فى منتدى خالد محيي الدين..حنان شوقي: أناشد الرئيس إنقاذ الدراما المصرية لمحاربة الإرهاب وتغيير سلوكيات المجتمع..*رئيس اتحاد المنتجين العرب يطالب بتشكيل لجنة عليا لتنمية الدراما

679

قالت الفنانة حنان شوقي، إن الدراما المصرية في حالة تدهور كبير، لعدة أسباب منها الإنتاج الدرامي، والذي لم يعد مرتبطًا بقطاع الإنتاج التابع للدولة وترك للإنتاج الخاص، ومنذ ذلك الحين لم يعد هناك انتاج يحمل معنى أو يحافظ على استمراريته، بل أصبح الإنتاج الدرامي مثل الوجبات السريعة، وشركات الإنتاج الخاصة هدفها الأول المكسب السريع عبر إنتاج أعمال تجارية دون الالتفات إلى العوامل الأخرى، مشيرة الى ان الدراما المصرية كانت فيما سبق اداة تخاطب العقول والقلوب وترسخ لقيم ومبادئ إنسانية نفتقدها الآن، وكانت الأعمال الدرامية تجسيدا حقيقيا للمجتمع المصري باحداثه وعاداته وتقاليده، إلا أن الدراما الحديثة ركزت على جانب واحد فقط وهو العشوائيات والبلطجة، وحتى البلطجي لم يتم تجسيده بشكل صحيح، فنحن نذكر فتوة نجيب محفوظ الذي كان لديه اخلاق، ويدافع عن الضعفاء، إلا أن البلطجي الان “قالع وبياخد حقه بدراعه” ويصدر لنا سخافة نحن في غنى عنها.

جاء ذلك خلال الندوة السادسة بعنوان «أسباب تراجع الدراما المصرية، وكيف تعود مصر الى عصر الريادة الفنية» ضمن منتدى خالد محيي الدين الذين نظمه حزب التجمع الأربعاء الماضى والذي ينسقه الكاتب خالد الكيلاني، بحضور الدكتور إبراهيم أبو ذكري رئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب.

وأضافت “شوقي” أن الدراما المصرية تباعدت عن لغة القلب، والانسان، والحوار الداخلي بين الخير والشر والحب والمشاعر، وبدأنا نكتب دراما تشاهد لمرة واحدة ولا تؤثر او تترك علامة، واحيانًا نجد عملا جيدا وحيدا وسط كل تلك الفوضى، ولكنه يبقى عملا جيدا وحيدا، عكس فترات سابقة كانت غالبية الأعمال الفنية في السينما والتليفزيون أعمالا جيدة ومن الممكن أن يكون هناك عمل أو اثنان مبتذلين، مما اعتبره مباراة شريفة بين الكتاب والمخرجين والممثلين زمان، اما الان فكل الامور عشوائية لا معنى لها، واذكر انه كان الوطن العربي كله يقف على باب القطاع الاقتصادي بالاذاعة والتليفزيون ليرجو وزير الاعلام المصري بأن يعطيهم حق عرض المسلسلات المصرية، كل ذلك انتهى الآن وأصبحت الدراما بعيدة عن الاسرة المصرية وتكوينها ومشاعرها، ولأجل ذلك عندما نشاهد عملا يلامس هذه المنطقة ينجح بسرعة الصاروخ مثل مسلسل أبو العروسة الذي عبر عن الأسرة المصرية.

وقالت الفنانة حنان شوقي، إن من ضمن أسباب تراجع الدراما ايضًا أن الكتاب الحقيقيين والسيناريستات الحقيقيين في بيوتهم لا يعملون، لأنهم لا يسمحون للمنتجين بالتدخل في نصوصهم، ولا يتدخل المنتج بتعديل النص لصالح فنان أو فنانة ما على حساب النص نفسه، بل كان الموضوع نفسه هو الأهم بغض النظر عن العوامل الاخرى، لكن الان يتعاقد المنتج مع الفنانين قبل حتى كتابة المسلسل، ثم يوجهون بعض الكتاب للكتابة على اسم الممثل، واصبح الممثلين يدخلون الأعمال الدرامية معهم نصوص 5 او 6 حلقات، ثم تتم الكتابة خلال التصوير ارتجاليًا، وهو أمر غير احترافي ويخرج أعمالا عشوائية، وطالبت بعودة مؤسسات الدولة في الانتاج الدرامي مثل، قطاع الانتاج باتحاد الاذاعة والتليفزيون، وصوت القاهرة، وغيرهما.

وناشدت الفنانة حنان شوقي، رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بسرعة التدخل والتوجيه لانقاذ الدراما المصرية والتي تعتبر أحد أهم ادوات القوى الناعمة، والتي تستطيع تغيير سلوكيات المجتمع، وتحارب الارهاب، وتعمل على التنوير، واعادة الاخلاقيات في المجتمع، مشيرة الى ان الدراما المصرية كانت سابقة لمعظم دول العالم ومن ضمنهم الولايات المتحدة، ولا يصح ان يتدهور الحال بصناعة قديمة مثل هذه ويتقدم علينا كل من اتوا بعدنا، وقالت: عندما أمشي في ممرات اتحاد الاذاعة والتليفزيون أحزن كثيرًا لما وصل اليه الحال من اهمال وأصبح هذ الصرح العظيم مهجورًا باستديوهاته الضخمة، وامكانيته العالية، واهُملت صناعة كنا روادا فيها عالميًا وسبقنا الجميع ونحن التزمنا بمفاهيم مثل الفهلوة وتركنا العمل الجاد.

