مصريون يموتون جوعًا وعطشًا من أجل لقمة العيش فى ليبيا

56

كتب حسن عبد البر:
أثار موت المصريين والذين لم يحدد عددهم حتى الآن حزنا شديدا فى المجتمع المصري، ولم يكن خبر وفاتهم فقط هو الأمر الذي أثار الألم لدى المصريين، بل التجاهل الذي تعامل به جميع المسئولين بداية من عدم معرفة عددهم الحقيقي نهاية إلى عدم تمكنهم من استرداد جثامينهم.
البداية كانت مع خبر من الهلال الأحمر الليبي والذي كشف عن العثور على جثامين 19 رجلاً يرجح أنهم مصريون، وتم التعرف على هويات 7 مصريين منهم، من خلال بطاقات الهوية التي كانت بحوزتهم، ورجحت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الليبي أن يكون الجوع والعطش سبب وفاة الضحايا، واستبعدت فرضية وقوع حادث سير أثناء عمليات التهريب عبر الحدود بين البلدين، مشيرة إلى أن عملية البحث عن الجثث ونقلها إلى أقرب مركز طبي استغرقت 30 ساعة، وأضافت أن الفريق الذي وصل المنطقة بسيارات الدفع الرباعي، عثر على 19 جثة فى أماكن متباعدة، وبعضها مغطى بالرمال.
ومن جانبه قال العميد جاد المولى سعيد، من الإدارة العامة للتفتيش بطبرق، أن السلطات الليبية وإدارة فرع شبيبة الهلال الأحمر الليبي بمدينة طبرق على وشك الانتهاء من الإجراءات القانونية وتصريح النيابة لدفن الجثث بمقابر المجهولين بليبيا، مؤكداً أنه ورد إليهم بلاغ من مغتربين مصريين يفيد بدخول مهاجرين غير شرعيين بلغ عددهم أكثر من 200 شاب من مختلف الأعمار عن طريق المنطقة 200 بالحدود المصرية الليبية.
ورجح «جاد المولى» أن تكون سيارتهم انقلبت نتيجة تدافع الرمال،وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن السفارة المصرية فى طرابلس، والتي تمارس عملها من القاهرة، علمت من مصادرها فى الهلال الأحمر الليبي بأنه تم العثور على جثامين نحو 19 شخصا فى المنطقة الصحراوية الليبية بين طبرق وأجدابيا تحديداً فى واحة جغبوب، وأنه على الأرجح لقي هؤلاء حتفهم خلال محاولتهم الهجرة غير الشرعية على يد عصابات التهريب التي تنشط فى تلك المنطقة، علما بأنه جار التحقق من هوياتهم.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، بأنه تم التأكد من هوية 7 أشخاص فقط حتى الآن، حيث تبين من بطاقات هوياتهم التي كانت بحوزتهم أنهم يحملون الجنسية المصرية، مضيفاً بأن المواطنين السبعة الذين تم التأكد من هوياتهم هم: محمد جمال عبد التواب (محافظة أسيوط)، والسعيد إبراهيم محمد (محافظة كفر الشيخ)، ويوسف عبد الله محمود (محافظة المنيا)، علاء عبد الباقي عبد السلام ( كفر الشيخ ) وأحمد جمعة كامل (محافظة أسيوط)، ومحمد أحمد توفيق (محافظة المنيا)، وجمعة عثمان محمود (محافظة المنيا).
من جانبه كشف شحات سعيد عم المصري سعيد سيد سعيد وصهر يوسف عبد الله محمود اللذين عثر على جثتيهما وكانتا متحللتين بصحراء ليبيا إن أبن أخيه يبلغ من العمر 18 عاما وهو الولد الوحيد لشقيقه بجانب 4 بنات، ونظرا للظروف المعيشية الصعبة واستحالة العثور على فرصة عمل سافر إلى ليبيا للعمل ضمن مجموعة من أبناء مدينة سمالوط هناك، كما سافر زوج ابنته يوسف عبد الله محمود وهو أب لـ3 أولاد ويبلغ من العمر 30 عاما، واتفقوا مع سمسار سفريات على السفر وحدد لهم السمسار يوم الخميس قبل الماضي بعد أن تحصل من كل واحد على 10 آلاف جنيه. وأكد «سعيد» أنه وفقا للاتفاق بينهم وبين السمسار فإنه يقوم بتسليمهم عبر دروب السلوم لشركاء له فى ليبيا، ويقوم الشركاء الليبيون بنقلهم لمقار عملهم عبر طرق صحراوية بعيدة عن الجمارك وبوابات الدخول الرسمية لأنهم سافروا بطريقة غير شرعية، مرجحاُ أن يكون الشركاء الليبيون طالبوهم بالنزول قبل بوابة الجمارك حتى لا يتم اعتقالهم، كما طالبوهم بالوصول لمقر عملهم الجديد سيرا على الأقدام، دون أن يعلموا أن المكان الذي نزلوا فيه يبعد عن مكان عملهم بنحو 250 كيلومترا بالقرب من وادي علي، ولذلك تاهوا فى الصحراء وماتوا عطشا وجوعا. وكشف مصطفى مشعل، من قرية الأنصار التابعة لمركز القوصية وهو جار أحمد جمعة كامل حسين أحد الضحايا، إن أهله لم يعلموا بوفاته حتى الآن، وأهالي القرية لم يستطيعوا أن يبلغوا والدته لأنها فقدت ابنا لها منذ فترة قليلة توفى بمرض جسدي، وأضاف أن أحمد عمره 19 سنة وهاجر للبحث عن فرصة عمل فى ليبيا.

التعليقات متوقفه