فرقة الشوف المغاير.. جماليات الحرية

87

تعد فرقة الشوف المغاير المسرحية من الفرق التي تقدم خطابا مسرحيا جديدا عبر لغة بصرية مختلفة تعتمد على الادهاش، ورفض التصورات القديمة فى الرؤية المسرحية، فى محاولة جادة لاكتشاف الطاقات الكامنة داخل الممثل.

تأسست الفرقة على يد المخرج هشام علي، وقدمت مجموعة من العروض التي تزاوج ما بين التراث والمعاصرة، وتحاول قراءة الماضي بطريقة حداثية، حيث تعقد حوارا مفتوحا على الازمنة، لاكتشاف التفاصيل الانسانية التي قد لا يدركها المشاهد من الوهلة الاولي مثل عرض “طاقة شوف” والمأخوذ من نص مسرحي بنفس الاسم للكاتب الراحل علاء المصري، وهو عرض مركب يستكشف الماضي بعيون الحاضر.
ومن عروض الفرقة ايضا مسرحية “شخابيط” والتي قدمت على مسرح القاهرة للعرائس، ويتناول العرض قضايا بيئية تخص الانسان المعاصر، من خلال لغة مسرحية مبسطة تقرب المصطلحات العلمية إلى ذهن الاطفال.
وتقوم قصة العرض حول فكرة “تلوث الارض” ومحاولة احتلال الجراد لسطحها، وهذا يجعل بعض سكانها يلجأون للاختباء تحتها، كما يهرب الفئران والقردة من سطوة الجراد وسيطرته على الكوكب، ويتحد الجميع ليثوروا ضد ذلك وليوقفوا هيمنة هذا الدخيل، حتي يستطيعوا فى النهاية القضاء عليه والعودة مرة اخري إلى كوكبهم مؤكدين اهمية المحافظة عليه، وعدم تركه هكذا. حيث اصبح ضروريا البحث عن صيغ مثالية لنظافته وجعله جميلا.
والعرض من انتاج مسرح القاهرة للعرائس، ومن اشعار والحان محمد عزت، وموسيقي جمال رشاد، وتأليف ياسمين فرج.
خيال علمي
وينتمي العرض إلى أدب الخيال العلمي، لكنه يحمل دلالات واقعية، حول اهمية محافظة الانسان على البيئة المحيطة به، وقد تميز العرض بتنوع الديكور، وباستخدام العرائس بشكل لافت ومثير للدهشة، مما جعل حالة من الجذب لمشاهدة العرض.
ويؤكد هشام أنه حاول تقديم فكرة “الديمقراطية” من خلال لغة بسيطة- ذات بعد رمزي- قريب إلى مخيلة الاطفال، وهذا ما يحاول أن يقدمه فى معظم عروض الفرقة.
وتؤكد المسرحية الرسالة التي يقوم بها “مسرح العرائس فى اسعاد الاطفال الذي عانى لفترة طويلة خلال السنوات الاخيرة، من خلال مناقشة جادة للاحداث، ولكن بصورة مبسطة تتناسب مع عقلية الطفل، ومدي ادراكه للامور من حوله، مع احترامها لذكائه وقدرته على فهم الامور من خلال مرايا الطفولة الجميلة، مع الدعوة للامل والتفاؤل، وهذا ما يحاول العرض أن يقدمه. ولذلك يتم استخدام عدة اشكال مسرحية تدعو للبهجة منها استخدام العرائس، كذلك وجود تيمات غنائية تتكرر بين المشاهد المختلفة، مما يضع حالة من التشوق لدي المشاهد.
وقد شارك فى تمثيل العرض مجموعة من الفنانين الشباب منهم دعاء رمضان وعمر خلاف ومحمد شاكر ولمياء حمدي ومحمد سلام، ومحمد شبراوي، ونشوي اسماعيل ومحمود المصري، ونديم حجاب، وقام بتصميم المدربين فيليب بولس، وتصميم الاضاءة شكري عبد الله.
مسرح متخصص
ويعد تقديم مثل هذه العروض مجازفة- فى الوقت الراهن- لعدة أسباب اولها: أنها عروض مكلفة حيث تضيع العرائس وهذا يحتاج إلى المتخصصين المهرة فى هذا المجال وعددهم يتضاءل يوما بعد يوم. كذلك لم يعد هناك اهتمام حقيقي بمثل هذه الفنون رغم أنها تعطي خصوصية للعروض المسرحية، لأن بها جزءا من الهوية والخصوصية الفنية لدينا، والتي ورثناها جيلا بعد جيل.
وقديما كانت هناك “مدرسة العرائس” والتي كانت تابعة لمسرح العرائس وتم من خلالها تخريج عشرات الفنانين، والفنيين، فى هذا المجال الفني الحيوي والذي يتضاءل يوما بعد الاخر، وقد تخرجت فيها دفعات متعددة فقد تخرج فيها رواد هذا الفن مثل محمد عبدالسلام، وتهاني خليل، وشكري عبد الله، وهاني البنا واسماعيل الموجي، وجمال الموجي، ومن بعدهم حسام الشربيني وسيد رستم وهشام طلعت، وهناك بعض ابناء الجيل الجديد. وتحاول الفرقة العزف على وتر الانتماء، من خلال تلك العروض التي تعتمد على احدث ما وصل إليه مسرح العرائس فى العالم مع المزاوجة مع الفلكور المصري والعربي كأداة جذب للاطفال، وضمن مهرجان “ساقية الصاوي” المسرحي قدمت مسرحية “اولاد الفقرا” من تراث عميد المسرح المصري يوسف وهبي، وهي عرض اجتماعي يناقش القضية الطبقية فى النصف الاول من القرن العشرين، والمشاكل والهموم التي تعاني منها الطبقة الفقيرة المطحونة.

التعليقات متوقفه