بعد 5 أيام هل نشهد تقسيم العراق؟.. حق تقرير المصير لا ينطبق على الحالة الكردية

44

كتب المحرر السياسى لـ «الأهالى»:
الاستفتاء على استقلال المنطقة الكردية بشمال العراق وانفصالها عن الوطن الأم بعد خمسة أيام أي فى 25 سبتمبر الجاري يشكل تصعيداً خطيراً يهدد بتمزيق العراق. وتزداد خطورة الموقف بعد تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأنه على استعداد للتدخل عسكريا فى الاقليم الكردي فى حال أدى الاستفتاء إلى أعمال عنف، وكذلك بعد تصريحات مسعود البارزاني، رئيس الأقليم الكردي، بأن الحديث عن بديل لاستفتاء الانفصال عن العراق « فات أوانه «. وقال البارزاني فى محاولة غير موفقة لطمأنة المعارضين للاستفتاء إن الاقليم « لن يكون دولة قومية للاكراد فقط بل لجميع مكوناته « رغم أنه يعلم أن عربا وتركمانا بل وأكراد غيره لا يوافقون على الاستفتاء.
بل أن السلطتين التشريعية والقضائية فى بغداد رفضتا انتهاك الدستور العراقي وإجراء استفتاء الانفصال.
والأغرب من ذلك أن البارزاني يقول : « إن بقاءنا فى إطار العراق الواحد يعني أن كوارث كبيرة بانتظارنا « !
ولم يوضح البارزاني ماهي هذه الكوارث التي تنتظر العراق إذا استمر موحداً مع تمتع الأكراد بكل حقوقهم القومية والثقافية بما فى ذلك حقهم فى تقرير المصير ضمن العراق الموحد.
ويشمل الاستفتاء محافظات أربيل والسليمانية ودهوك ومناطق أخرى متنازع عليها.
وحتى كتابة هذه السطور.. فشلت كل الضغوط التي استهدفت إقناع أربيل، عاصمة الاقليم الشمالي بالعدول عن تنفيذ خطوة الاستفتاء أو حتى تأجيله مما ينذر بصراع دام ومرير بين مكونات العراق. وتعارض كل دول الجوار إقامة دولة كردية مستقلة، وتعتبر تركيا وايران وسوريا أن قيام هذه الدولة يمكن أن يؤدي إلى زعزعة أمن المنطقة كلها واستقرارها، وتهدد تركيا بخطوات عسكرية.
وتستثمر القيادة الكردية حالة التمزق المذهبي والطائفى والعنصري التي يعيشها العراق، كما تستثمر أخطاء وخطايا قيادات عراقية سابقة وحالية.
ويأتي الاستفتاء فى وقت بدأ فيه العراق رحلة الألف ميل لاستعادة أرضه من تنظيم داعش الارهابي وإزالة الآثار المدمرة للغزو الأمريكي، ومع رحلة لاتكتمل من دون شماله الكردي.
من هنا، لابد من مراجعة كردية لعلاقات الأكراد مع الوطن العراقي فى وقت حرج يتطلب أقصى درجات التماسك والتلاحم الوطني لاستئصال جذور الإرهاب من أرض العراق، والتصدي للأطماع الأجنبية وخاصة التركية، إلى جانب أطماع أخرى اقليمية أيضا ودولية.
ولا يمكن الحديث عن الانفصال أو الاستقلال فى كل دولة تتواجد فيها جماعات عرقية أو قومية أو دينية متعددة، لأن ذلك يعني تحول دول عديدة إلى شظايا متناثرة. فى ظل وجود البلوش « أكراد باكستان» والامازيج أو البربر فى الجزائر، على سبيل المثال.
فهل تتحرك القيادات العربية لانقاذ العراق من خطر التقسيم قبل فوات الأوان أم أننا لا نستطيع أن نتفادى حالة التفتت والتشظي والتشرذم فى عالمنا العربي باعتبار هذه الحالة أصبحت قدراً محتوماً؟.

التعليقات متوقفه