خطة قطر الجديدة للهجوم على مصر انطلاقًا من ليبيا

50

توجد شكوك قوية حول خلفية رجل الأعمال الليبي خليفة قطيط، الطامح لرئاسة ليبيا. وبعد قراءة فى العديد من الملابسات يمكن القول إن “قطيط” الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والبريطانية، هو خطة قطر الجديدة للهجوم على مصر انطلاقًا من ليبيا. وقد بادر الرجل بالهجوم على مصر وهو يقدم نفسه لرئاسة ليبيا.
ويروج لقطيط، عدة أطراف لها علاقة وثيقة بقطر من بينهم مستشارون من منظمة “إيباك” الأمريكية الإسرائيلية، ومن بينهم قناة الجزيرة نفسها، بالإضافة إلى قناة النبأ الليبية التي تنفق عليها كل من جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ويستعد قطيط، للوصول إلى ليبيا والقيام بمظاهرة فى طرابلس يوم 25 من الشهر الجاري لتأييد ترشحه للرئاسة. وتوجد خلفيات مهمة فى رحلة قطيط. فقد تعرض والده للقتل فى بلدة بيشاور فى باكستان عام 1996، حيث كان من قيادات المجاهدين ضد الوجود السوفييتي فى أفغانستان.
وتكونت علاقته مع منظمة إيباك من خلال أسرة زوجته الإنجليزية ووالدها اليهودي المرتبط بالمنظمة التي تمثل “لوبي أمريكي” للضغط من أجل المصالح الإسرائيلية. وأصبح يقف وراء قطيط أيضا تحالف تقوده قطر، ويضم قيادات فى جماعة الإخوان المسلمين ومفتي ليبيا المقيم حاليا فى الدوحة، والجماعة الليبية المقاتلة.
وأثناء هجومه على مصر والإمارات وتونس وغيرها من الدول العربية، حرص قطيط على ذكر قطر كذلك وأنه لن يكون لها دور فى ليبيا، لكن هذا الهجوم ينظر إليه البعض باعتباره نوعًا من “التقية” و”حيلة” لإبعاد الأنظار عن علاقته بالدوحة والجماعات المتطرفة.
ويقول قطيط، إنه سيعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية فقط لتحقيق نهضة فى ليبيا، وأنه يرفض أي نشاط للدول العربية فى بلاده. ودعا الليبيين للتظاهر فى ميدان الشهداء فى العاصمة تأييدا له ولترشحه للرئاسة.
ويتعرض المجلس الرئاسي وعدة جهات فى ليبيا لضغوط من دول غربية من أجل فتح الطريق أمام قطيط. فقد تلقى المجلس الرئاسي خطابا من إيباك، التي تنشط فيها زوجة قطيط، لكي يقوم المجلس الرئاسي بتوفير قوات لحماية المظاهرة المؤيدة للرجل الذي يعمل منذ زمن فى مجال البزنس العابر للحدود انطلاقا من الخارج.
وعمل والد قطيط فى أفغانستان مع الجماعات المتطرفة التي كانت تحارب الاتحاد السوفييتي بتمويل من المخابرات الأمريكية، ومن بين هؤلاء القيادي الإخواني الليبي على الصلابي، وأيضا عبد الحكيم بلحاج، القيادي فى الجماعة المقاتلة، ويعد هذان الرجلان من الداعمين لترشح قطيط لرئاسة ليبيا.
وفى تسجيل له أقر قطيط، بأنه كان يقدم معلومات لحلف الناتو، من خلال مكتب أسسه أمام مقر الحلف فى أوريا، فى 2011، من أجل إمداد الحلف بالمعلومات اللازمة لإسقاط نظام معمر القذافى وهو ما أدى إلى تدمير ليبيا وإدخالها فى فوضى عارمة نتج عنها ألوف الفتلى والمهجرين والسجناء. وخلال اليومين الماضيين زادت أطراف غربية من ضغوطها من أجل إخلاء الساحة الليبية لكي يتولى الرجل رئاسة البلاد. وعقدت أطراف دبلوماسية أمريكية اجتماعا فى تونس مع فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي، استمر حوالي خمس ساعات. وكان فى صحبة السراج أحد قادة الميليشيات فى طرابلس يدعى “بِشر”. وتوجد شبهات قديمة أيضا حول علاقة عائلة “بِشر” بكل من الدوحة والموساد الإسرائيلي.
كما تلقى السراج رسالة من السفارة الأمريكية فى ليبيا تطلب منه عدم الوقوف فى وجه قطيط. وتم الاقتراح على السراج بأن يأخذ أجازة ويغادر ليبيا بداية من يوم 20 الجاري، وأن لا تقل مدة هذه الإجازة عن أسبوعين.
وبالتزامن مع هذه التحركات المريبة فى غرب ليبيا، هناك تحركات أخرى فى الشرق حول نفس الأمر، حيث من المقرر أن يقوم المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، بزيارة تونس وتلقي رسائل من أطرف أمريكية بخصوص دخول قطيط لطرابلس. كما سافر أحد قادة الميليشيات فى طرابلس، ويدعى “التاجوري”، وهو من من المتعاونين مع “بِشر”، إلى روما، واستقبل هناك رسائل غربية وأمريكية بخصوص تأمين يوم 25 الجاري لصالح قطيط وأنصاره.
ومن جانبها ضخت الدوحة أموالا ضخمة عن طريق قيادات فى جماعة الإخوان والجماعة المقتلة، لجمع التأييد لصالح قطيط من جماعات مسلحة وأخرى مذهبية وجهوية.
وكان قطيط أسس فى عام 2004 شركة سويسرية لإدارة الخدمات التجارية فى قطر. كما ساعدت شركته فيما بعد مجموعة من 12 شركة هندسية ألمانية للحصول على عقود لأعمال الهندسة المعمارية والمدنية فى دولة قطر. وأسس أيضا اتحادا ماليا فى سويسرا وأصبح مستشارا لشركة المنازل القطرية.
وحين اندلعت الانتفاضة المسلحة ضد القذافى والتي دعمتها قطر وحلف الناتو، قام المجلس الانتقالي الذي تولى السلطة أثناء الانتفاضة، بتعيين قطيط مبعوثا خاصا له فى الخارج. واليوم يأتي الرهان على قطيط فى محاولة قطرية وغربية لإعادة التيار الإسلامي المتطرف إلى السلطة بعد أن تعرض هذا التيار ومن ورائه قطر لهزائم عدة فى ليبيا خلال العامين الأخيرين. وكانت مصر ممن لعبوا دورا مهما لإزاحة النشاط القطري المرتبط بالإرهاب فى ليبيا.
ويعد اختيار قطيط عمليا مخابراتيا بامتياز، لأن الرجل يبدو من الوهلة الأولى، ومن مظهره الغربي العام، أنه لا علاقة له بالتيارات المتطرفة، ولا بقطر.
ومن جانبها تلقفت الدوحة خطة العودة إلى ليبيا بقوة ومحاصرة مصر وتهديدها، من خلال قطيط، وبدأت فى العمل عليها ليلا ونهارا لهذا الأمر. وتمكنت قطر من جمع قطيط، مع عدة ضباط من قوات البنيان المرصوص، ومن جماعة الإخوان والجماعة المقاتلة، حين كانوا فى زيارة للدوحة قبل ثلاثة أسابيع.

عبد الستار حتيتة

التعليقات متوقفه