أول من أنشأ شركة لصناعة الدواء فى الشرق الأوسط

99

عاشت مصر على تراث الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى النهضة الصحية والتعليمية والثقافية والاجتماعية لفترات طويلة،حيث تعرض هذا التراث لعملية تخريب بعد أن بدأت فترة التدهور منذ عهد السادات، واستمرت فى عهد مبارك حتى وصلنا إلى الحالة،التي آلت إليها الدولة الآن، من تدهور المنظومة الصحية واختفاء الأدوية الحيوية والمزمنة ونقص المحاليل، بعد إنشاء أول شركة لصناعة الدواء فى إفريقيا والشرق الأوسط لإنتاج المادة الخام للمضادات الحيوية.
فبعد قرار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، قامت ثورة بين دول الغرب فمنعوا الدواء عن مصر من اجل الضغط على عبد الناصر لإلغاء قرار التأميم ولكن عبد الناصر رفض الرجوع فى قراره وقام بإنشاء شركة النصر للكيماويات الدوائية والتي تقع على مساحة 120 فدانا بأبي زعبل بمحافظة القليوبية
فكان دائما يقول “ الفقراء ليهم الجنة.. طاب الفقراء دول مالهمش نصيب فى الدنيا ولا نصيبهم بس فى الآخرة”، فتلك المقولة كانت فلسفة عبد الناصر القائمة على ضرورة توفير ما يمكن للدولة توفيره للمواطن الذي يعاني كثيرا كجزء من حقوقه على الوطن كما للوطن حقوق عليه.
التصنيع
فأهم ما يميز عصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هو توفير بيئة لتصنيع أي شئ حتى لا يقع تحت يد الدول العالمية المسيطرة على الصناعات المختلفة وهو ما يظهر عندما بدأت مصر الإعلان عن تأميم قناة السويس فرضت الدول الكبرى حصارا علينا وخاصة فى مجال الدواء أيضا. وهو ما انتبه له عبد الناصر ولأهمية صناعة المادة الخام الدوائية داخل مصر فبدأ مباشرة فى إنشاء أول شركة لصناعة الدواء فى إفريقيا والشرق الأوسط لإنتاج المادة الخام للمضادات الحيوية مثل “ الأمبيسيلين والتتراسيكليين والريفامبيسيت والكلورامنفيكول “، كل ذلك فى عام 1960 لتصبح مصر فى هذه الفترة رائدة فى صناعة الدواء، والتي يحدث عكسها تماما الآن.
ففى بداية الستينات كانت مصر مستعدة لاستقبال شركة النصر للكيماويات الدوائية عام 1960 لتصنيع الخامات الدوائية وتوفير الدواء المصري لمحدودي الدخل وجميع مستشفيات وزارة الصحة، وصنعت الشركة جميع الخامات الدوائية وأنتجت المحاليل الطبية وجميع المستحضرات الصيدلية ومرشحات الكلى الصناعي إضافة ل 5 مصانع على مستوى الجمهورية ساهمت فى توفير أدوية الأدوية البسيطة مثل أدوية السعال والحموضة والتقلصات ومضمضة الأسنان وعددها 16 نوعا والمراهم الخاصة بالبواسير وتشققات الجلد والحروق وغيرها وعددها 16 نوعا آخر، والتي يمكن اعتبارها أدوية علاج محدودي الدخل والفقراء والغلابة.

التعليقات متوقفه