هزيمة المؤامرة فى بنغازى.. 5 آلاف شهيد لتحرير ثانى أكبر المدن الليبية من الإرهاب .. والدول الغربية مستمرة فى حظر تسليح الجيش الوطنى

74

تم تحرير بنغازي من الجماعات المتطرفة. ومن حق أبناء المدينة أن يفرحوا. فقد قدم الليبيون حوالي خمسة آلاف شهيد طوال عامين من أجل تخليص ثاني أكبر المدن الليبية من شر الإرهاب. ولا بد من توجيه تحية خاصة للمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي الذي خاض الصعاب هو وضباطه وجنوده، من أجل الإصرار على الموقف.
موقف واضح أمام دول العالم الغربي التي لا يبدو أنها تريد خيرا بأبناء هذه المنطقة ومستقبلها. فقد استمرت الدول المسيطرة على قرارات الأمم المتحدة فى حظر التسليح على الجيش. مع محاولات مستميتة لتهميش قائده، وتجاهل تقديم أي مساعدات عسكرية أو طبية أو أي مساعدة من أي نوع. وأرسلت الأمم المتحدة مراقبيها إلى حدود ليبيا البرية والبحرية وإلى منافذها الجوية، للتأكد من أن الجيش لا يحصل على أسلحة.
ومن بين الوقائع المثيرة للسخرية من جانب الأمم المتحدة، قيامها بتوجيه وفد من موظفى المراقبة التابعين لها إلى ميناء طبرق البحري، بعد أن وصلتها معلومات تقول إن إحدى الدول الصديقة لليبيا أرسلت خمسين سيارة تستخدم فى الأغراض العسكرية إلى الجيش الوطني فى شرق البلاد.
ووصلت طائرة بعثة الأمم المتحدة الخاصة إلى مطار المدينة. وتوجهوا على الفور إلى الميناء. وهناك وجدوا سفينة عليها السيارات الخمسين، واتصلوا بقائد الجيش حفتر لكي يحضر ولكي يرى نفسه متلبسا بتلقي مساعدات، وخرق القرارات الدولية.
كان الجيش الوطني وقائده يخوضون، فى ذلك اليوم، معارك صعبة فى ضواحي بنغازي. وكانت الإمدادات العسكرية تصل إلى الإرهابيين عبر مطارات مصراتة ومينائها البحري. وكانت المراكب تقوم بنقل هذه الأسلحة المتطورة والإرهابيين القادمين من شتى بقاع الأرض، وإنزالهم أمام أعين العالم وأجهزة مخابراته، على شواطئ بنغازي للتصدي للجيش الوطني وجنوده.
ووصلت برقية بعثة الأمم المتحدة، وهي فوق السفينة فى طبرق، إلى حفتر. لكن قائد الجيش، ولأنه يعلم خفايا المؤامرات الدولية التي تدور ضد بلاده، رفض مقابلة أي من أفراد بعثة المراقبة. كانوا حوالي سبعة أفراد من جنسيات مختلفة. وكانت التعليمات التي جاءوا بها: إثبات واقعة وصول شحنة السيارات الخمسين، أولا، ثم الطلب من قائد السفينة عدم إفراغها فى طبرق والعودة بها من حيث أتى.
وحين تأزم الموقف، أرسل حفتر أحد ضباطه المعروف عنهم القدرة على المناكفة والتنكيل بالخصوم الوقحين من أمثال وفد الأمم المتحدة. وجاء الرجل من بنغازي إلى طبرق، ومعه الأوراق التي تثبت أن شحنة السيارات العسكرية تخص وزارة الداخلية الليبية، وأنها عبارة عن مساعدة من إحدى الدول العربية الصديقة لتقوية جهاز الشرطة فى منطقة تعج بالفوضى وبالإرهابيين واللصوص.
لكن بعث المراقبة الأممية أصرت على موقفها. واحتدم الموقف. وبدأ الضابط الليبي فى توجيه الاتهامات إلى البعثة. وقال إنه فى الوقت الذي يقف فيه أفراد البعثة لمنع دخول السيارات وتسليمها لوزارة الداخلية، يغضون الطرف عن أطنان من الأسلحة الحديثة التي تدخل أمام أعين المخابرات الدولية وأمام أعين الأمم المتحدة، إلى المتطرفين فى غرب البلاد، حيث يتم نقل هذه الأسلحة بمن معها من إرهابيين، إلى بنغازي وإلى باقي مدن الشرق.
وبدأت الضغوط الدولية بشأن ضرورة الاستجابة لطلب البعثة الأممية بإعادة السفينة بما عليها من سيارات إلى الدولة التي جاءت منها، وإلا سيتم تصعيد الموقف بما لا يحمد عقباه بحق الجيش الليبي والدولة الموردة. وتم بالفعل إخراج السفينة والشحنة التي عليها من ميناء طبرق إلى المياه الدولية.
هذه واقعة واحدة فقط من عشرات الوقائع التي واجهها رجال الجيش الوطني الليبي، وتثبت انحياز العالم الغربي، المسيطر على الأمم المتحدة، لمصالحه الخاصة. فهو يحارب الإرهاب فى مناطق ويدعمه فى مناطق أخرى. وهو يساعد من يدمرون الجيوش العربية من العراق إلى سوريا وليبيا، ويقف بالمرصاد ضد كل من يحاول أن يحقق الاستقرار والأمن لبلاده.
لقد كان جنود الجيش الوطني الليبي والمتطوعون المدنيون الذين وقفوا معه، يحاربون فى جبهات وعرة ومسلحة تسليحا متقدما، إلى أن تنفد منهم الذخيرة.. ثم يتوقفون انتظارا للمدد.. وخلال فترة الانتظار يحقق المتطرفون هجمات عكسية قاتلة ضد الجيش ومن معه من أبناء القبائل والمدن. ومع ذلك كان السلاح الناجع فى يد محاربي الإرهاب، هو الإصرار والإيمان بعدالة القضية والإدراك العميق للمؤامرة الدولية على ليبيا وعلى العالم العربي.

عبد الستار حتيتة

التعليقات متوقفه