هاشتاج: تخوفات مشروعة

548

بقرار رئيس مجلس الوزارء نقل اختصاصات وزارة الإصلاح الإدارى (التنمية الإدارية سابقا)، المتعلقة بالتحول الرقمى إلى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أصبحت الوزارة رسميا أمام مجموعة من التحديات الضخمة التى قد تنوء بحملها، لا لضخامة حجم المهمات التى أصبحت ملقاة على عاتقها، بل بسبب التعقيدات والاشتباكات والتداخلات بين الاختصاصات فى الوزارات والهيئات والمجالس التى يفترض أن تتدخل وزارة الاتصالات لإدارة عمليات التحول الرقمى بها.
لقد أكد وزير الاتصالات فى عدة تصريحات منذ توليه مهام منصبه أن مسئولية التحول الرقمى ليست مسئولية وزارة الاتصالات وحدها، وإنما مسئولية مشتركة بين جميع قطاعات وأجهزة الدولة، وأعتقد أن القرار الجديد لا يغير من هذه الحقيقة شيئا، لأن وزارة الاتصالات لن تستطيع فرض التحول الرقمى على طريقة الانقضاض من الخارج لفرض التحول الإجبارى، بل يستلزم الأمر تعاونا من الجهات التى ستتعامل معها الوزارة لتنفيذ قرار رئيس الوزراء
وأخشى ما أخشاه أن تواجه وزارة الاتصالات مقاومة من الجهات التى قد تستشعر أن الوزارة باتت تتدخل فى شئونها وأنها -مدعومة بقرار رئيس مجلس الوزراء- تحاول أن تلعب دورا أكبر من الدور المنوط بها، فيخططون لوضع العراقيل فى طريقها، مما قد يؤدى فى النهاية إلى إفشال خططها، وبالتالى تحميلها تبعات فشل تنفيذ قرار رئيس الوزراء، أو الأخطر من ذلك، مسئولية فشل عملية التحول الرقمى للدولة بأكملها.
أستطيع أن أقول أننى لم أستوعب قرار رئيس الوزراء فى ظل وجود “المجلس الأعلى للمجتمع الرقمي”، وهو المجلس الذى كنت أعتقد أن لديه صلاحيات أوسع وسلطات أقوى لتنفيذ عملية التحول الرقمى.
أما وقد قُضى الأمر، وتسلمت وزارة الاتصالات رسميا المهمة، وتسلمت الملفات، فإن المطلوب أعلى درجات التنسيق والمتابعة المستمرة مع رئيس الوزراء، والوزراء، ورؤساء الهيئات والمجالس المستهدفة بالتحول الرقمى، والحذر من كبار أو صغار الموظفين ممن تتضارب مصالحهم الفردية مع مصلحة المجتمع بأكمله، إذ سيسعى هؤلاء بكل جهدهم إلى إفشال أى تحول، وتجارب الماضى خير شاهد على تجارب سلبية لإدارات تم تأهيلها وتجهيزها، ثم تحولت إلى نماذج فشل ذريع.
قد يعتقد البعض أننى أبالغ فى توقعاتى المتشائمة، وردا عليهم، أتمنى أنا أيضا أن لا يكون لتخوفاتى المشروعة محل من الإعراب، وأن تنجح وزارة الاتصالات فى مواجهة تحديات المهام الجديدة، وتحقيق تحولات حقيقية على أرض الواقع.

التعليقات متوقفه