د. عادل وديع فلسطين يكتب:اللهو غير الخفي

426

شجون مصرية

اللهو غير الخفي

د. عادل وديع فلسطين

انطلقت السيارة السوداء الكبيرة من داخل أرقى الأحياء في القاهرة يقودها سائق ويجلس على المقعد الخلفي رجل ممتلئ يزين إصبعه خاتم ثمين وتفوح من جسده رائحة العطر ويمسك بسيجار بين أصابعه ، أنطلقت السيارة خارج القاهرة إلى الريف نحو عزبة هذا الرجل ، إجتازت السيارة الطرقات حتى وصلت إلى مدق ترابي .. وفجأة توقف السائق … شاهد أمامه ذئبين ضخمين كما لو كان مسعورين .. كل منهما يحاول أن يمزق الآخر بأنيابه ومخالبه في معركة شرسة سالت منهما الدماء .. وكانت الأصوات تصم الآذان في زمجرة ونباح وأنين ، قال السائق لسيده .. أما من أحد يتدخل لفض هذه المعركة .. إسمح لي أن أنزل من السيارة وأستخدم (الكوريك) للتفريق بينهما رحمة بهما جاء رد (الكبير) دعهما وشأنهما ، أتركهما يفتكان ببعضهما فلو تصالحا سوف يتفرغان لمهاجمتنا والانقضاض علينا.

كانت هذه اللمحة قصة قصيرة رمزية كتبها كاتب هذه السطور نشرت في جريدة الأهرام بتاريخ 6 فبراير 2011 قبل سقوط الرئيس مبارك بأيام .

كان هذا حال الشعب المصري وأنا منهم يشعر بان هناك من يعمل للوقيعة بين المصريين لصالحه إبان العهد السابق ، وتجلت هذه الأحداث قبل الثورة مباشرة بتفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية ، وحاول وزير الداخلية وآمن الدولة الصاق التهمة بشاب برئ حتى تقفل القضية ويعلن عن الجناة في عيد الشرطة ، نفس يوم بداية الثورة ، لم يقتنع الشعب بذلك وتهكم على غباء وسذاجة رجال هذه الدولة .

إذا المستفيدون من الوقيعة بين فئات الشعب كانوا موجودين قبل قيام الثورة وكان الرمز في هذه القصة لأحدهم لعله في هذا الوقت صفوت الشريف ( شريب السيجار) ، كما حرص العادلي وشركاه لتصفية الثوار بالرصاص ، إذا المستفيد الأكبر من تصفية وإسقاط الثورة هم هؤلاء الرجال أصحاب النفوذ والمال ورجال الأعمال وأعضاء المجالس النيابة الذين أثروا ثراء فاحشاً لتأتي الثورة لتقضي على حاضرهم ، ومستقبلهم وأحلامهم في المزيد من السلطة والمال .

وسرعان ما يظهر دور الإخوان المسلمين ودورهم الإجرامي لكسر الوطن والوقيعة بين الشعب والشرطة ومعهم حماس التي اخترقت حدود الوطن والنيل من سيادته واجتياز حدوده عبر الانفاق ثم مهاجمة الشرطة وفتح السجون وتهريب رجالهم في عملية قذرة لن ينساها الشعب المصري ولن يغفر للمدعو إسماعيل هنيه ورفاقه هذا الاعتداء الصارخ على حرمة الوطن .

طبعا شارك الأمريكان الاخوان في هذه اللعبة ووقفوا يشاهدون إسقاط الدولة من داخلها.

تذكرنا هذه الأيام بهذا التاريخ الأسود

التعليقات متوقفه