فى الدورة العاشرة للمهرجان القومى للمسرح.. 36 فرقة مسرحية.. وعروض تجوب شوارع مصر

94

استقبلت قبل أيام مسارح الدولة فاعليات مهرجان المسرح القومى فى دورته العاشرة، والتى تعد بمثابة عيد فنى وكرنفال ينتظره عشاق المسرح من الجمهور بمختلف أعمارهم.
هذه الدورة يترأسها الدكتور حسن عطية، وتحمل إسم عاشقة المسرح الراحلة الدكتورة “نهاد صليحة”، ومن المقرر أن تستمر فعاليات الدورة حتى 27 يوليو الجارى.
بدأ حفل الافتتاح بعرض لعرائس “الماريونيت” قدمه خمسة “محركى عرائس” من أبناء البيت الفني للمسرح، واخرجه أسامة فوزى، وعرض فيلم تسجيلي قصير يتناول أهم المحطات والتكريمات فى حياة ومشوار الراحلة الدكتورة نهاد صليحة وكذلك أهم إسهاماتها النقدية، الفيلم من إهداء قنوات dmc.
كما عرض فيلم تسجيلى قصير بعنوان “إطلالة على دورات المهرجان السابقة”، تناول تاريخ المهرجان منذ انطلاق دورته الأولي عام 2006 تحت رعاية وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى، ورئاسة الفنان الدكتور أشرف زكى، وعرض الفيلم بانوراما سريعة للدورات السابقة، الفيلم من إخراج أحمد عادل وإشراف الدكتور عماد سعيد، من تنفيذ المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية.
أعلن دكتور حسن عطية رئيس المهرجان القومى للمسرح أن 36 فرقة مسرحية تشارك فى الدورة العاشرة للمهرجان، مشيرا إلى أن ميزانية المهرجان بلغت هذا العام نحو مليون جنيه، وأن قيمة الجوائز تتراوح ما بين 15 إلى 35 ألف جنيه للجائزة الواحدة، كما تشارك الإمارات والسودان كضيفى شرف للمهرجان.
وأكد عطية فى كلمته فى حفل الافتتاح أن هذه الدورة تحاول أن تتقدم خطوة للأمام تأكيدا على الدور الثورى للمسرح ودوره فى التغيير وتأثيره الهام فى المجتمع وفى الفرد، ودور المسرح وكلمته فى مواجهة التطرف والإرهاب، كما نحتضن فى هذه الدورة مسرحا عربيا شقيقا كخطوة جديدة نحاول من خلالها أن نخرج من حدود الجغرافيا المصطنعة.
الحياة المسرحية
كما كرم المهرجان خلال فاعلياته خمسة رموز أثرت فى الحياة المسرحية، والذين لم يتم تكريمهم من قبل، وهم الفنانة الكبيرة عايدة عبدالعزيز، المخرج سمير العصفورى، والناقد المسرحى الدكتور محمد شيحة، وإسم الراحل الفنان حسين جمعة، والكاتب والشاعر المسرحى الكبير سمير عبدالباقى.
فارس الكلمة
كما تم إصدار 5 كتب للمكرمين، بالإضافة إلى تقديم كتاب توثيقى عن الدورات الـ 9 السابقة لأول مرة، منها كتاب “عاشق الفضاءات المفتوحة” عن الفنان حسين جمعة، تأليف الدكتورة عايدة علام، وكتاب “اللامنتمى” عن الفنان والمخرج سمير العصفورى تأليف جرجس شكرى، وكتاب “فارس الكلمة” عن الفنان سمير عبدالباقى تأليف الدكتور مصطفى سليم، وكتاب “الأستاذ” عن الدكتور محمد شيحة، تأليف الدكتور محمد أمين عبدالصمد، وكتاب “الوجه والظل فى دولة التمثيل” عن الفنانة عايدة عبدالعزيز، تأليف الدكتور مدحت الكاشف.
تضم لجنة تحكيم المهرجان كل من الكاتب المسرحي الكبير محمد أبو العلا السلاموني رئيسا، الفنانة فردوس عبد الحميد، دكتورة رانيا يحي أستاذ الموسيقي بأكاديمية الفنون، المخرج المسرحي ناصر عبد المنعم، الناقد المسرحي الدكتور محمد زعيمة، أستاذ الديكور والإضاءة بأكاديمية الفنون الدكتوررامي بنيامين، الكاتب والناقد المسرحي العربي علاء الجابرى.
نظرة خاصة
