عاجل للأهمية: صفحة من التاريخ

90

خروج البكباشي يوسف صديق قبل الموعد المحدد لحركة الضباط الأحرار ، وكذلك خروج خالد محيي الدين من معسكر سلاح الفرسان قبل الموعد بساعتين هو الذي أنقذ حركة 23 يوليو وفتح أمامها أبواب النجاح.

.. ذلك أن خبر تحرك قوات 23 يوليو1952 كان قد تسرب إلى المسئولين ، وفي نفس الوقت .. كان الوقت متأخراً ولا يسمح بأي تغيير في الخطة الموضوعة ، كذلك كان إيقاف التحرك سيؤدي إلى فشل مؤكد .

ولو أن قوات الضباط الأحرار لم تتحرك مبكراً أو تأخرت لمدة نصف ساعة .. لكانت العناصر الموالية للملك والحكومة قد سبقتها وسيطرت على الموقف واعتقلت مجموعة الضباط الأحرار .

ولم يكن لدى جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر قوات تحت قيادتهما . وكان جمال سالم وصلاح سالم وأنور السادات في العريش ورفح.

يقول خالد محيي الدين في مذكراته :

” عندما أعود بذاكرتي إلى تلك اللحظات الصعبة ، أسأل نفسي : هل كنت خائفاً ؟ وتأتي الإجابة بسرعة وبلا تردد : ولا قطرة واحدة من خوف ، ولو للحظة واحدة . الحماس كان يلفنا جميعاً ونسينا مخاوفنا من احتمالات تدخل الإنجليز ، وبدأنا في استعداد متعجل لإنجاز كل شىء” .

وقد شهدت مرحلة لاحقة ظهور خلافات بين قادة 23 يوليو . يقول خالد محيي الدين:

” كنت أعتبر أنني ملتزم مع زملائي بالدفاع عن الثورة وعن استمرارها ، وأن نقطة الخلاف هي فقط حول المسار الديمقراطي”.

” وأنا أتمسك بالديمقراطية بينما الرأي العام ضعيف ، وقطاع كبير منه مضلل بنظرية ” إما الثورة وإما الديمقراطية ” وقطاع مهم أيضا كان يخشى على مكتسباته الاجتماعية التي حصل عليها بفضل الثورة ” .

” .. كان عبد الناصر هو أكثر من يعرف أنني لست ذلك الرجل الذي يتنازل عن مبدئه ومواقفه مقابل الاستمرار في سلطة أو جاه أو منصب ..

” .. صحيح أنني خضت معركة غير متكافئة ، فرد واحد في مواجهة جهاز الدولة بأكمله ، فرد واحد لم يكن يريد أن يستقوى بأحد حتى لا يضر بموقف زملاء يحبهم ، وثورة عاش حياته يحلم بها ، لكنها كانت في اعتقادي معركة ضرورية ، فهل لإنسان أن يزهو أمام الناس بغير موقف ثابت لصالح الوطن والشعب والثورة ؟ .

ويلخص خالد محيي الدين تاريخ تلك الحقبة كلها في عبارة واحدة :

” مصر تستحق أكثر مما قدمنا “

التعليقات متوقفه