أمينة النقاش تكتب:كلام جميل عن الإعلام

678

 

ضد التيار

أمينة النقاش

كلام جميل عن الإعلام

جاء وزير الدولة للإعلام “أسامة هيكل” من محيط حزبي، حيث كان المراسل العسكري لصحيفة “الوفد” ثم رأس تحريرها بعد ذلك، كما شغل موقع “أول وزير إعلام في حكومة الدكتور عصام شرف بعد 25 يناير 2011.كما أدار بنجاح الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، قبل أن يتولى منصبه الجديد وزير الدولة للإعلام .

وفي الإجتماع الذي عقده الرئيس السيسي يوم الأحد مع “أسامة هيكل” ورئيس الحكومة  “د. مصطفى مدبولي” لرسم السياسة الإعلامية الجديدة، والتنسيق المطلوب بين الهيئات الإعلامية والصحفية المختلفة، طالب الرئيس السيسي الوزير ورئيس الحكومة بتحقيق التنسيق والتناغم داخل المنظومة الإعلامية، وتدعيم الإعلام المحترف، لدرء مخاطر انتشار الشائعات، والتفاعل السريع مع الأحداث.

 وفي اللقاء، تعهد وزير الإعلام باتباع سياسة إعلامية تحقق الانفتاح على جميع القوى والأطياف السياسية، وتحقيق الاستفادة المثلى من الخبرات البشرية المصرية، والتطوير المؤسسي للكوادر الوطنية .

وذلك كلام جميل لا يستطيع أحد أن يعترض عليه من وزير يعرف أكثر من غيره ما يجري في الساحة الإعلامية، وعاصر بنفسه الفصول المؤلمة في تاريخ العلاقة بين أحزاب المعارضة والحكومة، وهو التاريخ الذي سعى بدأب للإبقاء على المعارضة الحزبية، مستكينة في بيت الطاعة الحكومي، لتبقى دوما في موقع الشريك الصغير في الحياة السياسية .

يدرك وزير الإعلام، الذي أثق في كفاءته وقدراته، على تنفيذ ما يعد به، أن المعركة مع جماعة الإخوان لم تحسم، ولن تحسم في وقت قريب، وأنه لا استقرار مجتمعي في هذا الفراغ السياسي الذي يتمدد بالتجاهل الحكومي المتعمد للحياة الحزبية، ولغيبة السياسة في المجال العام، ولن يملؤه سوى تيارات الإسلام السياسي التي تمرح بلا رقيب أو مساءلة من سلطات الدولة التنفيذية في أرجاء البلاد، بينما لا يعرف الناس عن أحزاب المعارضة شيئا، سوى بعض الذين تصطفيهم الحكومة وإعلامها، غير المنشغل سوى بالهتاف والتصفيق، ولغو الكلام الذي لم يعد ينطلي على أحد .

واقعتان بسيطتان، لكنهما تترجمان ما أقول، أوجههما للوزير “أسامة هيكل” تكشفان نوعية التركيبة الحالية لوسائل الإعلام المقروء والمرئي، بما يوضح، أن مكمن الضعف السائد في الوضع الإعلامي الراهن، هي سياسته غير المعلنة، أو بالأحرى الخفية، وشموليته وضعفه المهني، ومحدودية تأثيرة .

الواقعة الأولى، هي مشاركة شباب حزب التجمع في المؤتمر العالمي لشباب العالم بشرم الشيخ، وبرغم الجهود المبذولة منهم داخل قاعات المؤتمر وأعماله، فقد غاب عن الإعلام ذلك الجهد الذي اعترف به منظمو المؤتمر، بينما ملئت الصفحات وساعات البث التليفزيوني بحزبيين ممن اصطفتهم ومنحتهم السياسة الإعلامية الخفية أسماءهم للترويج لهم.

وقبل أيام انتهت في مقر حزب التجمع الدورة العاشرة لمهرجان يوسف شاهين للأفلام الروائية القصيرة، والأخرى التسجيلية . والمهرجان يقيمه سنويا حزب التجمع، ويشرف عليه ويديره الفنان والمخرج ” توني نبيه ” وحين بثت إحدى قنوات النيل الحفل الختامي للمهرجان كاملاً، وشمل توزيع الجوائز وإعلان أسماء الفائزين من شباب السينمائيين، كان من اللافت للنظر، أن القناة لم تذكر كلمة واحدة عن أن المهرجان تم عقده في حزب التجمع .

ونحن في حزب التجمع نتمسك بوعد وزير الإعلام، بأن تكون كل ساحته ميداناً للحوار والتلاقي مع كافة التيارات الفكرية والسياسية والحزبية . لأن الأوطان تخسر كثيرا، إذا لم تتعلم من أخطاء ماضيها، ولم تقرأ الواقع قراءة صحيحة، أو تتجاهل ما يغلي تحت سطحه، الذي يبدو لنا هادئاً، فيما رياح منفلتة سامة تتجمع في أشرعته، وتنفذ إليه من عالم بلا قلب، لا يأبه سوى بالأقوياء، المعتمدين على أنفسهم، وعلى المجتمع بجميع هيئاته ومؤسساته في حفظ استقرار وسلامة تلك الأوطان .

التعليقات متوقفه