الدبلوماسية المصرية تهزم تطلعات “أردوغان” الإرهابية

*فشل الرئيس التركى فى تكوين لوبى من الدول الراعية للإرهاب..*أردوغان يدفع ثمن وقوفه مع جماعة الإخوان والقاعدة وداعش

640

كتب: عبد الستار حتيتة

نجحت الدبلوماسية المصرية الهادئة، في محاصرة الثور التركي الهائج رجب طيب أردوغان. خلال مؤتمر برلين حول ليبيا الذي عقد الأحد الماضي.

هذه ثاني مرة، خلال أقل من عامين، تتمكن فيها الدولة المصرية، من توجيه اللكمات الدبلوماسية، على الملأ، للنظام التركي الإخواني الإرهابي.

كانت المرة الأولى في مؤتمر بالريمو، حول ليبيا أيضا، والذي انعقد في نوفمبر عام 2018. وقتها قام أردوغان بتشكيل لوبي من الدول الراعية للإرهاب، لإحباط الجهود المصرية لإرساء الاستقرار في ليبيا، إلا أن المندوب التركي خرج من بالريمو صفر اليدين.

بالنسبة لمؤتمر برلين، كان أردوغان يضغط من أجل إشراك قطر، أحد أذرعه الإرهابية، في المؤتمر.. لكنه فشل. وكان يريد موقفا مناصرا له بشكل صريح من الجزائر، إلا أنه فشل أيضا.

وقبيل وصوله إلى برلين، اقنع أردوغان نفسه بأن حليفه الوحيد المتبقي له في المؤتمر هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بيد أن بوتن كانت له خطط وطموحات لا تخدم بالضرورة أطماع أردوغان.

لقد أدى وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي، بنفسه، في مؤتمر برلين، إلى قلب الطاولة على رأس أردوغان وأحلامه الشريرة. وتحدث السيسي مع قادة العالم حول خطر وجود الميليشيات والإرهابيين في ليبيا.

معروف أن هذه الميليشيات وتلك الجماعات الإرهابية التي يحاربها الجيش الوطني الليبي في آخر مربع لها في شمال غرب البلاد، هي الأذرع التي يعتمد عليها أردوغان في ليبيا.

قام الرئيس التركي خلال الشهور القليلة الماضية بخرق جميع القرارات والمعاهدات الدولية، من أجل تسليح الميليشيات، وإرسال مزيد من الإرهابيين، لمنع الجيش الوطني من بسط الأمن في باقي ليبيا.

يتوهم أردوغان، أنه إمبراطور، وأنه عمدة للمنطقة العربية، ولمنطقة البحر المتوسط أيضا. وأصبح مصدر خطر على كثير من الدول، وعلى رأسها مصر. إلا أن الدولة المصرية لم تستجب للبلطجة التركية، ولا للتحرشات الأردوغانية.

أدارت الدبلوماسية المصرية الملف في هدوء. وتمكنت من تقليم أظافر أردوغان دون ضجيج ودون خسائر.

أولا: أظهرت القاهرة العين الحمراء لكل طامع محتمل، سواء كان تركيا أو غيرها، من خلال تنفيذ عدد من المناورات العسكرية المهمة في البحر المتوسط.

وثانيا: حشدت مصر الرأي العام الدولي والإقليمي، للوقوف ضد سياسات أردوغان، من خلال التزامها بالمواثيق الدولية المعروفة، ومن خلال التشاور مع الأصدقاء الأوربيين وغير الأوروبيين.

تفعل مصر ذلك رغم الضغوط التي يمارسها أردوغان وأذرعه الإرهابية في المنطقة. وهي ضغوط مكلفة، ومستفزة أيضا. إلا أن الفيصل يظل فيمن ينتصر في نهاية المطاف.

يرتكب أردوغان أخطاء كبيرة.. وهو اليوم يدفع ثمن وقوفه مع حلف الإرهاب سواء أكان التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، أو التنظيمات الأخرى مثل القاعدة وداعش.

المناقشات التي دارت على الطاولة في مؤتمر برلين حول ليبيا كانت محددة؛ نزع سلاح الميليشيات.. مواصلة الحرب على الإرهاب. الحفاظ على وحدة الدولة، والتوزيع العادل للثروة، والأهم.. تطبيق القرارات الدولية بعدم توريد السلاح لليبيا.

إن تمسك قادة العالم بمثل هذه البنود، التي تتوافق تماما مع السياسة المصرية تجاه الجارة ليبيا، ومع تطلعات الليبيين، نسفت أحلام أردوغان. وجعلته يخرج من المؤتمر مَلوما محسورا.

 

التعليقات متوقفه