ومن جانبه قال الدكتور، ابراهيم أبو ذكري رئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب، عندما نتحدث عن الدراما يجب ان نكبر الصورة ونتحدث عن المشهد الاعلامي كله، وهو المشهد الاكبر الذي يؤثر في النهاية على الدراما نفسها، ونحن اذ نتحدث عن الدراما المصرية فيمكننا ان نقول انها السلعة الوحيدة، التي لاتزال ناجحة كما انها السلعة الوحيدة التي تطبق مفهوم السوق العربية المشتركة الذي نطالب به في كل شيء منذ عشرات السنوات، فالدراما كانت سلعة عربية مشتركة في كل البلدان، والمشكلة الان ان الانتاج الدرامي ينتج بمفهوم محلي، وتدهور الامر الى سينما البلطجة وغيرها من الامور السلبية التي يراها المشاهدون العرب عن مصر.

وأضاف “أبو ذكري” ان المنتجين المصريين انتجوا على مرار الزمن ابداعات كبيرة، وكان التوزيع من شمال افريقيا للخليج كبيرا جدًا، وكان المسمى المصري يسمى المسلسل العربي، دونًا عن غيره، ومشكلتنا الان اننا ننتج بعقلية ارضاء المشاهد المصري المحلي ولم نفكر في السلعة ان تكون دولية كما كان في السابق، والان في المشهد الاعلامي نبحث عن من هو المسئول الاول في الاعلام المصري لا نجد من يدير الاعلام، فنحن لدينا العديد من المؤسسات مثل الهيئة الوطنية للاعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والمجلس الاعلى للاعلام، ونقابة الاعلاميين، وغيرها من المؤسسات، المتداخلة حتى الشئون المعنوية الخاصة بالقوات المسلحة لديها صناعة اعلامية، والوزارات لديها مكاتب اعلامية لوحدها، فاصبحت المؤسسات الاعلامية منفصلة وكثيرة، ولا تنسيق او سياسة اعلامية موحدة.

وأشار “أبو ذكري” ان مصر اطلقت قمرا صناعيا جديدا باسم طيبة 1 وتحاول ان تلحق بالعالم في الدخول الى المجال الافتراضي، وهو امر جيد، ولكننا نعود لنذكر ان المنتجين المصريين في السابق غزوا دولا كثيرة بصناعة الدراما المصرية مما ساهم في خلق كوادر كثيرة تعمل في الصناعة، ولكن الامر الان لم يعد كذلك وكوادر كثيرة لا تعمل الان بسبب الانغلاق الانتاجي، وهنا اقول ان هناك اخبارا تتحدث عن ان دخل المغرب من الانتاج الدرامي العالمي هذا العام 73 مليار دولار، فهم أصبحوا وجهة تصوير للافلام العالمية، كما ان ذلك خلق لديهم كوادر اعلامية عالمية لوجود صناعة كبيرة هناك، ولكن مشكلتهم في عدم الانتشار العربي هي اللهجة، بينما نحن لدينا لهجة مصرية يفهمها كل العرب ولكننا ندمرها بايدينا في الاعلام المصري من خلال الدوبلاج، واستقدام لهجات غير مصرية في الدراما المصرية، واقول انه رغم اختلافي الشديد مع صفوت الشريف ولكنه حافظ على اللهجة المصرية على الشاشات ولم يسمح بان تلوث هذه اللهجة.

وأكد رئيس اتحاد المنتجين العرب، ان مصري لديها جيل كامل من الكوادر الاعلامية المتميزة، والمشكلة الحالية هي ان القطاع الخاص أصبح اكثر التزاما من القطاع العام، واذكر ان القطاع الخاص في بداياته كان يلتقط الفنانين المتميزين من قطاع الانتاج العام، وكان الانتاج العام بيئة اكثر تميزًا وابداعًا اما الان يحدث العكس فالقطاع الخاص ساهم في ظهور كوادر اكثر واصبح لديه قدرة اكبر على افراز نماذج جيدة، واذا تحدثنا عن بداية الامر مع التليفزيون الملون كانت مصر حينها غير مستعدة بمخرجين تليفزيونيين فتمت الاستعانة بالمخرجين الاذاعيين، او المخرجيين السينمائيين، ولذلك في فترة ما كانت الاعمال الدرامية تخرج بمفهوم الانتاج الاذاعي بالكاميرات الثابتة وعدم مراعاة فنون الاخراج التليفزيوني، وتدخلت دول عربية لتغذية الانتاج التليفزيوني في مصر مثل السعودية والامارات، ومنذ سنوات اتخذ قرار بأن يكون هناك قنوات فضائية مصرية، تعمل في الانتاج الدرامي، وأصبح هناك مفهوم جديد ان يتم تفصيل اعمال درامية خصيصًا لبعض الفنانين باسمائهم، واصبح المنتج يأتي على اسم الممثل، وذلك عائد لأن وكالات الاعلان أصبحت تتدخل وتطلب الممثلين باسمائهم ليتم تفصيل اي عمل درامي لهم ليجلب الاعلانات، وذلك اصبح العامل الوحيد الذي تنتج لأجله الدراما المصرية، وأصبحت قيمة المسلسلات من قيمة ما تجلبه من اموال اعلانية، اما المسلسلات التي لها قيمة فنية ليس لها وزن وهذا لعب دورا كبيرا في تدمير الدراما المصرية.

وأشار “أبو ذكري” الى ان الحل الممكن في هذه المرحلة هو ان يتم تكوين لجنة عليا للدراما، تكون مختصة بتنمية هذه الصناعة، ويجب ان يكون هناك وقفة لبحث حلول تنمية صناعة الدراما المصرية على الفور.

التعليقات متوقفه