كما يشهد المهرجان هذا العام استحداث مسابقات جديدة منها مسابقة تم إعدادها للمقال النقدى بهدف الاهتمام بالناقد كأحد المتابعين للأعمال المسرحية وأحد المؤثرين، و”نظرة خاصة”، ومسابقة تحت عنوان “ضيف المهرجان”، والتى يستضيف ضيفين أحدهما من آسيا والآخر من إفريقيا، وهما الإمارات “مسرح الشارقة”، والسودان “المسرح القومى السودانى” للحديث عن العروض التى تم تقديمها لتعريفها للجمهورعن قرب، بالإضافة لجائزة جديدة يمنحها الجمهور عبر التصويت المباشر من خلال إستمارات توزع على جمهور الحاضرين فى المسارح المختلفة من خلال قسم “العروض المختارة”، الذى تم استحداثه للمرة الأولى هذه الدورة، والذى يضم 15 عرضا من اتجاهات فكرية وفنية متعددة، وذلك من خلال توزيع 50 استمارة مع كل عرض من العروض المتنافسة.
مسرح الشارع
فيما يخص مسرح الشارع سيتم تقديم مجموعة من العروض تجوب شوارع مصر منها منطقة المعز لدين الله الفاطمى، وتقديم عروض مصرية وعراقية، إضافة إلى عقد مؤتمر فكرى به ندوة حول “مسرح الشارع” فى بيت السحيمى.
ومن أبرز العروض المقدمة خلال مهرجان المسرح القومى هذا العام، البيت الفنى للمسرح الذى اختار مجموعة من العروض التى رشحها للمشاركة 4 عروض هى “قواعد العشق ٤٠” من إخراج عادل حسان، إنتاج فرقة المسرح الحديث، “يوم أن قتلوا الغناء” من إخراج تامر كرم، “واحدة حلوة” من إخراج أكرم مصطفى، من إنتاج فرقة مسرح الطليعة. “الجلسة شغل عفاريت” من إخراج مناضل عنتر، وعن مسابقة العروض المختارة رشح البيت الفنى 3 عروض “واحد تانى” إخراج شادى سرور، من إنتاج مسرح الطليعة، و”شامان” من إخراج سعيد سليمان، و”لعبة العراف” من إخراج عمر الشحات، وهما من إنتاج مسرح الغد.
فيما ينافس مسرح الهناجر بالعرض المسرحى “اترك أنفى من فضلك” كتابة وإخراج إسلام إمام، يتناول ثلاث روايات هى “قضية أنوف”، و”الأنوف المتصارعة”، “أليس فى بلاد العجائب”، وتدور فكرة العرض حول الاختلافات البسيطة الطبيعية بين الأشخاص، والتى قد يعتبرها بعض الناس محل سخرية.
حلم المسرحيين
ومن جهته قال الفنان إسماعيل مختار مدير المهرجان، إن القائمين على هذه الدورة يراهنوان على جمهور الشباب الذى تشكل وعيه عبر دورات سابقة، شهدت تزاحما غير مسبوقا على أبواب المسارح، الأمر الذى أنعش فن المسرح وأعاد له رونقه وبريقه، وأكد فى كلمته فى حف الافتتاح على أن المهرجان القومى للمسرح هو الأكبر والأعز فى قلوب المسرحيين المصريين جميعا، حيث يمثل حصاد عام مسرحي كامل، وما بين أمانة نقل الكلمة وحلم المستقبل يعمل رجال المسرح فى الجامعات والفرق المستقلة ومسرح الدولة من أجل صراع البقاء لفن المسرح، فى مهرجان يحمل إسم سيدة نبيلة جمعتنا جميعا حولها.. مازلت أراها بيننا تتنقل من مسرح إلى مسرح ومن عرض إلى عرض، نعمل بعد رحيلها وكأنها حاضرة بيننا.. ونسأل انفسنا ماذا كانت ستقول نهاد لو كانت بيننا الآن.. هكذا بقيت نهاد بما قدمته للحركة المسرحية وهكذا يبقي دائما كل إبداع فني حر.
وأضاف مدير المهرجان، أن عروض مسرح الشارع التى تقدم ضمن قسم نظرة ما ستستضيفها قاهرة المعز، ليتحقق حلم المسرحيين الابدى بالنزول الى الجمهور والتواصل معهم دون حواجز.
بينما قالت الدكتورة نسرين البغدادى رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية، إنه “لا يوجد مسرح بلا جمهور”، مشيرة إلى أن الجمهور سيمنح جائزته لأحد “العروض المختارة” عبر آلية علمية أكاديمية مدروسة بدقة واحترافية.

التعليقات متوقفه