عاجل للأهمية: ماذا .. في دهاليز اليونسكو ؟

68

عوامل كثيرة يمكن أن تؤثر على انتخاب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ” اليونسكو” أهمها أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد شخصية عربية على رأس المنظمة لأن من أولى مهام هذه المنظمة حماية التراث الذي يشكل رمزاً لهوية الأمة ، بينما تضع اسرائيل الخطط لتهويد القدس والمناطق الأثرية في فلسطين بدعم كامل من الولايات المتحدة.

وإذا كانت اليونسكو معنية في الأساس بالحفاظ على التراث والهوية الأصلية للاماكن الأثرية والتاريخية فإن وجود مشيرة خطاب على رأس اليونسكو سيكون عائقاً أمام استمرار تنفيذ مشروعات الغاء واستئصال الهوية الفلسطينية .

وفي نفس الوقت ، فإن الولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي للمنظمات الإرهابية في سوريا التي تدمر روائع التراث الانساني والكنوز الاثرية التي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين ، وتستهدف واشنطن قطع الطريق على اليونسكو حتى لا تصدر المزيد من القرارات المهمة التي تناصر الحق الفلسطيني.

ولسنا في حاجة إلى التذكير بأن الإدارة الأمريكية قررت مؤخراً تخفيض معوناتها لمصر بعد أن اعتبرت أكاذيب جماعة الاخوان الإرهابية ، والمنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان .. حقائق لا تقبل المناقشة ، ويهم واشنطن أن تعاقب مرشحة مصر بسبب نفس تلك الأكاذيب والإدعاءات.

وكل من يريد أن يفهم ما وراء نتائج تصويت الجولة الأولى في انتخابات قيادة اليونسكو .. أن يتابع بدقة الدور الأمريكي ـ الاسرائيلي الخفي في دهاليز المنظمة.

ويتعمد الامريكيون إغفال أن قارة افريقيا لم تقدم إلا مرشحاً واحداً : مشيرة خطاب ، وأنه لم تشغل هذا الموقع أي شخصية عربية منذ تأسيس اليونسكو عام 1945 ، وأن رصيد مصر الحضاري والثقافي الممتد لآلاف السنين يؤهلها بجدارة ـ وقبل غيرها ـ لهذا المنصب ، بصرف النظر عن الضغوط على الدول الافريقية الفرانكفونية لتأييد المرشحة الفرنسية ذات الأصل المغربي وابنة مستشار الملك الحسن الثاني والملك محمد السادس ، وبصرف النظر عن الاموال التي تنهمر من الخزانة القطرية والوعود بدعم ميزانية اليونسكو .

وإذا كانت اليونسكو هي صاحبة الرسالة التربوية التعليمية الثقافية وحامية التراث الإنساني .. كيف يحصل ممثل دويلة داعمة للإرهاب على أعلى الأصوات؟

غير أن الجولات القادمة سوف تكشف لنا إلى أى مدى لا تزال هناك منظمة للتربية والعلوم والثقافة.

التعليقات متوقفه