الروائي سعيد سالم: الإسكنـدرية محور تجربتى الإبداعية.. نجيب محفوظ نموذج للمبدع والإنسان النبيل

439

سعيد سالم روائي من جيل السبعينيات يعيش فى مدينة الإسكندرية، تنحاز أعماله الإبداعية إلى الواقع والمكان عبر لغة سردية كاشفة وممعنة فى التفاصيل، من خلال طرح جرئ للقضايا الاجتماعية المختلفة، صدرت له عدة أعمال منها “الحب والزمن” و”الشيء الآخر” و”كف مريم” و”الجبلاية”، حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 2014.

* كيف تري رحلتك مع الكتابة؟
** هي رحلة مرهقة وطويلة بدأتها منذ سبعينيات القرن الماضي فى فترة الجامعة، ووجدت فيها براحًا وخلاصا وفرصة للبوح عما يؤرق النفس.
بدأت بكتابة القصيرة، ثم اتسعت مساحة الكتابة، فدخلت عالم الرواية، الذي وجدت فيه نفسي أكثر، لأن الرواية تعطيك فرصة أكبر للتعايش مع الشخصيات التي تكتبها، وفرصة أكبر لرصد التفاصيل، ومحاورة الاشياء ومعايشة الأمكنة، والتأمل فى المصائر الإنسانية وتعدد الأحداث.
الرواية – إذن- عالم متكامل ومرآة صادقة للواقع بخلاف القصة القصيرة التي أرها مثل جزيرة منعزلة، رغم أن لها جماليات كثيرة من أهمها اللغة المكثفة.
صداقة محفوظ
*ربطتك علاقة صداقة طويلة مع عميد الرواية العربية نجيب محفوظ كيف بدأت هذه العلاقة؟
**تربطني بالراحل الكبير علاقة صداقة امتدت لأكثر من ربع القرن وقد كتبت عنه كتاب “نجيب محفوظ الإنسان” الذي رصدت فيه علاقة الصداقة التي ربطتني به، ونشرت فيه مجموعة من الرسائل المتبادلة بيني وبين “محفوظ” وعددها تسع رسائل، ويوجد بها بعد انساني عميق. وأذكر أنه أجل نشر رواية له لكي يعطيني فرصة لنشر روايتي مسلسلة فى جريدة “الاهرام” تشجيعا منه لي، وكان عنوانها “آلهة من طين” وقد قررت بعد ذلك على طلبة معهد السينما.
* أنت تركز على البعد النفسي للشخصيات داخل رواياتك ما مرجعيات ذلك؟
** هناك مجموعة من الخصائص الفنية اعتمد عليها فى الكتابة، ومنها انحيازي للواقع وقضاياه الاجتماعية، فرواياتي بها حالة انسانية من لحم ودم، فأنا أكتب بضمير المتكلم دائما.
خصائص فنية
ودائما ما أضع القارئ أمامي، حيث أريد أن يكون فى حالة تجاوب معي.
معظم الشخصيات السردية عندي واقعية، حيث أتأمل واقعي الشخصي والواقع المحيط بي، وهذا موجود- ايضا- فى كل اعمالي القصصية والروائية وآخرها “كف مريم” التي تمتلئ بحالات انسانية متنوعة، كما أنني احاول أن اجعل الحوار بلغة اقرب إلى اللغة العادية، لتقترب من واقعية الشارع، احاول أن اكون صادقا فيما أكتب، كما أنني انحاز إلى فكرة “الحكاية” ليس ببعدها الفلكلوري، وإنما ببعدها الواقعي، بحيث يكون العمل السردي أقرب إلى السيرة الذاتية لابطال هذاالعمل. عبر حبكة درامية تتوافق مع الاحداث والشخصيات. ومن ثم تتوالد الحاية عبر خيوط متعددة وتتشابك احيانا وتتقاطع فى احيان اخري.
عشق البحر
* أنت متأثر بالإسكندرية- كيف تري هذا التأثر؟
** أنا اعشق البحرب بشكل عام، استخدمته فى كتاباتي لأنه يعيش فى دمي، عشقته منذ الطفولة، فقد ولدت فى بيت يطل على البحر، ودائما هو موجود ليس زينة فى العمل، وإنما يدخل فى جوهر العمل السردي، البحر مانح الثقافة للمنطقة، وحد البشر والعقول لقرون طويلة، وتغني به الشعراء والادباء منذ فجر التاريخ، وتمتلئ رواياتي بهواء البحر وتناقضاته ومحبيه ايضا، بأمانة وغربته، بهدوئه وتقلباته.
البحر حي بداخلى يمدني دائما بأفكار جديدة ويملأني بمحبة غامرة، ويطهرني من أوجاع كثيرة، وأرمي على شاطئه كل الاحزان.
* ما رأيك فى ورش الكتابة الإبداعية؟
**لا أتصور أن ورش الكتابة يمكن أن تعلم الكتابة الابداعية لغير الموهوبين، إنما هي فرصة للاحتكاك الثقافى فقط.
واعتقد أن ميزة الكتابة الابداعية والادبية أنها كتابة فردية تكون فيها الذات هي محور الكتابة.

التعليقات متوقفه