزارة المالية خصصت ثلاثة آلاف درجة وظيفية للأوقاف، وهذه الوظائف تحتاج إلى دعاة الوسطية والاعتدال، فالذي تنطبق عليهم شروط المسابقة التي قامت بها الوزارة أقل من هذا العدد بكثير، ورغم ذلك تم تجاهلنا وترك المساجد والزوايا للسلفيين، ونحن نعاني البطالة، وارتفاع الاسعار، وخلافه، خاصة اننا من خريجي كليات الازهر، الا اننا نعمل فى مهن مختلفة كالعمل فى محال تجارية، موبيلات، وغيره.
وفى سياق متصل قال “احمد العدوى أحد ممثلي خطباء المكافأة ايضا بالشرقية، نحن أبناء الأزهر الشريف، ورغم ذلك نتقاضى راتبا شهريا 140، وندفع منه مواصلات، علاوة عن قيمة الزي الأزهري الذي يتعدى الألف جنيه، ونحن لا نملك إلا هذه الوظيفة، ونعمل بمهن مختلفة، وقال :العدوي” لدي ثلاثة ابناء فى مراحل التعليم المختلفة، ولا نعلم من اين تأتي كسوة العيد، ولكننا نعلم ان الله هو الرزاق، فالبعض لا يجد من 140 جنيها سبيلا فى تحقيق معيشة مناسبة، يلجأون الي الحرف المختلفة، فأمام بالغريبة فضل عدم ذكر اسمه منعا للاحراج، لا يجد نفسه الا مطالبا بالعمل فى مجال الاسمنت المسلح، الذي جعله يبتعد عن صلاة العشاء فى جماعة لفترة ليست بالهينة، فقط لاجل لقمة العيش، فيقول “بقالي أكتر من 15 ليلة ما صليت ركعة من العشاء والقيام لاني شغال فى الخرسانة من بعد الفطار مباشرة حتي قرب الفجر ثم انام من 4 فجرا حتي 8 صباحا، واعمل من 8 او 9 حتي قرب المغرب”، 12، وزميل أخر من خطباء المكافأة يعمل فى الحدادة من بعد الإفطار حتي الصباح، وذلك كل ليلة، ورغم ذلك نستقبل العيد بكل حب وفرح بوعد من الرحمان بغفران الذنوب.
هيئة التدريس
فى سياق آخر، أكد عدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن حال المدرس والمدرس المساعد والمعيد لا تختلف كثيرا عن الأئمة حيث يتقاضون 2800 للمعيد، تزيد بمقدار 500 جنيه للمساعد، وألف للمدرس، لافتا إلى أنه فى ظل الغلاء والتعويم تعاني فئة أعضاء هيئة التدريس أشد المعاناة فمن يمتلك أولادا فمصيبته مضاعفة، حيث لا يستطيع أن يقوم بالأعمال التجارية التي تناسب مكانته العلمية، كما أن أسعار الكتب لا تراعي الزيادة، ومع قلة عدد الطلاب يصبح الأمر غير مجدٍ.وتابعوا، يٌطلب منا أبحاثا علمية، فهل نقوم بصرف الراتب عليها؟، أم ننفق على أنفسنا بعد ارتفاع أسعار كل شيء، كما أن من لم يتزوج فظروفه أكثر صعوبة فكيف يمكنه أن يتزوج بهذا المبلغ الضئيل؟، وكيف يمكنه استكمال حياته العلمية؟

التعليقات متوقفه