التعليم من المجانية إلى سلعة

البناء التعليمي " مشوه" ..وخبراء التربية يطالبون بالتطوير منذ السبعينيات

506

شبل بدران: نسبة الاستيعاب لم تتحقق والتسرب من التعليم وصل لـ ٢٠%

سامى نصار : لابد من صدور وثيقة رسمية واجراء حوار مجتمعى حول الخطة الاستثمارية

محمد خيري محمود: الحديث عن التطوير مجرد كلام ” استهلاكى”

محمود منسي: توجيه الاعتمادات المالية لتحسين البنية الأساسية للتعليم

تحقيق:فاطمة يحيى

محاور واتجاهات عديده جاءت بالخطة الاستثمارية لوزارة التربية والتعليم خلال العام المالى 2020/2021، والتى استعرضها وزير التعليم د.طارق شوقى خلال اجتماع مجلس الوزراء ناقش المجلس خطة الاعتمادات الاستثمارية للوزارة المقترحة وبنود صرف هذه الاعتمادات ، ويتضمن مقترح الاعتمادات الاستثمارية للوزارة ، زيادة قدرها 33.3%، عن العام المالي الجاري، على أن هذه المخصصات سيتم توزيعها على البرامج الفرعية التي تأتي ضمن برنامج الحكومة والمتمثلة في تطوير منظومة التعليم، وإتاحة التعليم للجميع دون تمييز، وتنافسية نظم ومخرجات التعليم، وتطوير مدارس التعليم الفني، فضلاً عن تحسين جودة النظام البحثي والإلكتروني، ونشر ثقافة العلوم والابتكار.

كما ستخصص الاعتمادات الاستثمارية للعام المالي المقبل بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى ، لاغراض تحديث البنية الأساسية لمدارس التعليم الثانوي العام، وتطوير العملية التعليمية، وسيذهب جزء منها للمدارس المصرية اليابانية حيث تم تقديم بعض نماذج التعليم اليابانى فى مراحل التعليم الأساسي، وتحسين جودة النظام البحثى والتكنولوجى، وتطوير تكنولوجيا التعليم لمراحل التعليم المختلفة والإدارات التعليمية، وتطوير معسكرات التربية الرياضية، والمدينة التعليمية في 6 أكتوبر، والمراكز العلمية الاستكشافية، ومدارس المتفوقين STEM. وسيكون لهيئة الأبنية التعليمة نصيب كبير من الاعتمادات المقترحة لعام 2020/2021، تُخصص لبناء المدارس فى المناطق المحرومة والقرى الأكثر احتياجاً، وكذلك لإحلال المدارس المتهالكة، وبناء فصول للتربية الخاصة، واستيعاب الزيادة السنوية. كما تشمل الخطة المقترحة تخصيص أجزاء من هذه الاعتمادات لباقي الهيئات الخدمية التابعة لوزارة التربية والتعليم والتي تشمل كلا من المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية، والمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوى، والهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار، وصندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية، والمركز الاقليمى لتعليم الكبار، والأكاديمية المهنية للمعلمين، ومركز تطوير المناهج.

تحسين البنية الأساسية

وفى ذات السياق قال د.شبل بدران ” خبير تربوى بجامعة الاسكندرية ” ان الخطة الاستثمارية للتعليم لابد ان تشمل على ماتم انجازه خلال الثلاث سنوات السابقه منذ ان تولى د.طارق شوقى الوزارة ، بالاضافة الى الاهداف المطلوب تحقيقها واليات تحقيق ذلك . واضاف ان الدولة على مدار السنوات السابقة لا تولى الاهتمام الكافى بالتعليم بدليل ارتفاع كثافة الفصول ، حيث وصل الحد الاقصي للطلاب الى 160 و 170 طالبا فى الفصل الواحد وفى المتوسط 50 او 60 طالبا ، فضلا عن ان نسبة الاستيعاب لم تتحقق ولم تصل الى نسبة 100% على مدار الـ 50 عاما السابقة، بالاضافة الى ان نسبة التسرب من التعليم وفقا لاخر احصائيات تصل الى 20% خلال المرحلة الابتدائية والاعدادية .

واشار الى ان خبراء التعليم منذ سبعينيات القرن الماضي ينادون بتطبيق مشروع تطوير التعليم القائم على مبدأ الاتاحة وتقليل كثافات الفصول وتحسين البنية الاساسية . لافتا الى ان وزير التعليم انشغل منذ ان تولى الوزارة ، بتطوير طريقة التقويم وتطبيق التابليت على الرغم من ان التقويم هو اخر مرحلة لتطوير التعليم ، فلا حديث الا عن التابليت فى العملية التعليمية ، متسائلا اين تطوير المناهج فى ضوء قيم المواطنة والعدالة والمساواة؟!.

