دكتور رفعت السعيد

88

عادل وديع فلسطين
لا أستطيع أن أظل صامتاً عند مناسبة تكريم الدكتور رفعت السعيد فى المركز العربي للبحوث، الذي للأسف لم أحضره، هذا الرجل رفعت السعيد، يسكن داخل قفصي الصدري، وبالتحديد داخل قلبي، يحتل بمفرده إحدى غرفاته، الغرفة الكبرى، البطين الأيسر الذي يضخ الدم لجسدي، فهو بذلك يعيش داخلي، فى دمائي.
الدكتور رفعت السعيد مناضل بالفطرة، جيناته، وطنية وكفاح سياسي، شريف من أجل الوطن منذ نعومة أظافره، فهو أصغر معتقل سياسي فى تاريخ مصر، دخل المعتقل بالشورت، لم يغير ثوبه يوماً واحدا، مبادئه ملتصقة تماماً بجلده وتسرى فى عروقه.. لا يستطيع أن يتغير حتى إن أراد. عاش حياته مناضلاً فى سبيل تحقيق مبادئ ثورة 1952 واستقلال الوطن والاشتراكية وجمع اليسار المصري بكل طوائفه فى حزب التجمع العريق، الذي ترأسه بعد اعتزال الزعيم خالد محي الدين.
أما موقفه الثابت الثاني، فهو من الإخوان المسلمين، الذين لم ينجحوا فى استقطابه أو استدراجه فى تحالفات أو تأييد فهو بالنسبة لهم العدو رقم واحد، ومن أطلق عبارات المتأسلمين، ولا لحكم المرشد، وفساد الإخوان أشد من فساد نظام مبارك.
والموقف الثالث كان ولا يزال تجاه الأقباط، وقف بجانبهم طوال حياته السياسية فى الأحداث الدامية، ومعاناتهم طوال العقود السابقة، يقف ويدافع عنهم أكثر من دفاعهم عن أنفسهم، لقد كان محبوب الراحل قداسة البابا شنودة، الذي كان يقول عنه الكثير… يحبه ويحترمه ويقدره، أكثر مما يتصور الدكتور رفعت نفسه. ولا أنسى أعداد جريدة الأهالي التي صدرت إبان أحداث ومذابح الأقباط فى الكشح وغيرها.
وهذه مواقف بسيطة لأن حياة الدكتور رفعت السعيد، وعطاؤه الممتد والمتشعب الجوانب فى القيادة والسياسة والأدب والفكر والتاريخ، لا ينكره أحد ولا يمكن حصرها، فهو أبو الهول ولكن أبو الهول الصارخ فى البرية.
دكتور رفعت حفظك الله، أبقاك.. احنا ما نستغناش عنك
والحالة النفسية منعتنى من الكتابة..فقد تمرد القلم
لذلك أعيد نشر هذه المقالة التى كتبتها فى الأهالى منذ عامين.

التعليقات متوقفه