هواء نقى: حماس.. لماذا الآن ؟

92

لماذا رضحت حركة حماس الآن ؟ وهل تحولت عن مواقفها العدائية ضد مصر ونظام 30 يونيو ؟ وكيف يمكن للمواقف أن تتبدل بين ليلة وضحاها؟ .

الحركة الإخوانية في قطاع غزة استمرت على مدار السنوات الماضية في معاداة ثورة 30 يونيو ونظامها الجديد واستخدمت كل السبل والوسائل لفرض أمر واقع بهدف الحصول على اعتراف النظام المصري الجديد بشرعية إدارتها للقطاع والعودة بالأمور إلى ما قبل 25 يناير 2011 .

لم تفلح إدعاءات الحصار والتجويع وغلق المعابر كما لم تنجح محاولات تهديد الحدود ودعم الإرهابيين وتوفير ملاذ آمن لهم مع النظام المصري الجديد الذي نجح من جانبه في القضاء على النفوذ الحمساوي داخل سيناء ووصل بجيشه إلى الشريط الحدودي مع القطاع فارضا منطقة عازلة بداخله بعد أن أغلق الجو والبحر أمام المهربين والإرهابيين .

تأكدت الحركة وقياداتها في الداخل والخارج أن النظام الحالي في مصر لا يمكن ابتزازه وليس على استعداد لتقديم التنازلات التي تضر بالأمن القومي للدولة وماضٍ في تنفيذ تعهداته بتطهير سيناء من الإرهاب وهو ما يؤدي بالضرورة إلى فشل الحركة وعجزها عن الاستمرار في إدارة القطاع، خاصة بعد فقدانها تعاطف المصريين وأموال نقاباتهم وقوافل الإغاثة وحقائب الدولارات الخليجية ورحلات الحصول على  “الملابس السنيّة ” .

قرار حماس بالرضوخ والتسليم والعودة للسلطة الشرعية للفلسطينيين هو الصيغة الوحيدة التي تضمن استمرار الحركة في ظل وجود نظام مصري لم يعتد عقد الاتفاقات في الغرف المظلمة، ولم يقدم تنازلا يخجل منه، وكان تعامله مع جميع القضايا طبقا لما يعتقد أنه الصواب ويحقق المصلحة الوطنية حتى لو جاء مخالفا لتوجهات الرأي العام ، الأمر الذي مكنه من تصويب سهامه للإمارة القطرية والدولة التركية وتجاهل عندما اقتضى الأمر الولايات المتحدة والدولة الإيطالية والرعونة السعودية وصولا إلى إخضاع الحركة الحمساوية وتحقيق المصالحة الفلسطينية .

رحم الله الشهداء وألهمنا وأهليهم الصبر والسلوان .

وتحيا مصر .

 

التعليقات متوقفه