وثيقة للتعليم

وقال د.سامى نصار ” استاذ التربية بمعهد الدراسات التربوية بجامعه القاهرة ” ان وزارة التعليم لم تصدر اى وثيقة رسمية توضح الخطة او المشروع والاهداف المطلوب تحقيقها بجانب مصادر التمويل ، على ان يتم عرضها للرأى العام واجراء حوار مجتمعى حولها للموافقة عليها واعتمادها من مجلس النواب ومراكز البحوث التربوية ، قائلا” اى كلام عن تطوير التعليم مجرد كلام انشائى وتصريحات اعلامية الغرض منها شو اعلامى وليس تطويرا حقيقيا لمنظومة التعليم.

واضاف ان مبدأ الاتاحة فى التعليم حتى الآن لم يتحقق وما يحدث فى العملية التعليمية لا يؤدى الى الاتاحة ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر هناك 35 الف مبنى واكثر من 50 الف مدرسة كل مبنى يحتوى على مدرستين او اكثر وبالتالى لا يؤدى ذلك الى الاتاحة. موضحا ان الاتاحة مرتبطة بالجودة ، والاخيرة لم تتحقق ، والدليل على ذلك نجد ان الخدمات التعليمية ليست على مستوى واحد من الجودة لتحقيق ما يسمى بالتنمية المستدامة، فهناك تعدد فى النظام التعليمى بين الخاص والتجريبي والدولى والانترناشونال بجانب التعليم الدينى المتمثل فى الازهر الامر الذى جعل النظام التعليمى فى مصر “مشوها”. مؤكدا ان التخطيط للتعليم يعد عملية منهجية وعلمية تحتاج لرؤية واهداف وتحديد المدى الزمنى والتكلفة واحتاجاتنا من التعليم ، بالاضافة الى تحديد نوع و مستوى الجودة فى التعليم لبناء الهوية الثقافية والوطنية. تطوير المناهج

وقال د.محمد خيري محمود ” استاذ مناهج وطرق تدريس بالمركز القومى للبحوث التربوية ” ان الخطة التى تضعها وزارة التعليم ينقصها تطوير المناهج بحيث تتناسب مستوى الاسئلة فى الامتحانات مع مستوى التدريس ، فالمناهج الحالية تحتاج الى ” فرمطة” وازالة الحشو واختزال المواد التى عفى عليها الزمن. واضاف ان الانتقال الى مرحلة الفهم لا يعتبر تطويرا كما يدعى وزير التعليم لانه من مستويات التفكير ، فبدون التجريب لايوجد تطوير او استثمار للتعليم ، الامر الذى يستلزم الاهتمام بالمعامل بجانب تفعيل الانشطة . ولفت الى ان الحديث عن تطوير التعليم مجرد كلام نظرى استهلاكى ، والدليل على ذلك خروج مصر من التصنيف العالمى لجودة التعليم الامر الذى يرجع الى وجود مدارس غير مهيئة بالاضافة الي ان البيئة التي يتم فيها التدريس لا تصلح ، فضلا عن تدهور حالة المعلم نفسيا ومجتمعيا.واشار الى ان البرنامج الزمنى الذى يعد غير متوافق مع الموضوعات التى تدرس ، مؤكدا ضرورة تخفيف المناهج بحيث تتناسب مع الجدول الزمنى ، واعداد المناهج بحيث تقيس الفهم والتفكير.

الميزانية واوجه الصرف

وقال د.محمود منسي ” عميد كلية التربية بجامعة الاسكندرية سابقا” ان زيادة الاعتمادات الاستثمارية للتعليم بنسبه ٣٣% امرا ضروريا فى سبيل تحسين المنظومة التعليمية ، خاصة ان ميزانية التعليم المنصوص عليها فى الدستور والتى تبلغ ٤% من الناتج القومى الاجمالى ، لم تتحقق حتى الان ومعظم ميزانية التعليم تذهب للاجور والمرتبات. واضاف انه لابد من تحديد اوجه صرف الميزانية بحيث نتجنب اهدار الموارد ، معتبرا ان قرض البنك الدولى الذى تم توجيهه للتابلت والذى يقدر بنصف مليار دولار لم يؤت جدواه واصبح الطلاب يعانون من ازمة الشبكات وضعف الانترنت وعدم تدريب المدرسين على ألية التعليم الحديثة. ولفت الى ان تحسين البنية الاساسية للنظام التعليمى سواء الكترونيا او ورقيا من اولويات الانفاق ، والتى تشمل تدريب المعلمين وتحسين حالتهم المادية والمهنية ، بالاضافة الى بناء مدارس كافية لتحقيق الاستيعاب والتقليل من كثافات الفصول

التعليقات متوقفه