الطريق إلى ثقافة الكراهية

66

صدر مؤخرًا، الكتاب الذهبى عن مؤسسة «روزاليوسف» الصحفية، تحت عنوان «الطريق إلى داعش» للكاتب الصحفى وائل لطفى.
“الطريق الي داعش”، هو الكتاب الثانى للمؤلف وائل لطفى، بعد كتابه “ظاهرة الدعاة الجدد” والذى فاز بجائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية عام ٢٠٠٨. الكتاب جمع الكاتب فيه سلسلة مقالاته فى مجلة «روزاليوسف» عن التنظيمات الإرهابية، رصد خلالها أفكار الجماعات الإرهابية المتطرفة على الصعيد السياسى والاجتماعى والاقتصادى.
دور الأزهر
عبر تلك المقالات رصد المؤلف تطور نشأة تنظيم داعش باعتباره الامتداد الطبيعى لتنظيم “القاعدة” الذى أسسه الشيخان أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى.
كما استطاع الكاتب أن يفضح خطاب الكراهية لتلك التنظيمات والجماعات، وفى مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية، موضحًا مواقفهم السلبية من العديد من القضايا الشائكة فى المجتمع منها على سبيل المثال، قضية المرأة، وتكفير رموز مصر، إلى جانب انتشار الفضائيات السلفية التى تروج لأفكارهم الظلامية، وهو ما تم استغلاله من قبل تلك الجماعات والتنظيمات فى ظل غياب دور الأزهر.
الخطر القادم
حول كتاب “الطريق إلى داعش” عقدت مؤسسة روزاليوسف، ندوة لمناقشة الكتاب، بحضور الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، والدكتور قدرى حفنى، وعدد من الكتاب والإعلاميين، منهم الإعلامى مفيد فوزى، الكاتبة فريدة الشوباشى، الدكتور خالد منتصر، الكاتب الصحفى محمود مسلم، الكاتب والإعلامى حمدى رزق، ولفيف من المفكرين وأبناء روزاليوسف.
أدار المناقشة الإعلامى محمد سعيد محفوظ، الذى قال إن الكتاب مهم ويحتوى عدة مقالات مكتوبة منذ سنوات كشفت عن الخطر القادم بقوة متمثلا فى وصول التيار الدينى إلى الحكم.
وأضاف محفوظ: “ما كتبه المؤلف يعد بمثابة استشرافا للمستقبل، واعترف بأننا قد أهملنا تلك الكتابات التى نبهت إلى خطورة جماعة الإخوان التى توقع لها أن تصل إلى الحكم.
أموال الدواعش
فى حين أشار الدكتور قدرى حفنى، أستاذ علم النفس السياسى، إلى الجهد الذى بذله المؤلف لإخراج كتاب مهم مثل “الطريق إلى داعش”، كما طرح الدكتور حفنى عدة تساؤلات، عن استخدام المختصرات الغربية فى التسمية، فلماذا “داعش” وليس تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك لماذا لم تظهر داعش هنا فى مصر، ومن أين تأتى داعش بأموالها، ومن الذى يمولها، ولماذا يقوم تنظيم الدولة بعمليات فى كل أرجاء العالم دون منطقة واحدة، ومن الذى يبيع لها السلاح؟!، ودعا قدرى، مؤلف الكتاب لعمل جزء أخر منه للإجابة على كل هذه التساؤلات.
النظرة الأمريكية
بينما قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، إن داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية المتطرفة، جميعها حواشى لجماعة الإخوان، وأن كل الجماعات نشأت فى معون واحد، وأن داعش هى الإبن الطبيعى للقاعدة التى اسسها أسامة بن لادن والظواهرى وهما من تلاميذ جماعة الإخوان.
وأضاف وزير الثقافة، أن الكتاب يحتوى على مجموعة كبيرة من المقالات والتحقيقات التى بدأت منذ عام 1998 وحتى 2008 والتى كانت تطلق صيحات تحذيرية من خطر جماعة الإخوان، ومن أهم المقالات الواردة به، مقال بعنوان “رجل دين مصرى” يتناول فيه المؤلف أننا بحاجة إلى رجل دين مصرى يعبر عن المجتمع المصرى والإسلام المصرى الذى تتبناه مؤسسة الأزهر الشريف.
وأوضح وزير الثقافة، أن المقالات بالغة الأهمية لأنها تعبر عن اللحظة التى كتبت فيها، حيث كانت النظرة الأمريكية للإسلام تقسمه إلى “إسلام عنيف وآخر غير عنيف” وغير العنيف كانت تمثله بالنسبة لها جماعة الإخوان، لذا كان هناك تقرير فى 29 يناير 2011 رفع إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما يؤكد أن جماعة الإخوان هى الأصلح للحكم فى مصر، وأنها علمانية رغم أسمها!!.
من الحوار إلى الصدام
من جانبه أكد الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أن الكتاب يرصد مراحل التحول من الحوار إلى حتمية الصدام، وقال إن الكتاب يتحدث أيضا عن البنية الفكرية والطريقة التى يمكن أن تفرز صدامًا وصراعًا، وشدد على أن داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة حتما ستزول، ولكن الحذر والخوف من عودة ذات الأفكار المتطرفة بعد فترة فى شكل آخر، ولابد أن نعد المجتمع بالطريقة المثلى لمواجهة مثل هذه الأفكار.
وقف العنف
فيما قال الكاتب الصحفى وائل لطفى، إن الاهتمام الذى لاقاه الكتاب شجعه على التفكير الجدى فى تأليف جزء ثان للكتاب، وأضاف “لقد سعدت كثيرًا أن وجدت ما كتبت منذ ربع القرن تقريبا لا يزال صالحا للوقت الراهن، وقد شرعت فى كتابة تلك المقالات فى العام الذى شهد إعلان الجماعة الإسلامية لمبادرة وقف العنف، وبدا لى وقتها أن الامر يستحق البحث ومواصلة الكتابة.

التعليقات متوقفه