الأغنية الوطنية.. غائبة

129

يشهد  الموسم الغنائى الحالى، العديد من الألبومات الغنائية والأغانى “الفردية” ما يجعل هذا الموسم هو الأكبر موسيقياً بين المواسم الأخرى، حيث إنتشرت مع عيد الفطر انتهاء بعيد الأضحى القادم مرورا بالصيف، إلا انه ووسط كل هذه الألبومات الغنائية والأغنيات الفردية، ورغم الأحداث المريرة التى يعيشها الوطن لم تشهد الساحة أغنيات وطنيه تعبر عن الحدث وتكون لسان حال الجماهير، صحيح أن هناك أغنيات ظهرت على الساحة إلا أنها لم تلق قبولا يذكر.
عن الموسم الغنائى والأغنيات الوطنية واللاوطنيه تدور السطور القادمة
أبرز هؤلاء الفنانين الذين انطلق بهم الموسم الفنان عمرو دياب، الذى أطلق الحملة الدعائية الخاصة بألبومه “معدى الناس” بطريقة مبتكرة مع أحد شركات المشروبات الغازية وأحد شركات الاتصالات، وتعتبر هذه هى المرة الأولى التى يقوم فيها عمرو دياب باستخدامات فيديوهات وصور قديمة بحملته الدعائية الجديدة التى تضمنت ظهوره أيضا بلوك مختلف وشبابي، ونجح عمرو دياب الذى ينتج ألبومه لنفسه من خلال شركته “ناى” فى الحفاظ عليه من التسريب، فلم يتم تسريب أي أغنية من الألبوم عبر الإنترنت إلا بعد طرحها رسميا من خلال شركات الإتصالات التى تعاقد معها ضمن خطة الدعايا، وهى المرة الأولى التى ينجح فيها بهذه الطريقة منذ سنوات.
عالم الفن
المطرب رامى صبرى، هو الآخر أطلق ألبومه الجديد “الراجل” والذى أصيب بحالة من الحزن بعد تسريبه، خاصة أنها ليست المرة الأولى التى يتعرض فيها لهذا الموقف، فيما لم يتمكن من معرفة طريقة التسريب حتى الآن وتجرى شركة مزيكا المنتجة للألبوم تحقيقات موسعة فى الأمر خاصة وأن الألبوم لم يكن قد تم البدء فى توزيعه بالأسواق عند تسريبه.
كان من المفترض أن ينطلق الموسم بألبوم المطرب محمد حماقى الذى كان قد  قرر طرح ألبومه عقب عيد الفطر مباشرة حيث إنتهى من تسجيل 20 أغنية  تعاون فيه مع عدد من الشعراء والملحنين والموزعين إلا أن عدم انتهاءه من بقية أغنياته والإستقرار عليها بشكل نهائى أدى إلى تأجيله.
المطرب مصطفى قمر يعود لسوق الموسيقى والكاسيت مرة أخرى بعد غياب فترة طويلة حيث يحمل ألبومه الجديد اسم “لمن يهمه الأمر2” الذى تم تأجيله أكثر من مرة ويضم 12 أغنية وهو من إنتاج “عالم الفن ومزيكا”.
اللبنانى وائل كافورى وضع اللمسات الأخيرة على ألبومه الجديد الذى سيطرحه خلال الأيام المقبلة حيث تعاون مع مجموعة من الشعراء والملحنين والموزعين وسيحمل الألبوم عنوان “وائل 2017” ويتضمن 8 أغنيات وانتهى كافورى من تصوير بوستر الألبوم وطباعته والدعاية الخاصة به.
باسكال مشعلانى هى الأخرى أطلقت ألبومها الغنائى “حبى مش حكى”، الألبوم يضم عدداً من الأغنيات بين المصرى واللبنانى، والخليجى وألوان متعددة من الموسيقى.
الأغانى الوطنية
ارتبطت الأغانى الوطنية بأحداث سياسية ومحطات تاريخية وثورات عاشتها مصر على مر العقود السابقة، شكلت وجدان الشعب المصرى وألهبت حماسه، وباتت تلك الأغانى بمثابة وثيقة تأريخية لما دار وحدث بأرض الكنانة:
