أحبــــــاب هاشــــــم النحـــــاس

359

هل هم أولئك الذين تدافعوا لشراء التذاكر، وفى الموعد المقرر شغلوا أماكنهم لتمتلئ بهم أهم قاعة لعرض أهم الأفلام المحلية والدولية، أم هم أبطال أفلام هاشم النحاس!؟ تحتاج الاجابة لنوع من التمهيد قبل الفصل فى أمر العنوان.
تعود محبو الأفلام التسجيلية أن ينتظروا مهرجان الاسماعيلية من العام للعام، وعلي مر الايام والشهور يتلهفون على أي فرصة تجود بها وزارة الثقافة، حيث العروض قاصرة على القاعات التابعة، ومع أن الحضور مجاني إلا أن امتلاء القاعات امر نادر الحدوث، أما أن يأتي العرض فى دار تميزت بأفلام روائية نالت جوائز معتبرة تسعدنا الآن بقرارها الجديد أن يكون للافلام التسجيلية مكان بين عروضها، فهذا سبق يحسب لها، ولقد تكفل اسم هاشم النحاس بتسجيل يوم الثاني من اكتوبر 2017 ليكون تاريخا فاصلا يحسم من الامور ما استعصي على فهم المكابرين.
أول الامور اوضحها.. فلقد جاء الجمهور وبأعداد مدهشة، ودفعوا التذاكرو تابعوا العرض بل وشاركوا فى الحوار الشيق الذي اكتمل ثراؤه بأسئلتهم الذكية وتمكنوا من تحويل العرض إلى صيغة احفتالية لا تنتهي بالتصفيق إنما بالاصطفاف فى طابور طويل لمصافحة هاشم نحاس.. اذن فهؤلاء هم احبابه، سواء من شاهد شيئا من افلامه الاربعين من قرأ من عديد كتبه ومقالاته أومن قرأ عن جوائز اعدتها له افلامه التي ادخلت الفيلم التسجيلي المصري فى سجلات التميز الدولي منذ اختيار فيلمه “النيل ارزاق” بين افضل مائة فيلم تسجيلي فى القرن العشرين.
أما ثاني الامور فهو يخص ابطال “هاشم النحاس”، والحق انهم السبب فى اختياري للعنوان، هؤلاء الناس الذين يسمونهم افتراء بالبسطاء لكنه يري فيهم شموخا وبطولة يؤكدها دأبهم وكتابتهم بل وتوحدهم مع ما يخصهم من شغل، كل ينكب على شغله وهو به مشغول عن كل ما عداه ومن فرض شموخهم فهم لا يبدون تعبا ولا ضجرا ولاسخطا فلقد جبلوا على الكفاح. هم يكافحون بالفطرة وبالكد يتحقق وجودهم، هم اصل مصر ومعناها ونجاتها.. وفيما يبدو أن تلك كانت فكرته بعد ضربة 67 وبنفس كلماته” الشعب المصري لا يهزم”.
جاءت هذه الاحتفالية فى الثاني من اكتوبر، هل مصادفة، أم هي من حسن تدبير القائمين على وضع خريطة عروض القائمة وكأنهم يقدمون ردا شافيا على المتباكين على ندرة الافلام ذات الصلة بنصر اكتوبر 1973.
أفلام أكتوبر
ان كنتم تريدون مزيدا من الثرثرة، تصدع الرءوس ولا تضيف اي فكر فليس هذا فى ظني مربط الفرس، وانما مربطه فى البطولة التي هي صنعة المصريين، والتي نراها مجسدة فى “الناس والبحيرة والبئر وخيانة وشوا ابو احمد والنيل ارزاق، على نحو شاهدناه فى ذلك العرض”.
هؤلاء هم من انجبوا الجنود وربوهم على التفاني والفداء، وهم الذين صمدوا قبل النصرو بعده، وهم الذين نزلت عليهم ويلات الانفتاح الاستهلاكي دون أن تصلهم ولو قطرة من المشروع الرأسمالي متساقط الثمار”.
سقطت فكرة تساقط الثمار، وثبت فشلها فى كل الانحاء، وها هو الغرب مصدر النظريات يتصدع، إلاأن الغارقين فى بلهنية الضلال مازالوا فى رعيهم يعمهون.
ومازالت الاعلانات المعروضة على الشاشات تواصل دورها فى زرع الاحباط وتجميل كل ما هو زائف وتصويره على أن الحياة ولا حياة بدونه، توسع الفجوة بين الواقع وبين الاحلام التي فرضها الاعلانات، لتؤكد فى قلب كل مشاهد أن اقل واعجزعن أن يحققها.. جاءت مشاهد اعلانات التليفزيون فى فيلم سهمان نافذا إلى قلب المعركة، والابطال هم هم الابطال، والاعداء هم هم الاعداء، وكما كانت الاعلانات فى الفيلم منبتة الصلة عن عالم الابطال المكافحين فى الحياة فلازال الحال على ما هو عليه، ولازالت المعركة مستمرة ولازال الابطال هم احباب هاشم النحاس.
خاتمة
وكما تطلب الامر تمهيدا فالخاتمة واجبة، ومع قلة الكلمات التي قالتها الاستاذة فريال كامل ردا على احد الاسئلة، فلقد لخصت الرسالة والمغزي. قرأنا اسمها على فيلم النيل ارزاق “ فكرة فريال كامل.
وحكت أن طلبه كان موضوع فيلم يدل على مصر لكل من ينظر ولو من بعيد، قالت له، النيل، ثم كتبت “مجرد ثلاث صفحات” هكذاردت على السؤال، والذين صفقوا وصلتهم الرسالة على الفور، فهي الزوجة ذات الهمة والايثار وحسن التدبير، هي فريال كامل التي بدأت حياتها المهنية بالفيلم التسجيلي ثم انصرفت لكتابة النقد السينمائي ولم يثنها مجد حققته فكرتها “النيل أرزاق” عن حسن ترتيب أولوياتها، ولا عجب، فهي مصرية اصيلة تبتكر وتؤدي دورها فى غير ما ضجيج..

ميرفت رجب

التعليقات متوقفه