مصر التى فى خاطرى.. بلادى بلادى لك حبى وفؤادى.. والله زمان ياسلاحى.. قوم يامصرى مصر دايما بتناديك.. ياجمال يامثال الوطنية..ياشباب النيل.. أحلف بسماها وبترابها.. نصرة قوية وفرحة هنية.. الأرض بتتكلم عربى.. مدد مدد شدى حيلك يابلد.. ياحبيبتى يامصر.
مؤازرة الجماهير
الأغنية الوطنية، تبعث الروح الوطنية والامل، ولها دورا فى شحذ الهمم وتعبئة الشعور الوطنى ضد التطرف والإرهاب، فمع كل حادث إرهابى تشهد الساحة عدد من الأغانى الوطنية، البعض يعتبرها تساعد على مؤازرة الجماهير فى الحرب ضد الإرهاب، والبعض الآخر تثير حفيظتهم نظرا لعدم قدرتها على التعبير عن جلال الحدث.
عدد من المتخصصين أجمعوا على أن الأغانى الحالية لم تصل للصدق المطلوب، مقارنة بالأغانى القديمة لنجوم فن الزمن الجميل.
يرى الملحن حلمى بكر أن الأغانى التى يتم إنتاجها حديثا من بعض شباب الفنانين محاولات ليست كافية، موضحا أن قديما كان الشاعر والملحن  يصنعا ألحان وكلمات من أعماقهم والمطرب أيضا كان على درجة من النجومية الكبيرة التى تثقل العمل، ما دفعه لمطالبه النجوم مثل عمرو دياب وتامر حسنى وشيرين وآمال ماهر بصنع أعمال غنائية وطنية جادة تبذل فيها مجهود وليس “تقضية واجب” لكى تؤثر فى الجمهور ولا تمر عليهم مرور الكرام، حسب قوله.
احترام  الفن
بينما وصف الناقد الفنى عصام زكريا الأغانى الحالية، بأنها غير مناسبة للحدث، وتساقط شهداء، مشيرًا إلى أن العصر الذي ظهرت فيه الأغنية الوطنية كان مختلف عن الآن. ويضيف الناقد “كان المغنيين الكبار مثل أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب  جزء من الثقافة المحترمة ولهم تأثيرهم، وجزء من النظام العام، لكن حاليا الوضع اختلف، فلا يوجد احترام  للفن مثل السابق ولا الفنانين لديهم  نفس الجدية او المصداقية”.
ويرى الناقد أن الفنانين فى الماضى كانوا يصدقون ما يقدموه من كلمات وألحان وغناء، لذلك الصدق انتقل من الفنان للمتلقى، لكن الآن هناك إحساس بالزيف مما جعل تأثير الأغانى حاليا تأثيرا عكسيا.
ويذكر أن أبرز من بدأ بالغناء الوطنى فنان الشعب سيد درويش كرائد للأغنية الوطنية، حيث ترك أثرا واضحا لدى المصريين، ومازالنا نردد “بلادى بلادى، وقوم يا مصرى.. مصر دايما بتناديك”، ثم جاء عبد الوهاب وأم كلثوم وجاءت ثورة يوليو وتركت بصماتها على الأغنية الوطنية، ثم العدوان الثلاثى على مصر الذى توج بأغنية “الله أكبر فوق كيد المعتدى”.
الأغانى الحديثة
فى سياق متصل، ترى الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع أن الأغانى الوطنية الحالية تسببت فى حالة من حالات الاستهجان عند الجمهور لأنها ارتبطت فى بداية ظهورها بالانتصار وليس الانكسار.
وتوضح “الآن حالة الانكسار فى الأغنية تسبب ضعفًا على عكس أغانى النصر التى تبعث حالة من العزيمة والفرح، وحاليًا الأغانى بعد حوادث الإرهاب غير مناسبة للجمهور، الذى  يريد حق الشهيد وليس العويل عليه” مؤكدة أن الأغانى الحديثة لم تصبح كمثيلتها فى السابق تعيش  مع الجمهور وتؤثر فيه.

التعليقات متوقفه